العيال كبرت

العيال كبرت
لم يخطر ببالي أنني سأتنازل عن مبدئي بهذا الشكل، فاكتشفت أن ابني الكبير يريد أن يترك مصر ويدرس بالخارج.
في البداية شعرت بقلبي تتسارع دقاته، كيف لي تحمل غيابه الطويل عني وأنا لا يغمض لي جفن وهو بعيد عني؟ لا أتناول طعامي إلا بعد عودته هو وإخوته، لا يهنأ لي عيش إلا في وجودهم حولي، يريد أن يدرس بالخارج ولا أعلم عنه شيئًا، يذاكر ويتناول الطعام بمفرده، كيف له أن يعيش وحيدًا مغتربا مقطوع من شجرة؟.
زوجي يشجعه على السفر وخوض التجربة بثقة غريبة، والعيش بمفرده عملًا بمبدأ "إن كبر ابنك خاويه واطرده من عش الأسرة"، وحاول زوجي اقناعي أن هذا لمصلحة ولدنا الذي كبر وشب عن الطوق، ويجب عليه أن يعيش حياته كما ينبغى له ويتحمل قراراته بنفسه.
لم تشفع دموعي ولا توسلاتي له بالبقاء بجواري، كنت مثل المحتضر أتوسل اليه بقلب راجف وعين دامعة، أحاول التأثير عليه عاطفيًا
لم يرق قلبه لي وصمم على السفر وحيدًا.
أقسمت عليه أن يبرني ويتصل كل ساعتين بى للاطمئنان عليه، لديه "سكايبي" و"واتس آب" و"فايبر"، لكن زوجي ضحك وأوصاه ألا يلتفت إلي وينصحه أن يراسله فور أن يجد عروسًا حلوة أوروبية تناسبه وهو يقترب من الستين.