الدفاع عن «٢٣ يوليو» يحمى «٣٠ يونيو»!
المعركة الحالية فى مصر، أو مع مصر، هى معركة مع القوات المسلحة العظيمة لأسباب مختلفة أهمها أنها القوة الصلبة للوطن المصرى كله.. عمود خيمته كما يقولون، ولذلك يظل العقبة الكؤود والنقطة الصعبة فى خطط إسقاط مصر!
وبكل أسى فقد حددت الجماعة الإرهابية معركتها وبدأت قبل نصف قرن محاولات تشويه هذه المؤسسة وهذا الجيش العظيم وحددت أدواتها فى معركتها، حيث حشدت كل ما تيسّر لها من منابر ومساجد وزوايا وصحف ومجلات ودور نشر وكتب وأشرطة كاسيت قبل ظهور السيديهات وشبكة الإنترنت فى معركتها مع القوات المسلحة المصرية.
وإن كانت المعركة الأساسية والكبرى مع ثورة ٢٣ يوليو ورجالها ورموزها إلا أنها امتدت أيضاً للسابق واللاحق لها.. فلم ينجُ مثلاً الزعيم أحمد عرابى من حملات التشويه والتشكيك.. كما لم تنجُ ثورة ٣٠ يونيو ولا الرئيس السيسى ولا حتى دور القوات المسلحة فى يناير ٢٠١١ ودور المجلس العسكرى فى إنقاذ البلاد فى فترات الارتباك الكبير التى استمرت حتى ٣ يوليو ٢٠١٣!
ولم تحدد الجماعة الإرهابية معركتها وأدواتها فحسب، بل حددت أيضاً حلفاءها فيها.. وكانوا عناصر ممن أضيروا فى الخمسينات والستينات، سواء بقرارات الإصلاح الزراعى والتأميم من أسر عائلات ثرية وإقطاعية أو ممن فشلوا أو انحرفوا فى فترة الثورة وتم استبعادهم لفشلهم أو لفسادهم!
وبالطبع فئات عديدة من شعبنا، ولأسباب مختلفة، لا تعرف تاريخ أو سجل كل شخص أو كل عائلة.. والقدرة على البحث والتحرى لم تكن موجودة، والخلاصة أن المعركة تم تغليفها بغطاء من قوى أخرى ظلت لسنوات طويلة تقدم خدمات جليلة وتبرعات مجانية لجماعة مجرمة دون وعى بأنهم أداة فى معركة سياسية تستهدف فى الظاهر -حتى لو كان بعض ذلك صحيحاً- تصفية حسابات سياسية وتاريخية، لكن الأصل كان خدمات لجماعة إرهابية مكلفة من قوى عالمية بتشويه القوات المسلحة وهذا يتطلب الإساءة إلى دورها ورموزها!
ولذلك.. ثورة يوليو فى نظرها -وكما قالوا لفترات طويلة دون رد أو مواجهة أو حتى تصحيح من الإعلام الرسمى- انقلاب عسكرى لاختطاف السلطة (أى إن أبناء الجيش العظيم تحركهم أهدافهم وطموحاتهم الشخصية)، وتوزيع الأراضى على الفلاحين تم انتقاماً من هؤلاء الضباط لأسباب شخصية (دون أن يقولوا للناس أن العكس هو الصحيح وإن أبناء الجيش العظيم أعادوا لشعبنا أرضه التى نهبتها أسرة محمد على منهم ومنحتها بالباطل لمحاسيب وبعض خدم القصور الخديوية وأصبحوا بعدها من الأعيان والإقطاعيين، وأن الإصلاح الزراعى أعاد الأرض إلى أصحابها ممن حفروا بأيديهم وأرواحهم كل منشآت الرى حتى قناة السويس وبالسخرة حتى أنصفت الثورة أبناءهم وأحفادهم)، وزعموا أن أبناء الجيش العظيم نهبوا ما سموه مجوهرات أسرة محمد على (دون أن يقدموا حتى كتابة هذه السطور أى دليل أو اسم ضابط بعينه حصل على قطعة بعينها، ولم يُكتب طوال نصف قرن إلا اتهامات مرسلة بغير أى أدلة)، ودون أن يقولوا للناس من أين أتت أسرة محمد على بمجوهراتها، وقد جاء مؤسسها إلى مصر فقيراً لا يملك من الدنيا شيئاً!!
ولا يمر عام إلا وتحتفل الجماعة مع إسرائيل بذكرى نكسة ٦٧!! وقبلها حولت ملحمة صمود شعبنا فى بورسعيد إلى هزيمة!! فى محاولات استمرت طويلاً بدت وخُيِّل للبعض أنها انتقام سياسى من حاكم أو زعيم أو حتى عهد بعينه، لكنها فى الأصل كانت لتشويه وجود أبناء القوات المسلحة فى مواقع المسئولية، فضلاً عن نقل روح الهزيمة والإحباط لجيل بعد آخر!
ولذلك لا يعرف الكثيرون أن أبناء الجيش العظيم هم من أسسوا الدولة المصرية الحديثة بعد ٢٣ يوليو وأسسوا لها كل ما نفخر ونتباهى به إلى اليوم.. جهاز المخابرات العامة والرقابة الإدارية وجهاز التنظيم والإدارة والمركزى للمحاسبات والمركزى للتعبئة والإحصاء والمركز القومى للبحوث والقومى للبحوث الجنائية ومعهد القلب ومعهد ناصر والقومى للأورام وحميات العباسية ومعهد تيودور بلهارس وهيئة الإسعاف والقومسيون الطبى ومعاهد السكر والسمع والكلام والتليفزيون المصرى واستاد القاهرة وبرج القاهرة والسد العالى وكورنيش القاهرة وشواطئ المعمورة وجمصة ومحافظة الوادى الجديد وجمعيات الثروة الحيوانية ومُفاعل أنشاص النووى، وفى التصنيع يحتاج الأمر إلى مقال منفرد يُبرز النقلة الهائلة التى جرت فى مصر مع التصنيع الثقيل الذى شمل الحديد والصلب والسيارات (رمسيس والنصر) إلى ترسانة الإسكندرية لصناعة وصيانة السفن إلى سيماف والنصر للتليفزيون وكيما أسوان وسماد أبوزعبل ومدينة الدواء بأبى زعبل ومصانعها الـ١٢ العملاقة مثل الإسكندرية للأدوية، والنيل، وغيرها إلى مصر للألبان وبسكو مصر وقها والمراجل البخارية وزيوت طنطا ومصر العليا للغزل والنسيج بمصانعها السبعة العملاقة فى سبع محافظات ومعها غزل شبين ودمياط وسماد طلخا ونسر للإطارات وراكتا للورق وستيا للغزل، فضلاً عن الصناعات العسكرية... إلخ إلخ!
الخلاصة: فى ذكرى ثورة الجيش والشعب فى ٢٣ يوليو نؤكد أن الدفاع عنها وفضح أكاذيب الجماعة التاريخية ضدها هو دفاع متقدم عن ثورة الشعب والجيش فى ٣٠ يونيو!