دينا عبدالفتاح تكتب : .. دولة الـ21 مليون شاب

كتب: دينا عبدالفتاح

دينا عبدالفتاح تكتب : .. دولة الـ21 مليون شاب

دينا عبدالفتاح تكتب : .. دولة الـ21 مليون شاب

احتفل العالم الخميس الماضى باليوم العالمى للشباب الذى يوافق 12 أغسطس من كل عام، والذى تحتفل به الدول المختلفة لتعزيز مشاركة الشباب فى الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ودعم حرياتهم فى الابتكار والإبداع والعمل المنتج.

بدأ العالم الاحتفال بهذا اليوم فى ثمانينات القرن الماضى، بينما تم إقراره رسمياً فى منتصف التسعينات.

ويمثل الشباب فى الفئة العمرية (18 إلى 29 عاماً) أكثر من 20% من سكان مصر، بما يعنى أن مصر لديها أكثر من 21 مليون شاب، فى هذه الفئة العمرية التى تتسم بالقدرة الفائقة على العمل والإبداع والتطور، ومواكبة التكنولوجيا والتحديث فى جميع مناحى الحياة.

وهؤلاء الشباب هم القوة الرئيسية فى الاقتصاد المصرى، القادرة على تغيير شكل وواقع الحياة فى مصر، وتغيير مستقبلها، وتطوير الحاضر بكل ما فيه.

وتركز القيادة السياسية فى مصر على فئة الشباب بشكل كبير، وتمنحها مساحة واسعة من المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع تأهيل العناصر الشابة لتولى مناصب عليا فى الدولة على نحو البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، الذى انطلق منذ عدة سنوات، وأثمر لنا جميعاً قيادات شابة متألقة تعمل الآن فى مناصب مرموقة بالكثير من الوزارات والمحافظات ووحدات الحكم المحلى.

وهناك مجموعة من الرسائل أود توجيهها إلى الشباب بمناسبة هذه الأجواء:

أولاً: العلم أصبح أساس التقدم فى كل شىء، وضرورة قصوى لدخول المستقبل ومواجهة تحدياته، وبالتالى علينا أن نعمل بشدة على تطوير مداركنا وتحسين أسلوب استقبالنا للمعلومات، وتوسيع دائرة معارفنا، وعدم قصرها على مصادر تقليدية محدودة من حيث المعلومات المتوافرة بها.

ثانياً: التكنولوجيا هى رهان المستقبل، وبالتالى أياً كان تخصصك العلمى، فعليك بتطويره من خلال الممارسات التكنولوجية الخاصة به، فمثلاً إذا كنت تدرس الهندسة فى أى مجال، فعليك ربطها بالممارسات التكنولوجية الحديثة، وإذا كنت تدرس الصحافة والإعلام فعليك أن تربطها بالتقنيات الرقمية الجديدة، وإذا كنت تدرس الطب فعليك أن تطلع على أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الطب والجراحة فى العالم.

وذلك لأن التخصص يمنحك المبادئ العلمية التى تستند إليها فى عملك، بينما التكنولوجيا هى القادرة على وضعك فى سباق المنافسة والتطوير مع غيرك فى مصر وخارجها.

ثالثاً: بناء المشروعات الرائدة أصبح أسرع وسائل النجاح فى القرن الـ21، حيث يمكنك أن تتطور وتنجح فى عملك عند الالتحاق بأى وظيفة، ولكن هذا التطور والنجاح سيكون محدوداً بسقف وقواعد معينة، مثل المدة التى تحتاجها لاكتساب الخبرة والترقى، والمدة التى تحتاجها لتعزيز دخلك وخلافه، أما المشروعات الريادية أو ما يطلق عليه حالياً مصطلح «ريادة الأعمال» فقد أصبحت بمثابة الفانوس السحرى لتحقيق أحلام 20 أو 30 عاماً فى عام أو عامين فقط، وهذا لا يعنى انخراطك بشكل دائم فى مغامرات غير محسوبة، ولكن يعنى أن تكتسب القدرة على التفكير المبدع، والقدرة على المغامرة المحسوبة، والقدرة على تنفيذ الأفكار الاستثمارية وتجربتها وتطويرها، حتى تصل إلى شركات ناشئة قد تمنحك من حيث الثروة مليارات الدولارات، ومن حيث الخبرة عشرات السنوات، ومن حيث الشهرة معرفة عالمية فى جميع أرجاء الأرض، كما فعل الكثير من الشباب الأمريكى فى مطلع الألفية الثالثة بتطبيقاتهم التكنولوجية الرائدة، وعلى رأسهم مارك زوكربيرج، مؤسس «فيس بوك».

رابعاً: لا تفقد الشغف على العمل والنجاح فى مختلف الظروف، ومهما تم وضعك تحت ضغوط وأمام تحديات تعتقد بأنها صعبة، فالفئة الأكثر قدرة على تحدى المستحيل هى فئة الشباب.

خامساً: مصر الآن تمر بظروف مثالية، وتؤهلك هذه الظروف لمزيد من النجاح والتطور والعمل المجتهد حتى تصل إلى مرادك، فأنت الآن تعمل فى ظروف مثالية، مقارنة بتلك التى عمل فيها شباب العقود الماضية، واستطاع عدد ليس بقليل منهم النجاح وتحدى الواقع.


مواضيع متعلقة