المراكب الشراعية بالأقصر يعلوها التراب.. وتنتظر صحوة العمل

المراكب الشراعية بالأقصر يعلوها التراب.. وتنتظر صحوة العمل
- الأقصر
- محافظة الأقصر
- المراكب الشراعية
- المراسي السياحية
- وزارة السياحة
- اللانشات
- الأقصر
- محافظة الأقصر
- المراكب الشراعية
- المراسي السياحية
- وزارة السياحة
- اللانشات
أمواج خفيفة هنا وهناك.. مراكب مُتوقفة ومُتراصة بجانب بعضها البعض منذ فترة طويلة، تظهر عليها الأتربة من قلة العمل، ووجوه يظهر عليها الإستياء، هذا هو الوضع على مرسى المراكب الشراعية الكائن أمام إحدى الفنادق السياحية الشهيرة بمحافظة الأقصر، خاصة في ظل جائحة كورونا.
المراكب الشراعية تحتاج لصحوة بعد توقفها عن العمل
«المراكب الشراعية أصحابها رموها، مفيش شغل ومفيش زبون، والمراكب وقفت عن العمل من فترة طويلة وبقت متربة، والبيوت مفتوحة وقلة الشغل تعبت الكل»، هكذا وصف عادلي محمد جاد، مراكبي شراع منذ أكثر من 35عامًا، حال المراكب الشراعية والعاملين عليها في هذه الفترة، فمع انعدام العمل توقفت المراكب الشراعية وأصبحت مُتراصة بجانب بعضها البعض حتى غطاها التراب.
وأشار إلى ترك الكثير من العمال وأصحاب المراكب الشراعية العمل عليها منذ فترات طويلة، وبحثوا عن عمل آخر فالبعض عمل في حمل الأتربة أو تكثير الأحجار وأخرين في أعمال الحصيد ولكنها تتوقف في مواسم معينة لذا لا يعمل بها الكثير من الأشخاص.
وأوضح أنه حاول البحث عن عمل آخر نظرا لإعالته أسرة مكونة من 3 أبناء ويحتاجون لنفقات يومية، مضيفًا، أن دوره حاليًا أصبح هو الذهاب إلى المراكب لتنظيفها كل فترة من الأتربة المتراكمة عليها فقط ثم يغادرها مرة أخرى تاركًا خلفه آمال عودة السياحة مرة أخرى وانتهاء فترة جائحة كورونا، وطالب بتوفير تذاكر طيران على شركات الطيران بأسعار مخفضة لجذب السيُاح من مختلف دول العالم للذهاب إلى مصر بوجه عام والأقصر بوجه خاص، وختم قائلًا: «نتمنى انتهاء كورونا والمسئولين يبصولنا بعين الرحمة».
مراكبي شراع: عرضت المركب للبيع بسبب قلة الشغل
وقال حشمت يوسف حجاج عامل على مركب شراعي: «حاليا بنيجي كل يوم الساعة 8 ونص الصباح وبنمشي على العشاء، وزي ما بنيجي زي ما بنروح والحياة نايمة، الزبون المصري عايز يدفع 50 جنيه يعني ماتجبش كيلو لحمة ولا تكفي فواتير المياه اخر الشهر، السياحة الداخلية لم تؤثر في تحسين أوضاعهم خاصة مع انخفاض أعدادها هذه الفترة كما أن الزبون يرفض دفع المبلغ المتعارف عليه ويُصر على الركوب بأسعار مخفضة مما يشكل عبء على أصحاب المراكب».
الشغل مش زي الأول لكن بنقول الحمدلله
«الشغل مش زي الأول لكن بنقول الحمدلله»..بتلك الجملة بدأ أحمد متولي حديثه، موضحًا أن فيروس كورونا زدا من سوء أوضاع قطاع السياحة بشكل عام وليس فقط أصحاب المراكب الشراعية، كما أن السياحية الداخلية لم تُحسن الوضع مثلما يعتقد الكثير خاصة مع إنخفاض أعداد السياحة الداخلية في ظل فترة كورونا عن الفترات السابقة لذا لم يصبح الوضع أفضل.
وعن أسعار ساعة الركوب بالمركب الشراعي يوضح: «الساعة مفروض بـ 100 أو 150 جنيه علشان البنزين غلي، لكن الزبون المصري بيرفض يدفع المبلغ ده ولو نقصت المبلغ مش هعرف اشتغل، واضطريت أعرض المركب للبيع من 5 أشهر علشان أشوف شغل تاني في أي مكان لكن مافيش مشتري».
ساعة المركب الشراعي كانت بـ 100 وأصبحت بـ 30جنيه
صالح عبد المنعم حاول مساعدة نفسه بقبول الأسعار المعروضة من قبل الزبائن، حيث قال لـ «الوطن»: «في ظل إنخفاض أعداد المراكب العاملة نضطر في بعض الأحيان إلى الموافقة على ركوب الزبون بـ 70 جنيه وأحيانًا بـ30 جنيه فقط رغم أنها لا تكفي ثمن علبة السجائر ولا حتى مرتبات العمال الآخرين في المركب، لكننا نحاول مواكبة الظروف والسير معها حتى تنتهي تلك الفترة، مشيرًا إلى ثمن الساعة في فترة الإنتعاش كانت تصل لـ 100 و120 جنيه بموافقة الزبائن سواء الأجانب أو المصريين لكن الوضع اختلف مؤخرًا».
وعن توافر بدائل أخرى هذه الفترة أشار «صالح»، إلى أن قيادات السياحة بالمحافظة أعلنوا عن توافر مبلغ مالي وكراتين تموينية يتم صرفها شهريًا، لكن تم إلغاء كل ذلك، مما شكّل عبء على العاملين في المراكب السياحة لعدم توافر أي فرص عمل أخرى تُساعدهم على الحياة وتوفير دخل جيد لهم ولأسرهم.
الأقصر بها ما يزيد عن 170 مركبا والتشغيل صفر
«مؤخرًا زاد الوضع سوءًا خاصة مع جائحة كورونا التي أطاحت بالعديد من أصحاب المهن المختلفة، وانخفض عدد المراكب الشراعية العاملة في نهر النيل لقلة العمل»، قالها حجاج محمود رئيس اللجنة النقابية للعاملين على المراكب الشراعية والآلية والنقل النهري، مشيرا إلى أن عدد المراكب الشراعية التي تعمل في محافظة الأقصر تلك الفترة تصل ما بين 170 لـ 200 مركب شراعي والتشغيل صفر، ورغم أن بعض أصحاب المراكب عرضوا مراكبهم للبيع لكن ليس هناك مشتري.
وأشار إلى عرضه مقترحا على محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم في إجتماع تم عقده مؤخرًا، وهو التنسيق مع شركات السياحة وأصحاب الفنادق الثابتة والعائمات العاملة بين الأقصر وأسوان، على ضم المراكب الشراعية ضمن برامجهم السياحية لعمل جولات سياحية في النيل، والرأفة بحال العاملين في المراكب الشراعية بعد إيقاف الإعانات، والتي كانت تُقدم لهم منذ 4 سنوات، مطالبًا وزارة التضامن الإجتماعي بضم أصحاب المراكب الشراعية ضمن المستحقين في برنامج تكافل وكرامة بدون شرط التأمينات.