الحجامة على أجسام لاعبي أولمبياد طوكيو تخطف الأنظار.. من أين بدأت؟

الحجامة على أجسام لاعبي أولمبياد طوكيو تخطف الأنظار.. من أين بدأت؟
دوائر تحمل لون أحمر غامق تكسو أماكن متفرقة بالجسم خاصة منطقة الظهر، أطل بها عدد من الأبطال الأولمبيين بينهم مجموعة من السباحين المشاركين حاليا بدورة الألعاب الأوليمبية الصيفية لعام 2020 في طوكيو باليابان، من ضمنهم السباح الياباني أكيرا نامبا، والسباح الأسترالي كايل تشالمرز، ليلتفت العالم بأكمله مرة أخرى إلى طريقة الاستشفاء بـ«الحجامة» الموجودة منذ قدم الأزل حول العالم، وذكرت في السنة النبوية.
بداية الحجامة في التاريخ ورأي الدين
الحجامة التي سبق ظهرت على جسم الأمريكي مايكل فيليب، ولاعب الجمباز أليكس نادور في العام 2016، في اللغة العربية مأخوذة من الحَجْم؛ وهو المَصُّ، وتُسَمَّى أيضًا بالفَصْد، أي مص الدم الفاسد وسحبه من الجسم عن طريق الكاسات لتنقيته من الشوائب الرديئة والأخلاط الضارة، وهي من الوسائل العلاجية التي عرفتها الحضارات البشرية القديمة، كالآشوريين والفراعنة والصينيين والإغريق، حتى ذكر المؤرخون أن الحكيم اليوناني أبقراط الملقب بأبي الطب الحديث كان يستخدمها بشكلَيْها الجافة والرطبة.
وفي الدين الإسلامي، فإن الحجامة من وسائل الاستشفاء الموروثة الواردة في السنة النبوية، بحسب ما ذكرته دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني، والتي سلطت الضوء على تغيُّر البيئة والزمن مع تنوع الأمراض وتعقدها، مع تطور سبل العلاج في عصرنا الحاضر وهو ما يوجب الرجوع في معرفة نفعها وكيفية ممارستها إلى الأطباء المختصين المؤهلين المرخص لهم فيها من قِبل الجهات الطبية المعتمدة.
أنواع الحجامة ومحظورات بشأنها
وعن طريقة عملها، فهي تعتمد على وضع أكواب زجاجية خاصة على الجلد وسحب الهواء منها تماما، تمهيدًا لتجمع الدماء في الكوب وتشريط مكانها قليلا للسماح للدم الفاسد بالخروج من الجسم، بحسب ما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
الدكتور محمد السعيد، أخصائي العلاج الطبيعي والتأهيل، والحاصل على الدكتوراه الإكلينيكة في إصابات الملاعب من كلية العلاج الطبيعي في جامعة القاهرة، أوضح لـ«الوطن»، أن الحجامة مثل العلاج بـ«الطقطقة» لا بد من فعلها عند طبيب متخصص في حالات معينة للتعامل مع حالات الإغماء أو الخوف، مشيرا إلى أن هناك أنواع للحجامة ما بين جافة وتشريطية، أي عن طريق خروج الدم أو تجميع الدم تحت الجلد وفي العضلات، وما بين خفيفية ومتوسطة وشديدة ومتزحلقة «مساج الحجامة»، وحجامة بالإبر الصينية، والمتقطعة والدموية.
اقرأ أيضا: ملك الطقطقة.. طبيب يعالج المرضى بـ«فرقعة المفاصل»: «مش أي حد يعملها»
وفوائد الحجامة ترتبط بالجهاز العضلي وأجزاء بالعمود الفقري، حيث تنشط الدورة الدموية وتخلص الجسم من حمض اللاكتيك وتحسن وصول الأكسجين للألياف العضلية، فضلا عن أهميتها بالنسبة لمريض السكر حيث تحسين مستقبلات الأنسولين، بحسب أخصائي العلاج الطبيعي والتأهيل، لافتا إلى أهمية عمل الحجامة في غرفة دافئة، وتهدئة المريض قبل فعلها، وفي حال انخفاض ضغط الدم لا بد من التوقف.
وحذر أخصائي العلاج الطبيعي والتأهيل، فئات معينة من الاعتماد على الحجامة، بينهم الحامل ومريض السرطان والمتبرعين بالدم والذين يعانون من الضغط المنخفض.