وزير الأوقاف السوداني الأسبق: إجراءات كورونا من مقاصد الشريعة

كتب: إسراء سليمان

وزير الأوقاف السوداني الأسبق: إجراءات كورونا من مقاصد الشريعة

وزير الأوقاف السوداني الأسبق: إجراءات كورونا من مقاصد الشريعة

قال الدكتور محمد مصطفى الياقوتي، وزير الأوقاف السوداني الأسبق، إن الأقدمين لم ينصوا على تعريف مقاصد الشريعة تعريفا محددا، إلا أنهم ذكروا مضمون ذلك فقد أبانوا عن الكليات المقاصدية الخمس حفظ الدين والنفس والعقل والنسل أو النسب والمال، وذكروا المصالح ضرورية وحاجية وتحسينية.

وأضاف، خلال مشاركته في المؤتمر العالمي السادس لدار الإفتاء، بعنوان «الفتوى في العصر الرقمي»، أنه لا إشكال في المنهج الذي سلكه فقهاؤنا الأقدمون في عدم تعريف المقاصد، فإن الغرض من التعريف التمييز بين المحدود وغيره، لا أنه المعرف الوحيد للذوات والأعراض.

واستعرض عدة تطبيقات على مراعاة مقصد النفس في الفتوى في الجوائح منها، تعطيل صلاة الجماعة للجائحة، مؤكدا أن هذا لا يتعارض مع اتفاق العلماء على القول بمشروعيتها، مضيفا: «لهذا فقد رأت عامة دور الإفتاء القول بجواز غلق المساجد في ظلال جائحة كورونا مراعاة لمقصد حفظ النفس، وممن فقد أفتى بذلك: هيئة كبار العلماء بمصر، وهيئة كبار العلماء بالسعودية، وغيرها».

وأكد أن من أهم مستنداتهم التي رُوي فيها هذا المقصد عمومات الأدلة التي تدل على اليسر ورفع المشقة والترخص كقاعدة: «لا ضرر ولا ضرار» أو «الضرر يزال».

ولفت إلى أن الحج مما روعي فيه أيضًا مقصد حفظ النفس فقد أفتى أهل العلم بجواز تعطيل الحج جزئيا إذا كان يُخشى من التجمع مزيد إصابات، وقد استدلوا بنفس الأدلة المقاصدية المذكورة في تعطيل صلاة الجماعة، وزادوا عليها عدة أدلة أخرى تدل مجتمعة على جواز اتخاذ قرارات بمنع الحج أو العمرة مؤقتا، وهذا إذا تعذر إقامة هذه الشعائر بطريقة مناسبة يتم من خلالها حفظ النفوس ومنع انتشار الوباء.

وأشار إلى أن الفقهاء راعوا أيضًا مقصد حفظ النفس في تغسيل الميت، فقدموا في الجملة سلامة الحي الغاسل على إتمام تغسيل الميت، برغم أن الأصل أن غسل الميت فرض كفاية عند المذاهب الأربعة، ونُقل الإجماع عليه، ولكن ومع مراعاة مقصد حفظ النفس يُمكن الفتوى بإسقاطه بالكلية، أو بتخفيفه، أو بالعدول إلى التيمم، ويُمكننا أن نُحصِّل ذلك من عدة مسالك حددها الفقهاء.

وأكد في كلمته على عدة نتائج، منها: أهمية العناية بمقاصد الشريعة في الفتوى، لا سيما في الجوائح، مع ضرورة التنبه إلى الفرق بين ترتيب المقاصد الإجمالي، والمفاضلة بين تفاصيلها، فضلًا عن مراعاة مقصد حفظ النفس الذي هو أحد الضروريات الخمس يؤدي بنا إلى نتائج فقهية مهمة.

وقدم عدة توصيات، منها ضرورة استقراء فتاوى المتقدمين في زمن الجوائح التي بنوها بالأساس على المقاصد، وكذلك النظر في تطبيقات المقاصد الأربعة الأخرى في زمن الجوائح.


مواضيع متعلقة