من الدبلوم للكلية.. «سمر» تحارب نظرة المجتمع للمطلقة بالتعليم

من الدبلوم للكلية.. «سمر» تحارب نظرة المجتمع للمطلقة بالتعليم
- صعيدية
- سمر نور
- طالبة ثانوية عامة
- كلية الزراعة
- سوهاج
- جامعة سوهاج
- مذيعة راديو
- صعيدية
- سمر نور
- طالبة ثانوية عامة
- كلية الزراعة
- سوهاج
- جامعة سوهاج
- مذيعة راديو
بعد أن حصلت «سمر»، ابنة محافظة سوهاج، على دبلوم تجارة، تزوجت زواجاً تقليدياً، لم يستمر طويلاً، لتنفصل عن زوجها بعد أقل من عام، وتصبح في وجهة نظر المجتمع «مطلقة»، وبالتبعية جردها هذا اللقب من كثير من الحقوق التي تتمتع بها غيرها من الفتيات في مثل سنها.
إلا أن «المطلقة الشابة» استطاعت أن تحارب النظرة المجتمعية لمن هن في مثل ظروفها، واستخدمت التعليم سلاحاً لها حتى تثبت للمجتمع والعالم أجمع، أن المرأة تستطيع أن تصل إلى كل أهدافها مهما كان ما يخبرنا به خانة الحالة الاجتماعية في بطاقة رقمها القومي، لتعود من جديد إلى التعليم، وتحصل على شهادة الثانوية العامة بتفوق، بمجموع 88.9%، مما مكنها من الالتحاق بكلية الزراعة بجامعة سوهاج، واستطاعت أن تجتاز السنة الأولى بتقدير جيد جداً.
تحدثت «سمر علي نور»، التي تبلغ الآن 28 عاماً، وتعيش في محافظة سوهاج، لـ«الوطن» قائلةً إنها في الشهادة الإعدادية حصلت على مجموع يمكنها من الالتحاق بالثانوية العامة، ولكنها حينها فضلت الالتحاق بالثانوي التجاري، حتى تكون برفقة صديقاتها من المرحلة الابتدائية والإعدادية، وتابعت بقولها: «دخلت ثانوي تجاري، وحصلت على دبلوم تجارة، وبعد ذلك تزوجت سريعاً زواج صالونات، وبعد أقل من عام انفصلت».
لقب «مطلقة».. «حائط» تحطمت عليه كل أحلامها
وتحكي «سمر»، في حديثها لـ«الوطن»، أن انفصالها وحصولها على لقب «مطلقة»، كان بمثابة «الحائط» الذي تحطمت عليه كل أحلامها وأمنياتها في ذلك الوقت، وأضافت: «من وجهة نظر المجتمع في الصعيد، المرأة المطلقة عبء كبير، وملهاش حقوق، يادوب تقعد تستنى العرسان العواجيز، اللي لازم توافق على حد منهم، عشان هي مطلقة، ملهاش حق الرفض حتى».
ولكن الفتاة الصعيدية رفضت الاستسلام لذلك الواقع بشكل تام، وبدلاً من انتظار عريس آخر، لجأت إلى العمل الجاد والتعليم حتى تحقق ذاتها، بعد أن لمست دعماً وتشجيعاً كبيراً من والداها.
جمعية «النهوض بحواء»
ولفتت إلى أن البداية كانت من جمعية «النهوض بحواء»، التي ساعدتها في افتتاح فصل محو أمية، تمكنت من خلاله «سمر» من محو أمية 10 فتيات، وتعليمهن القراءة والكتابة، ونجاحها في ذلك جعلها تطور من نفسها أكثر وأكثر، حتى قررت افتتاح حضانة لتأسيس وتعليم الأطفال، وقالت: «الحضانة حصل عليها إقبال كبير، وفي ظرف 3 سنين بقيت في نظر المجتمع سيدة أعمال، مش الست المطلقة الضعيفة الهشة».
نصيحة صديقة
ولم تتوقف إنجازات «سمر» وسعيها نحو النجاح بالحضانة فقط، فبعد نصيحة إحدى صديقاتها، تُدعى «لمياء فاروق»، التحقتا الاثنتان معاً بالثانوية العامة من جديد، وأنهتا المرحلة الثانوية بنجاح كبير، حيث التحقت «سمر» بكلية الزراعة في جامعة سوهاج، على الرغم من مرورها بظروف صعبة للغاية، ما بين وفاة والداها، ومن قبله وفاة إحدى أقاربها، وتوليها رعاية طفلها الرضيع، وقالت في هذا الصدد: «عايزة أعوضه عن فقدان أمه، ومحدش هيربيه وهيتولى مسؤليته غيري، وربنا يقدرني عليه»، بينما نجحت صديقتها «لمياء» في الالتحاق بكلية الطب البشري بنفس الجامعة.
حلم مذيعة راديو
ورغم تفوق «سمر» خلال عامها الأول بكلية الزراعة، وحصولها على تقدير جيد جداً، إلا أنها تعمل حالياً على تحويل دراستها إلى الإعلام والإذاعة والتليفزيون، حيث تحلم بأن تصبح مذيعة راديو، تنقل للعالم هموم وأوجاع الناس، قائلةً في نهاية حديثها لـ«الوطن»: «عايزة أكون لسان الناس دي، أحكي حكايتهم وأدعمهم، وأعرفهم أنهم مش لوحدهم».