طالبان تعود من الجبال للقصور بعد 20 سنة حرب.. ماذا يحدث في أفغانستان؟

كتب: محمد حسن عامر

طالبان تعود من الجبال للقصور بعد 20 سنة حرب.. ماذا يحدث في أفغانستان؟

طالبان تعود من الجبال للقصور بعد 20 سنة حرب.. ماذا يحدث في أفغانستان؟

شهدت أفغانستان أحداثًا متسارعة ودراماتيكية خلال الأيام الماضية كانت بالأساس نتاجًا لتحركات ذات نفَس طويل قامت بها حركة طالبان للسيطرة على المدن تباعًا حتى عادت تقريبًا إلى الحكم في أفغانستان بعد أن خاضت نحو 20 عامًا من الحروب مع القوات الأجنبية، التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك القوات الحكومية التي كانت تدعمها «واشنطن»، وأصبح السؤال: ماذا يحدث في أفغانستان؟

ظهور «طالبان» بدعم أمريكي للمشاركة في مقاومة السوفيت

وظهرت حركة «طالبان» خلال أواخر فترة الحكم السوفيتي على خلفية الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وذهب كثير من التحليلات إلى وصفها بأنها «صنيعة أمريكية» لضرب الاتحاد السوفيتي في فترة القطبية الثنائية.

ودخلت الحركة «طالبان» أو حركة طلاب العلم الديني أو الطلاب بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي، في مواجهات مع المجموعات الأخرى التي شاركتها في محاربة السوفيت، انتهت في نهاية المطاف إلى انتصار لـ«طالبان» مكّنها من الوصول إلى حكم أفغانستان عام 1996.

«طالبان» تصل إلى حكم أفغانستان وتسقط سريعًا بيد الأمريكيين

لكن لم يستمر حكم «طالبان» كثيرًا، حيث واجه كثيرًا من الصعوبات، منها أن كل حكومات العالم تقريبًا رفضت الاعتراف بنظام حكمها باستثناء دول محدودة للغاية في مقدمتها باكستان، إلى أن تدخلت الولايات المتحدة عسكريًا وأطاحت بالحركة عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 بداعي أن الحركة ترعى الإرهاب وتتستر على قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي وفي مقدمتهم زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن.

عقب ذلك رفضت حركة «طالبان» الاستسلام وقررت حمل السلاح في مواجهة الغزو الذي تقوده أمريكا، ولجأت إلى جبال أفغانستان التي تعلم تضاريسها جيدًا، وظلت تقاتل القوات الأجنبية والقوات الحكومية التي أتى بها الاحتلال الأمريكي.

«طالبان» لم تستسلم والأمريكان قرروا الانسحاب

رغم الضربات الموجعة التي كانت تتلقاها الحركة لم تُهزم أو تتراجع، وربما ساعدها في ذلك الطبيعة الجبلية لأفغانستان، كما أن الحركة كانت ولا تزال تتمتع بظهير قبلي، خصوصًا أن الحركة تعبّر بصفة أساسية عن عرقية البشتون الأكبر في أفغانستان، كما يُعتبر البشتون وأفغانستان وجهين لعملة واحدة رغم وجود عرقيات أخرى كبيرة مثل الأوزبك والطاجيك والهزارة.

على مدار سنوات طويلة دعمت الولايات المتحدة إقامة جيش أفغاني قوي، وقدمت لقواته التدريبات العسكرية المكثفة، وصولاً إلى أن رأت «واشنطن» ضرورة سحب قواتها من أفغانستان بعد كل هذه السنوات التي خلفت بلدًا ممزَّق الأوصال دمرته الحرب.

أسباب الانهيار السريع للجيش الأفغاني أمام حركة «طالبان»

ويبدو أن الانسحاب الأمريكي كان العنصر المؤثر أمام تقدم «طالبان»، حيث تقدمت نحو عدد من المدن الرئيسية، والمفاجأة كانت أن الحركة دخلت بعض المدن ذات الأهمية دون أي مقاومة، بل وبترحيب من الأهالي في بعض المناطق.

والأكثر إثارة في الشأن الأفغاني مسألة الانهيار السريع للجيش، والذي يعود لأسباب عدة تحدثت عنها وسائل إعلام أمريكية مثل «نيويورك تايمز»، التي رأت أن عناصر الجيش الأفغاني استسلموا، نتيجة تخلي الحكومة عنهم في بعض المناطق، كتجاهل إرسال الدعم لهم أو مروحيات تساندهم في معاركهم.

كما فرضت حركة «طالبان» حصارًا عليهم في بعض المناطق، فكان الاستسلام وترك السلاح مقابل الخروج بأمان والطعام، في الوقت الذي لم تقدم فيه الحكومة أي شيء لعناصر الجيش هؤلاء، فبدأ كثير منهم يعتقدون أن حكومة أشرف غني لا تستحق القتال من أجلها.

«طالبان» تنجح في حصار العاصمة والرئيس أشرف غني يغادر البلاد

خلال ساعات من صباح أمس نجحت حركة «طالبان» في تطويق العاصمة «كابول»، وما كان أمام الرئيس أشرف غني إلا أن يغادر البلاد وكذلك عدد آخر من المسؤولين، وأعلن «غني» بدوره انتصار الحركة، بحسب ما كتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

ويبدو أن القيادات الأمنية في العاصمة كانت وصلت إلى قناعة بضرورة تجنب القتال وهو ما كان، حيث خرجت بيانات وتصريحات متبادلة بين القوات الحكومية وحركة طالبان تؤكد ضرورة تفادي القتال، وعدم ترويع سكان العاصمة، وأيضًا تجنب أي أعمال انتقامية، وضرورة التوافق على آلية سلمية من أجل انتقال سلمي للسلطة يعيد حركة طالبان إلى الحكم بعد 20 سنة تقريبًا من الحرب.


مواضيع متعلقة