خبراء المناخ: قمائن الطوب تُجرف الأرض وتلوث البيئة وتصيب الإنسان بالسرطان وتحجر الرئة

كتب: دينا أبوالمجد

خبراء المناخ: قمائن الطوب تُجرف الأرض وتلوث البيئة وتصيب الإنسان بالسرطان وتحجر الرئة

خبراء المناخ: قمائن الطوب تُجرف الأرض وتلوث البيئة وتصيب الإنسان بالسرطان وتحجر الرئة

فى الوقت الذى شن فيه عدد من خبراء البيئة هجوماً شديداً على استخدام الفحم كوقود بديل بحجة تأثيره على صحة الإنسان تجاهل الجميع خطراً آخر قائماً بالفعل من عشرات السنين ألا وهو قمائن الطوب التى وصل عددها فى الفترة الأخيرة إلى ١٨٠٠ منشأة على مستوى الجمهورية تركزت فى محافظات الدلتا والصعيد، حيث تعمل هذه القمائن بالمازوت الذى ينتج عن حرقه غازات سامة منها ثانى وثالث أكسيد الكبريت. يقول الدكتور ماهر عزيز، خبير المناخ، إن قمائن الطوب تمثل خطراً شديداً على الزراعة والصحة والبيئة بوجه عام، لافتاً إلى أن المادة الخام التى تمد هذه القمائن هى الطمى الناتج عن تجريف الأرض الزراعية، وهو ما تسبب فى القضاء على مساحة كبيرة من الأراضى، مؤكداً أنها سبب فى وجود السحابة السوداء عن طريق ملوثات المازوت وأكاسيد الكبريت والنيتروجين، بالإضافة للأتربة العالقة، مطالباً الدولة بهدم جميع قمائن الطوب؛ لأنه كلما زادت كمية الانبعاثات وكثافتها وانتشارها فى الجو كلما تضاعف تأثيرها على الناس، والأثر لا يلاحظ إلا على المدى الطويل، مشيراً إلى أن مثل هذه الملوثات من الصعب القضاء عليها ولا توجد أجهزة حماية بيئية تقوم برصدها. وشدد «عزيز» على أن تجريف الأرض الزراعية جريمة، موضحاً أن الحل البديل هو مصانع الطوب الطفلى والأسمنتى الذى يستخدم بكفاءة فى مصر وأثبت جدارته. فى السياق نفسه، أكد الدكتور طارق عيد، أستاذ البيئة والتكنولوجيا بالأكاديمية العربية، أن انتشار قمائن الطوب يمثل خطراً على التربة؛ لأن التكنولوجيا المستخدمة فى إدارتها قديمة جداً وتستخدم الوقود فى الأفران الخاصة، وهى طريقة بدائية تعود إلى ٧٢ عاماً مضت ولم يطرأ عليها أى تحديث. ولفت إلى أنه حتى الآن لم يتم التصدى لهذه الأزمة بشكل علمى سليم، كما عجز جهاز شئون البيئة عن وضع حلول لها، وهناك تجارب فى منطقتى التبين والصف لتحويل الوقود إلى الغاز الطبيعى ونظراً لعدم وجود الغاز فإن الخطر ما زال قائماً، مطالباً الحكومة بنقل القمائن بعيداً عن الموارد الزراعية والسكانية، بالإضافة لتحويلها إلى غاز طبيعى، وإن لم يتوافر ذلك فمن الضرورى هدمها لأنها ليس لها دور فى الصناعة المصرية ولا بد من التعامل معها بيئياً بشكل سليم ومراقبتها من خلال شبكة يديرها عدد من الخبراء. وتابع أن الوقود المستخدم فى إنتاج الطوب من أخطر أنواع الوقود مثل «الديزل» وهو أسوأ أنواع الزيوت وتنتج عنه انبعاثات تشكل خطراً على صحة الإنسان، على رأسها مركبات الكبريت التى لها تأثيرها المباشر على الأراضى الزراعية، حيث إنها تقتل أى كائن حى سواء كان حيواناً أو نبات أو أى بكتيريا مفيدة للتربة، وعندما تنتشر فى الجو وتتفاعل مع بخار المياه تتفاعل مع الأمطار الحمضية وتستقر فى أماكن غير الأماكن التى خرجت منها حسب اتجاه الرياح، ولذلك فإن تأثيرها يمتد إلى أماكن بعيدة نتيجة سرعة الرياح ونتيجة أن القمائن لا تتعامل مع تكنولوجيا سليمة ينتج عنها «الديوكسين»، وهو أخطر أنواع الملوثات الهوائية وينتج عن الحرق، وكل هذه الانبعاثات تسبب الأمراض الخطيرة منها التحجر الرئوى والسرطان والربو والحساسية. وأضاف «عيد» أن خروج الهيدروكربون يؤثر على المياه الجوفية، حيث إن تلوثها لا يمكن معالجته بدليل أن بعض آبار المياه المعدنية تم إغلاقها بسبب الملوثات والمخلفات الصلبة التى تحتوى على المعادن الثقيلة الناتجة عن الحرق وهو ملف يشكل خطراً شديداً على الصحة العامة. فى الوقت نفسه، طالب محمد شعيب، خبير الطاقة، وزارة البيئة بالحفاظ على حياة المصريين ووضع قوانين رادعة وإعطاء أصحاب المصانع فرصة لتوفيق أوضاعهم ومراعاة المعايير البيئية، مؤكداً أن معظم قمائن الطوب تعتمد على استخدام المازوت فقط ومن المستحيل توفير الغاز فى ظل الأزمة الحالية.