فيلم تسجيلي يوثق تاريخها.. «صوت العرب» سلاح «ناصر» لتحرير الشرق الأوسط

فيلم تسجيلي يوثق تاريخها.. «صوت العرب» سلاح «ناصر» لتحرير الشرق الأوسط
«صوت العرب» فيلم وثائقي عرضته شبكة قنوات «DMC»، الخميس، بمناسبة مرور 68 عامًا على نشأة المحطة الإذاعية العريقة، استعرض الفيلم تاريخ الإذاعة ودورها في محاربة الاستعمار، ومخاطبة الشعوب العربية ونقل رؤية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في السياسة الخارجية.
ريادة الترفيه السياسي
وفي الفيلم التسجيلي، سلط الأستاذ بجامعة «كنتاكي» الأمريكية، دوجلاس بويد، الضوء على ريادة المحطة الإذاعية فيما يُعرف بـ«الترفيه السياسي»، قائلًا إنَّ «إذاعة صوت العرب كانت أستاذة في الترفيه السياسي، وكانت بداية الظهور السياسي للمحطات الإذاعية في العالم العربي»، موضحًا أن الإذاعة كان لها دورًا في الترويج للسياسة الخارجية المصرية، وإظهار مكانة مصر في الشرق الأوسط، وما وراءه.
وأضاف «بويد»، أنَّ جمال عبدالناصر، كان يؤمن بأهمية الإعلام، ولذلك أنشأ إمبراطورية إذاعية ثم تلاها التلفزيون، لاستهداف المشاهدين والمستمعين العرب تحديدًا، موضحًا أنَّ الرئيس الراحل كان يمتلك رؤية واضحة يريد تنفيذها من خلال إذاعة «صوت العرب»، وكان يدرك جيدًا أنَّ أنصاره ليسوا مصريين فقط، ولكن شعوب الدول العربية.
وأوضح الأستاذ بجامعة كنتاكي أنَّ مصر كتبت السيناريو -رؤية مصر للإعلام- بشكل جيد، وتمكنت من أن تجعل صناعة الترفيه والتروّيج السياسي جذابة بشكل جيد.
الإذاعة والدعاية السياسية
الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية، أحد المشاركين في الفيلم التسجيلي، قال إنَّ الإذاعة بشكل عام تستخدم في الدعاية السياسية، وهي أداة رئيسية من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية لأي دولة، واكتسبت أهمية كبيرة في الحرب العالمية الثانية، وأي دولة تريد أن تكون سياساتها الخارجية فعّالة يجب أن تمتلك أدوات محددة توجهها للخارج.
وفيما يخص أهداف «صوت العرب»، قال أستاذ العلوم السياسية، إنَّ الإذاعة أُسست بعد ثورة يوليو بسنة واحدة، وكانت تمتلك مشروعًا سياسيًا واضحًا، وهو مقاومة الاستعمار في أي بقعة من العالم، متابعًا أنَّ «جمال عبدالناصر كان يؤمن بأن مصر لها دور في تحرير الوطن العربي من الاستعمار، بمعنى أن أمن مصر لن يكون محفوظًا وهناك استعمار للدول العربية».
تأسيس «صوت العرب»
محمد الخولي، أحد رواد إذاعة «صوت العرب»، وصف الضباط الأحرار والرئيس الراحل جمال عبدالناصر بأنَّهم خاضوا تجربة في غاية القسوة، وهي حرب فلسطين عام 1948، ومعظمهم عادوا بأفكار عروبية.
وعن كواليس إنشاء المحطة الإذاعية، ذكر «الخولي»، أنَّ الدولة استعانت وقتها بشاب يُدعى فتحي الديب، لإجراء جولة في العالم العربي، باسم مستعار، ودرس العالم العربي وكيفية التواصل مع الشوارع في الدول العربية، وبعد هذه الجولة أوصى بإنشاء برنامج يُبث للدول العربية، ثم تمّ الاستعانة بالإعلامي أحمد سعيد -الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لإذاعة صوت العرب- ليقدم برنامج «صوت العرب»، ثم تمّ الاستعانة بالإعلامية نادية توفيق.