هانى خليفة: الإخراج بالنسبة لى «مش أكل عيش»

كتب: شريفة شحاتة

هانى خليفة: الإخراج بالنسبة لى «مش أكل عيش»

هانى خليفة: الإخراج بالنسبة لى «مش أكل عيش»

برر المخرج هانى خليفة غيابه عن السينما، منذ أكثر من 12 عاماً، وتحديداً منذ قدم فيلمه الوحيد والناجح «سهر الليالى» الذى كتبه تامر حبيب، وقام ببطولته أحمد حلمى وحنان ترك ومنى زكى وفتحى عبدالوهاب وخالد أبوالنجا وشريف منير وعلا غانم، بأنه كان يبحث عن سيناريو يحرك إحساسه، وأضاف فى حواره مع «الوطن» أنه عثر على هذا السيناريو فى فيلم «أوقات فراغ» ولكن بسبب الخلاف مع الشركة المنتجة تراجع عن إخراجه، وحالياً عاد «هانى» إلى السينما بفيلمه الثانى «سكر مر» الذى يصوره حالياً ويراهن على تكرار نفس النجاح الذى حققه فى «سهر الليالى». ■ ما سر غيابك عن السينما 12 عاماً وتحديداً منذ فيلمك الوحيد «سهر الليالى»؟ - ربما لا يصدق أحد أننى كنت فى انتظار العثور على ورق يغرينى ويرضى طموحى الشخصى، حيث كنت دائماً أبحث عن سيناريو يحرك إحساسى، بالإضافة إلى أننى كنت أحلم بتحقيق طموح ما أتخطى به نجاح «سهر الليالى»، وهو ما لم يتوافر لى طوال هذه المدة، فـ«سهر الليالى» كان تحدياً بالنسبة لى أنا وفريق العمل، وكان هدفى تقديم عمل مختلف للجمهور، وبعد عرض الفيلم وجدت أننى أحمل مسئولية كبيرة، وكان لا بد أن أحافظ على هذه المسئولية فى اختياراتى لأعمالى المقبلة. ■ ولكن عرض عليك فيلم «أوقات فراغ» بطولة فرح يوسف وعمرو عابد وقبلته ثم تراجعت عن إخراجه بعد ذلك؟ - بالفعل.. كان «أوقات فراغ» بالنسبة لى تحدياً من نوع آخر، وأحببت القصة والسيناريو جداً، ولكنى اختلفت مع صناع العمل فلم أكمل فى هذا المشروع، ولكن الفيلم رائع وحقق نجاحاً كبيراً وهذا ما توقعته. ■ وماذا كنت تفعل طوال هذه السنوات التى ابتعدت فيها؟ - كنت أقرأ الكثير من السيناريوهات التى كانت تعرض علىَّ، وكنت أشتغل عليها، وتستغرق منى وقتاً كبيراً، بعدها قدمت مسلسل «الجامعة» ولكن ظروف عرضه وقت ثورة يناير تجعلنى غير قادر على الحكم عليه جيداً، وأريد أن أوضح أن الإخراج بالنسبة لى ليس أكل عيش، ولا أتعامل مع الإخراج كموظف، فأنا إنسان دقيق فى اختياراتى، وأحب مهنتى لأننى أرضى بها طموحى، وبالتأكيد لم أكن أحب أن أغيب هذه الفترة الطويلة، وأحياناً كنت أشعر بالغيرة عندما أشاهد فيلماً مصرياً جيداً، وحدث ذلك معى فى فيلم «الجزيرة»، وازدادت غيرتى أكثر لأننى صعيدى والفيلم صعيدى. ■ هل شاهدت أياً من الأفلام المعروضة حالياً؟ وما رأيك فيها؟ - لم أشاهد أى فيلم منها، ولكنى سأشاهد اليوم فيلم «الفيل الأزرق» لأنى أحب شغل مروان حامد، وأثق فى مهنية كل فريق العمل، وسمعت عن الفيلم «كلام حلو» من شخصيات أثق فى آرائهم فى الوسط الفنى. ■ هل تتفق أم تختلف مع بعض النقاد الذين قالوا إن نجاح «سهر الليالى» تسبب لك فى مشكلة فى الاختيار؟ - أتفق جداً، لأن نجاح الفيلم سبب عبئاً ذاتياً بشكل لم أتخيله، وفشلت فى تقديم عمل يتوافق بينى وبين الجمهور، رغم أنه عرض علىَّ العديد من الأفلام ولكننى رفضتها لأننى لم أشعر بهذه السيناريوهات مطلقاً ولم أجد فيها ما يشدنى إليها. ■ وهل وجدت ما تبحث عنه فى «سكر مر» الذى تخرجه حالياً؟ - نعم.. فالفيلم عبارة عن حكاية غريبة تتكلم عن مشاكل ناس موجودة فى الواقع وستقدم بطريقة جديدة ومختلفة، وفيه تحديات كثيرة، أولها أن المشاهد وهو يتفرج سيشعر أنه لم ير هذه القصص من قبل، رغم أنها مشاكل تحدث يومياً فى حياتنا، ولكن طريقة تناولى لها مختلفة، وسعيد جداً بهذا العمل وأراهن عليه وعلى أبطال العمل، أحمد الفيشاوى وآيتن عامر وناهد السباعى وشيرى عادل، وتأليف محمد عبدالمعطى. ■ هل صحيح أنك رشحت دينا الشربينى المسجونة حالياً بعد الحكم عليها فى قضية مخدرات؟ - نعم فكرت فى «دينا» لأنها موهوبة جداً ودورى كمخرج أنى عندما أقرأ الشخصية أن أختار الفنان الأنسب للدور، وخطرت دينا إلى ذهنى فى إحدى جلسات العمل مع طاقم الفيلم، ولكنى لم أرسل لها السيناريو فى السجن، وكانت مجرد فكرة فقط. ■ أنت من مدرسة داوود عبدالسيد وخيرى بشارة فماذا تعلمت منهما؟ - داوود هو أبى الروحى، فعندما تشاهدينه وهو يشرح المشهد للممثل ستجدين نفسك تريدين أخذ هذا الشرح وعمل كتاب يدّرس للطلبة، أما خيرى بشارة فأول مرة أعرفه كان من خلال فيلم «الطوق والإسورة» وعندما عرض فى نادى السينما فى قصر ثقافة أسيوط رأيت فى هذا الفيلم حياتنا، هذا هو الصعيد بجد، وهذه هى حقيقتنا، وعاداتنا وتقاليدنا، يومها حفظت اسم خيرى بشارة وطارق التلمسانى، وعندما أقف بين داوود عبدالسيد وخيرى بشارة أشعر أنى صغير قوى، وأنا بالفعل الابن الشرعى لهما وأنتمى عقلياً ووجدانياً إلى مدرستهما. ■ أنت إذن رجل يسير عكس التيار؟ - نعم هذا حقيقى، حيث تحركنى عوامل شخصية مرتبطة بطموحى منذ أن قررت أن أكون مخرجاً وأنا فى سن السابعة عشرة، وهذا ما أحاول الحفاظ عليه، وهو علاقتى الذاتية بما أريد أن أقدمه، وأريد أن أحافظ على ما تعلمته من داوود عبدالسيد وخيرى بشارة اللذين يسيران أيضاً على تلك المبادئ ويسيران عكس التيار.