الانتحار يضع نهاية ضحايا الثانوية العامة.. خبيرة اجتماع: «سببها الأهل»

كتب: محمد أباظة

الانتحار يضع نهاية ضحايا الثانوية العامة.. خبيرة اجتماع: «سببها الأهل»

الانتحار يضع نهاية ضحايا الثانوية العامة.. خبيرة اجتماع: «سببها الأهل»

ارتبطت نتيجة الثانوية العامة، منذ عدة سنوات بظهور عدد من حالات الانتحار للطلاب أصحاب المجاميع الضعيفة، الأمر الذي تكرر بعد إعلان النتيجة لدفعة الثانوية العامة 2021، خاصةً بعد انخفاض ملحوظ في درجات الطلاب هذا العام، حيث أنه منذ الساعات الأولى لظهورها، الثلاثاء، بدأت حالات الانتحار في الظهور بين عدد من الطلاب.

الانتحار بالقفز من «البلكونة» 

حالات الانتحار بالقفز من «البلكونات»، هي الأكثر شيوعًا بين طلاب الثانوية هذا العام، حيث بدأت من الطالبة «ك.  ن»، التي أكد أهالي منطقتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها انتحرت قفزًا من شرفة منزلتها، بعد حصولها على درجات قليلة في الثانوية العامة، الأمر ذاته الذي تكرر في مركز «سرس الليان» بالمنوفية، التي قفزت من شرفة منزلها بالدور السادس، وتفارق الحياة في المستشفى.

وفي مركز أجا بالدقهلية؛ ألقت الطالبة «أميرة. ع» صاحبة الـ18 عامًا بنفسها من شرفة منزلها بالطابق الثاني، بعد حصولها على مجموع 76%، ما نتج عنه إصابتها باشتباه بكسر في الفقرات والقطنية، وهو ما تكرر في مدينة السنبلاوين مع الطالبة «أسماء. أ»، التي قفزت من الطابق الأول لمنزلها، بعد حصولها على مجموع 60%، نتج عنه سحجات  في الجسم، وإشتباه ارتجاج.   

 

«الشنق والأقراص السامة» من أشكال انتحار طلاب الثانوية

اختلفت أشكال حالات الانتحار، وصولًا إلى تناول أقراص مُضرة بالصحة، وهو ما فعلته الطالبة «يسرا. ص» في المنوفية، بينما شنق طالب نفسه في محافظة قنا، بعد حصوله على مجموع 52%، وكذلك وفاة طالب ببني سويف يدعى «محمود. أ» نتيجة السكتة القلبية، بعد تلقيه خبر رسوبه في الثانوية العامة.

حالات انتحار طلاب الثانوية في 2020

لم تختلف أشكال حالات الانتحار لطلاب الثانوية 2021 عن العام الماضي، حيث شهد عام 2020 انتحار طالبة بالغربية قفزًا في النيل من أعلى كوبري «سمنود»، لحصولها على مجموع قليل، بينما الطالبة «هبة. ط» في إيتاي البارود بالبحيرة، انتحرت مبتلعة أقراص مخصصة لحفظ الغلة، الأمر ذاته تكرر مع الطالب «م . ر» بمدرسة «طناح» في المنصورة، الذي أنهى حياته متناولًا مادة سامة، ليفارق الحياة بمستشفى دكرنس العام.

وتناول الطالب «م. ج» في إحدى قرى مركز الفشن بمحافظة بني سويف، مادة سامة بعد حصوله على مجموع 52%، كما شهد مركز أبو كبير بالشرقية إنتحار الطالبة «أ. م» بتناولها جرعة زائدة من المسكنات قبل الامتحان، لتفارق الحياة في مستشفى أبوكبير المركزي على إثر إصابتها بنزيف في المعدة.

وشهد مركز إيتاي البارود بالبحيرة، انتحار طالبة بابتلاع قرص سام قبل دخولها لجنة الامتحان، ولفظت أنفاسها الأخيرة في مستشفى شبراخيت المركزي، وكذلك في المنيا أقدم الطالب «عمر. خ» 18 عامًا، ويدرس بالصف الثاني الثانوي، على الانتحار بشنق نفسه في غرفته بمدينة مغاغة، أما في مركز القوصية شمال محافظة أسيوط، أقدمت الطالبة «أسماء. ف» 18 عامًا، على الانتحار عبر تناولها أقراص الغلال السامة.

انتحار طالب بعد ضبطه متلبسًا بالغش في امتحان مادة الكيمياء

الأمر ذاته تكرر في السنوات الماضية، حيث شهدت مدرسة القرشية الثانوية المشتركة التابعة بمركز السنطة في محافظة الغربية، حالة انتحار الطالب «ش. و» في عام 2019، بعد ضبطه متلبسًا بالغش في امتحان مادة الكيمياء مستخدمًا الهاتف المحمول، ما جعله يقبل على القفز من لجنة الامتحان بالدور الخامس، وتوفى فور وصوله المستشفى متأثرًا بإصابات بالغة.

خبيرة اجتماع: ضغط الأهالي والمجتمع سبب إنتحار الطلاب

قالت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن ظاهرة الانتحار المُصاحبة لنتيجة الثانوية العامة لها عدة أسباب، أولها الضغط غير الطبيعي من المجتمع والأسرة على الطلاب، فضلًا عن المقارنات بين درجات الأبناء وأقاربهم، قائلة: «شوف ابن خالتك جاب كام»، ما يخلق لدى الطالب حالة من التخويف.

أساليب خاطئة في تعامل الأهالي مع الأبناء

وأضافت «خضر»، أن تعامل الأهالي بندية مع أبنائهم يضعهم تحت ضغط نفسي كبير: «أنت مش نافع، هتسقط هتسقط»، لافتة إلى أن هذه المصطلحات والطريقة في تعامل الآباء مع أبنائهم خاطئة تمامًا، حيث تعد تقليل واحتقار من شأنهم، ما يدفعهم بعد ذلك إلى الانتحار، فضلا عن تخويفهم من النتيجة مبكرًا: «لو سقطت مش هدخلك البيت»، لذلك يجب شحن الآباء بأسلوب التربية السليمة تجاه الأبناء.


مواضيع متعلقة