والدة شهيد: «عاوزة أجيب حق ابنى اللى دماغه اتقسمت»

والدة شهيد: «عاوزة أجيب حق ابنى اللى دماغه اتقسمت»
دروع وشهادات تكريم، ومحفظة متآكلة بما فيها، و«قط» نادر أهداه إليها أحد رجال الأعمال.. هى كل التركة التى تبقت لوفاء السيد، والدة ولاء الدين حسنى، أحد شهداء ثورة 25 يناير.. منزل صغير تحاط فيه الأم بصور ابنها، لم يبق لها من ذكراه سوى مطلب واحد بعدما تخلت عن مطلبها القديم بالقصاص: «استعوضت ربنا فى دم ابنى اللى ماعرفش مين اللى قتله.. وكل طلبى شارعنا يتسمّى باسم ابنى ولاء الله يرحمه».
يوم 28 يناير 2011، المعروف بـ«جمعة الغضب»، تلقى ولاء الدين رصاصة شطرت رأسه: «من يومها وأنا مقهورة عاوزة أجيب حق ابنى اللى دماغه اتقسمت ودمه غرّق أسفلت الشارع».. فى أوائل 2011، وبعد مقتل «ولاء»، أقامت الأم دعوى تتهم وزير الداخلية وقتئذ حبيب العادلى بالسماح بقتل ابنها: «كنت بأقول إن العادلى أمر الشرطة بقتل المتظاهرين، بس دلوقتى بأقول إن لو الشرطة مش هى اللى قتلت ولاء وكان فيه مندسين فالعادلى مسئول إنه كان يمنع المندسين دول». ثلاثة أعوام مرت، تغيرت فيها ملامح التهمة والمتهمين: «كنت بأتهم حبيب العادلى بالسماح بقتل ابنى، لكن دلوقتى أنا خايفة أكون ظالماه.. مش عاوزة أظلم حد، وبدل ما كنت بأطالب بالقصاص لابنى مبقتش عارفة دمه فى رقبة مين.. مبقتش بأطلب إلا أن الشارع اللى كنت ساكنة فيه مع ابنى الشهيد ولاء الدين حسنى يتسمّى باسمه».
«ولاء ومراته وولاده كانوا عايشين فى حضنى لحد موته، وبعدها مراته أخدت ولادها الاتنين وراحت تعيش فى البحر الأحمر.. وبقيت أنا متشحططة رايحة جاية علشان أشم فى العيال ريحة أبوهم» تذكر «أم ولاء» التى تتابع: «بعد ما مات ابنى اتبرعت بكل هدومه الجديدة السليمة لجمعية خيرية صدقة على روحه، واحتفظت ببطاقته ومحفظته فيها دمه وعرقه».