رئيس جمعية المصريين بإيطاليا لـ"الوطن": المهاجرون غير شرعيون في روما بلا مستقبل

رئيس جمعية المصريين بإيطاليا لـ"الوطن": المهاجرون غير شرعيون في روما بلا مستقبل
أعداد هائلة من المهاجرين تجتاح إيطاليا قادمة من الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، من مصر وتونس وليبيا وأيضًا سوريا، عجزت الحكومة الإيطالية عن منعهم من دخول أراضيها لدرجة تفويض الأمم المتحدة، ليواجه المهاجرين غير الشرعيين الموت غرقًا أو الوقوع ضحايا لمافيا سرقة الأعضاء.
أما من يتمكن من مصارعة أسباب الموت والنجاة، ينفذ إلى البلد التي طمح إليها، ليواجه مشاكل الإقامة، ويبقى مهددًا ..
قضايا كثيرة للنقاش طرحها "الوطن" مع جورج قلادة، رئيس جمعية المصريين بإيطاليا من خلال هذا الحوار التالي:
- هل هناك حلول فعلية لمشكلة الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا ؟
الهجرة غير الشرعية، مشكلة تؤرق إيطاليا، ما دعا حكومتها إلى سن عده قوانين للحد منها بالتعاون مع بعض دول جنوب المتوسط، مثل: مصر وتونس، كما عملت جمعية المصريين في إيطاليا بعمل أكثر من مؤتمر بحضور أعضائها وأبناء الجالية المصرية لشرح مخاطر الهجرة غير الشرعية.
- ما المشاكل التي من المتوقع أن يواجهها المهاجرون غير الشرعيين عند دخولهم إيطاليا ؟
أغلب المصريين في إيطاليا يعملون في المعمار، كما يعمل البعض في مجالي السياحة والتعليم، بينما المهاجرون غير الشرعيون، ممن لا يملكون إقامة، يعملون باليومية في بيع السلع على الأرصفة، بلا مستقبل، دون أوراق أو إقامة؛ نتيجة دخولهم البلد عن طريق "مافيا تهريب الشباب" ممن يرغبون في الهجرة، كما أن مجموعة من الأشخاص ألقوا المهاجرين غير الشرعيين في البحر بعد تهديدهم بالسلاح من فوق المراكب التي أقلتهم، فضلا عن احتجازهم عدة أشهر، ومعاملتهم كالحيوانات دون طعام أو شراب وسرقة أموالهم، وتكثر القصص في هذا الشأن منها قيام مصريين باستقلال قارب متهالك، طلب منهم أحد المهربين أن يقودوه بأنفسهم القارب بعد أن حدد لهم البوصلة الاتجاه إلى سواحل إيطاليا، وفي عرض البحر توقف القارب ووجدوا أنفسهم يواجهون الموت غرقًا وجوعًا ولكن قوات حرس الحدود الإيطالية انتشلتهم، و تم اعتقالهم وإيداعهم مركز تابع للصليب الأحمر .
- لماذا يقصد هؤلاء المهاجرين إيطاليا تحديدًا ؟
تحولت إيطاليا إلى بوابة مفتوحة أمام سيول المهاجرين غير الشرعيين من الدول العربية غير النفطية، ودول إفريقيا وآسيا؛ لأن 80% من حدودها عبارة عن شواطئ بحرية أوسطية، وكل حدود جزيرتيها صقلية ولامبيدوزا شاطئية متوسطية، كما أنها الأقرب إلى شواطئ دول شمال إفريقيا، وخصوصًا تونس وليبيا، وينشط عناصر مافيا تهريب المهاجرين غير الشرعيين خلال الصيف، استغلالا لصفاء الجو وهدوء أمواج البحر، إذ يهربون إلى شواطئ إيطاليا نحو ٢٠٠٠ مهاجر غير شرعي كل شهر، عبر مراكب صغيرة متهالكة، يكدسون على ظهرها مئات الأشخاص، ما بين رجال ونساء وشباب وقصر، وأحيانًا أمهات حوامل، قد يلدن أثناء مغامرة التضحية بالنفس سعيا وراء أمال ضائعة، وتفيد الإحصاءات الرسمية في إيطاليا بأن سلطات خفر السواحل أنقذت 16 ألف مهاجر غير شرعي من الغرق خلال الشهور العشرة الأولى فقط من العام الماضي، فضلا عن غرق 500 شخص الشهر الجاري؛ نتيجة تهالك قارب صيد أقلهم نحو شواطئ إيطاليا، فضلًا عن أنه خلال 24 ساعة استطاعت شرطة خفر السواحل إنقاذ 3000 مهاجر مصري وسوري كانوا متجهين إلى إيطاليا في زوارق بدائية .
- ولماذا تقف الحكومة الإيطالية عاجزة أمام أعداد المهاجرين غير الشرعيين ؟
إلى الآن فشلت كل الجهود في مواجهة تلك الظاهرة، التي تكبد روما المليارات في مواجهة تبعاتها المستمرة دون انقطاع. كما أن اتفاقياتها مع دول شمال إفريقيا، التي تضمنت إهداءها سفنًا لمراقبة المهاجرين غير الشرعيين على شواطئها، وإغراءها بمشروعات تنمية للشباب لإقناعهم بالعدول عن الهجرة، باءت بالفشل فالحكومة غير مقصرة لكنها تواجه أعداد هجرة هائلة لا حل لها على قوارب الموت رغم معرفة المصير الحتمي لدرجة أنها طلبت من الأمم المتحدة التدخل لحل تلك المشكلة.
- كيف تتعامل القنصلية المصرية هنا مع المصريين غير الشرعيين؟
نحن نتفهم حجم المسؤولية الملقاة على عاتق مسؤولي القنصلية المصرية في ميلانو، وعدد المصريين هناك كبير، ويجب على القنصلية أن تعامل المهاجريين غير الشرعيين معاملة طيبة.
- ما أبرز المشاكل التي يواجهها المصريين هنا؟
الغالبية هنا من المصريين يعملون في مجال القيادة، وللأسف لا أحد يعترف برخصة القيادة المصرية، ومن ثم يجب على وزارة الداخلية تفعيل إجراءات اﻻعتراف برخصة القيادة في إيطاليا أسوة بمعظم بلدان العالم المعترف بها هناك، وجمعية المصريين بإيطاليا نظمت عدة أنشطة للجالية، وأيضا قدمت خدمات كان آخرها مشروع تأمين على الحياه في حالة الوفاة، بحيث يصرف ثمن نقل الجثمان إلى مصر والباقي يصرف لأهل المتوفى.
- ماذا تفعل الشرطة الايطالية عند القبض على المهاجرين غير الشرعيين ؟
ترحل السلطات الإيطالية المهاجرين إلى دولهم؛ للحد من هذه الظاهرة، خاصة مع ارتفاع معدل الجرائم وزيادة معدل البطالة نسبيًا بعد القبض عليهم في البحر وإيوائهم في معسكرات تابعة للصليب الأحمر؛ نظرا لحالة الأعياء الشديدة التي يكونون عليها.