في اليوم العالمي لـ"داء الكلب".. "21 حقنة لا تكفي"

كتب: سلوى الزغبي

في اليوم العالمي لـ"داء الكلب".. "21 حقنة لا تكفي"

في اليوم العالمي لـ"داء الكلب".. "21 حقنة لا تكفي"

21 حقنة، ظنَّ الأطفال أن هذه الضغطات الموجعة كافية لإبعاد الأمراض التي تتسبب فيها "عضة كلب" لم ترحم أجسادهم الضعيفة، ولكن الأمور تسوء إذا كان هذا الحيوان ومَن على شاكلته مصابون بالمرض المعروف بـ"داء الكلب"، الذي يعتبر من الأمراض القاتلة، حيث ينتقل الفيروس المسبب له من لعاب الحيوانات المصابة، ويصيب الجهاز العصبي المركزي، وعادة ما ينتقل إلى الإنسان عن طريق "عضة" الحيوان المصاب. يحتفل العالم في 28 سبتمبر من كل عام، باليوم العالمي لداء الكلب، من خلال تسليط الضوء في هذا اليوم على الآثار الناجمة عن داء الكلب البشري والحيواني، مروجًا لكيفية الوقاية منه، وطرق وقف انتشاره بمكافحته في مستودعاته الحيوانية. منظمة الصحة العالمية أقّرت الاحتفال بهذا اليوم منذ عام 2006، وبلغ عدد الدول المشاركة في الحملة هذا العام 185 دولة تقوم بتوعية ما يقارب من 183 مليون نسمة حول العالم، فضلًا عن تطعيم 7.7 مليون كلب ضد المرض في جميع أنحاء العالم. تحدث العدوى للإنسان خلال فترة قصيرة أو طويلة من العضة اعتمادا على شدة الجرح ‏ومكانه، وبعده عن الجهاز العصبي المركزي، وكمية الفيروسات التي أصابت الجرح.‏ للمرض أعراض، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ففترة حضانة داء الكلب تتراوح عادة بين شهر واحد وثلاثة أشهر، ولكنّها قد تتراوح بين أقل من أسبوع وأكثر من سنة، وتتمثّل أعراضه الأولى في الحمى، وألم يُصاب به المريض، أو شعور بالوخز أو الحرق غير المبرر في موضع الجرح، فضلا عن الصداع والتهيج، والاضطراب والقلق، وصعوبة البلع، وزيادة اللعاب، والارتباك والخوف من الماء (هلع الماء)، والهلوسة، والأرق والشلل الجزئي. ونظرا لانتشار الفيروس في الجهاز العصبي المركزي، يحدث التهاب تدريجي في الدماغ والنُخاع يؤدي، ويمكن أن يعقبه ظهور شكلين من المرض، يتمثّل أحدهما في داء الكلب الهياجي، الذي يُبدي المصابون به علامات فرط النشاط ورهاب الماء والهواء أحيانًا، وبعد مضي بضعة أيام تحدث الوفاة نتيجة الفشل القلبي التنفسي. هناك نوعية أخرى من المرض تسمى "داء الكلب الصامت"، فهو يقف وراء حدوث 30% من مجمل الحالات البشرية، ويتسم هذا الشكل من المرض بأعراض أقل من الشكل الهياجي، ويستغرق فترة أطول منه، وتُصاب العضلات تدريجيًا، بالشلل، انطلاقًا من موضع العضّة أو الخدش، وتتطوّر ببطء إلى غيبوبة تعقبها الوفاة في آخر المطاف. وكثيرًا ما يُساء تشخيص هذا الشكل المسبّب للشلل، ما يسهم في نقص الإبلاغ عن المرض. عندما تظهر على شخص ما علامات وأعراض داء الكلب، فهذا يعني أن الحالة أصبحت متأخرة، وأنه سيؤدي غالبًا إلى الوفاة، لهذا السبب، يجب على أي شخص قد يكون معرض للإصابة بالمرض، نتيجة تعرضه لعضة من حيوان، أن يسعى إلى تلقي لقاحات داء الكلب للحماية، فأعراض داء الكلب لا تظهر على المصاب حتى بلوغه مراحل متأخرة من المرض، وفقًا لمنظمة المجتمع العلمي العربي Arsco. يمكن لأي حيوان ثديي يحمل فيروس داء الكلب أن ينقله، ولكن الحيوانات التي تنقل فيروس داء الكلب للإنسان تكون في الغالب حيوانات أليفة مثل القطط، والأبقار، والكلاب، والماعز، والخيل والأرانب، إضافة إلى الحيوانات البرية، مثل الخفافيش، وذئب البراري، والثعالب، والقرود والفئران الجبلية والبرية، فضلا عن الناموس. لم تسجل أي حالة للعدوى من إنسان إلى إنسان، وتشير التقديرات، التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية، إلى أن داء الكلب الكلبي يهدّد حياة أكثر من 3 بلايين نسمة في آسيا وإفريقيا، ويعيش أكثر الناس المعرضين لخطر الغصابة بالمرض، في المناطق الريفية، حيث لا يسهل الحصول على اللقاحات البشرية والجلوبولين المناعي بسرعة. وبحسب ذات المصدر، فإن الفقراء هم أكثر الفئات عرضة لمخاطر الإصابة بهذا الداء، لأن تكلفة المعالجة الوقائية التي تعقب التعرّض لحيوان مشتبه في إصابته بالمرض تناهز 40 دولارًا أمريكيًا في إفريقيا، و49 دولارًا في آسيا، حيث يتراوح معدل الأجور بين دولار أمريكي واحد ودولارين للفرد الواحد في اليوم. يشيع المرض أساسًا بين الأطفال دون سن 15 عامًا، على الرغم من أن جميع الفئات العمرية معرّضة لمخاطر الإصابة به، وتُعطى في المتوسط نسبة قدرها 40% من المقرّرات العلاجية لأطفال تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و14 عاما، وأغلبهم من الذكور. تعمل منظمة الصحة العالمية على توسيع نطاق الحصول على العلاج من خلال استعمال لقاحات حديثة مضادة لداء الكلب، ولا سيما عن طريق تقليل تكلفة اللقاح بنسبة تتراوح بين 60 و80%.