الوجبة المدرسية!
- إدارة البحث
- الأمن العام
- الأمن الوطني
- رئيس محكمة
- محكمة سوهاج
- مدير أمن سوهاج
- مدير إدارة
- إدارة البحث
- الأمن العام
- الأمن الوطني
- رئيس محكمة
- محكمة سوهاج
- مدير أمن سوهاج
- مدير إدارة
كاد المصطلح -أصلاً- أن يُنسى ليس فقط لتراجع قيمة وفلسفة بل وشكل ومستوى «الوجبة» ذاتها بل وارتباطها فى أذهان البعض باعتبارها مصدراً للمشاكل كحوادث التسمم، وارتباطها فى أذهان البعض الآخر بصفقات تصدر منها روائح غير طيبة مع شركات تصنع الوجبات وأخرى تنقلها.. إلخ إلخ!!
اليوم يتبدل الحال، أو قل ينعدل الحال، ويعود إلى مساره الطبيعى، وتعود للمصطلح «الوجبة المدرسية» قيمته!
لدينا خمسة وعشرون مليوناً من التلاميذ! أكثر من نصفهم فى المرحلة الابتدائية فى المرحلة العمرية من ٦ إلى ١٢ عاماً وهى مرحلة التكوين والبناء الحقيقى للبدن وللشخصية بناءً سيستمر طويلاً مع الإنسان.. الرقم كبير ومخيف، فربع سكان مصر ستلتزم الدولة بإطعامهم بما يؤهلهم صحياً ونفسياً ويعدهم جيداً لتلقى العلم وممارسة الرياضة وكافة أنواع الممارسات المدرسية الأخرى!
ولأن الأمر هذه المرة جاد ومختلف عن فترات سابقة، كان طبيعياً أن تتحدث وزارة الصحة لتخاطب الناس وتشرح وتوضح.. حتى قالت فى بيان رسمى سابق إن الوجبة تمثل 25% من الاحتياجات اليومية على حسب التوصيات العالمية ولذلك ستختلف مكوناتها من محافظة إلى أخرى حسب دراسات وتقارير حالة التغذية فى هذه المناطق! فمثلاً: المحافظات التى يعانى تلاميذها -طبقًا لأبحاث ومسوحات علمية ومعتمدة- ارتفاع نسبة الأنيميا مثلاً لأكثر من 50% ستحتوى الوجبة على لبن وبسكويت بالفيتامينات والجبن والفواكه الطازجة والمجففة، مثل التين والمشمش المجفف، بالإضافة إلى وجبات ساخنة تحتوى على الحديد من مصدر حيوانى!
ومثلاً: المحافظات التى ترتفع بها نسبة الأنيميا لأكثر من 20% وجباتها ستتكون من البسكويت بالتمر والحلاوة السمسمية والفواكه الطازجة والمجففة لتقليص نسبة الأنيميا فيها، ومثلاً، وعلى عكس ما سبق، المحافظات التى يعانى تلاميذها من السمنة تتضمن الخبز والبسكويت والبقسماط بالسمسم والجبن الأبيض واللبن والفاكهة وذلك للسيطرة على حالات السمنة بها!!!.
ومثلاً.. المحافظات التى يعانى تلاميذها التقزم وقصر القامة تتضمن بسكويت ويفر وسمسمية وحمصية وفولية ومقرمشات بالسمسم.. وهكذا!
واعتماداً على دراسات طبية بالطبع، أكدت بيانات وزارة الصحة التى هى طرف أساسى وأصيل فى الموضوع وليس وزارة التربية والتعليم وحدها بما يؤكد جدية الموضوع واعتماده على التخطيط بما يختلف عن الماضى فإن التلاميذ فى المرحلة العمرية من 6 إلى 8 سنوات يستحقون سعرات حرارية يومية بين الـ400 إلى 550 سعراً حرارياً، بينما من الـ9 إلى 12 عاماً يستحقون من 450 إلى 600 سعر حرارى فى اليوم، ومن سن 12 إلى 15 سنة من 500 إلى 650 سعراً حرارياً، بما يؤكد تنوع مكونات الوجبة واحتواءها على البروتين والفيتامينات والمعادن!
يتبقى مصدر الوجبة، وهل هى شركات خاصة أم عامة ملك للشعب، وما ضمانات سلامة الوجبات؟ وعشرات الأسئلة الأخرى، لكن القيادة السياسية لم تترك المجال مفتوحاً لبقاء هذه التساؤلات طويلاً.. فالشركة المنتجة هى: «سايلو فارم» وهى إحدى شركات جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة بما يضع أقوى ضمانات جودة المنتج وسلامته، ومن المؤكد أن الأجهزة المختصة وضعت خطة شاملة تتضمن نقل وتخزين المنتجات التى تقبل التخزين فى مختلف محافظات مصر بما يتيح مخزوناً دائماً لها قريباً من أماكن الاستهلاك بالمدارس!
إذن، وبعد تناول الموضوع تقريباً من كافة جوانبه، خصوصاً الفنى منها نقول إن عبئاً كبيراً سيُرفع عن كاهل الأسرة المدرسية بضمان الدولة لتغذية أبنائهم فى المدرسة.. وهنا نتوقف لنتحدث عن المكاسب الحقيقية من عودة «الوجبة المدرسية».. أول هذه المكاسب عودة الدولة المصرية ذاتها.. عودتها وحضورها كفاعل أساسى بل الأساسى فى رعاية المصريين، وفى مقدمتهم أطفال وتلاميذ وطلبة الوطن.. وثانى المكاسب عودة دور الدولة وبكفاءة كانت غائبة، فالحكومات التى عجزت فى مراحل سابقة عن تنظيم توزيع الخبز وأسطوانات البوتاجاز لا تستطيع ولم تستطع فعلاً إنجاح منظومة «الوجبة المدرسية» بداية من إعدادها طبياً وعلمياً وتوزيعها وفق مسح مشابه وحتى استهلاكهاً بأمان!
ثالث هذه المكاسب بخلاف عودة دور الدولة ثم عودته بكفاءة هو انعكاس ذلك على انتماء التلاميذ بعد شعورهم بأنهم فى دولة ترعاهم وتهتم بهم وإن نجحت فى توفير «الوجبة المدرسية»، فمن المؤكد أنها ستنتقل لمهمة أخرى تنجح فى إدارتها وهكذا مهمة بعد أخرى ينفتح باب التفاؤل بمستقبل التعليم فى بلادنا!
المستقبل.. مستقبلنا جميعاً يحتاج إلى أجيال مختلفة قادرة على الانتساب والتعامل والتفوق فى التخصصات الجديدة بكلياتها الجديدة، مثل الهندسة الطبية الحيوية، الحوسبة الفائقة المتنقلة، البيانات الكبيرة للابتكار والعلوم، الطباعة ثلاثية الأبعاد، السيارات ذاتية القيادة، الهندسة النووية، الفيزياء الحيوية، علم التحكم الآلى، النمذجة، التحليل الجينى، النانو تكنولوجى، القياسات الحيوية وغيرها وغيرها.. انتهى زمن انحسار الكليات فى التقليدى منها، مثل الطب والهندسة والتجارة والزراعة والحقوق والآداب.. نحن أمام آفاق جديدة يحب تأهيل أبناء مصر لها.. وهو ما يجرى الآن!