«جمعهما المدبح والشقا».. حكاية صداقة سيدتين في «سوق العفشة» عمرها 30 عاما

كتب: كريم عثمان

«جمعهما المدبح والشقا».. حكاية صداقة سيدتين في «سوق العفشة» عمرها 30 عاما

«جمعهما المدبح والشقا».. حكاية صداقة سيدتين في «سوق العفشة» عمرها 30 عاما

شارع متواضع، داخل عزبة الصعايدة في منطقة إمبابة، فور دخوله تداعب الأنف رائحة الحيوانات، ودماء المذبوح منها، على الجانبين تعلق الذبائح على الخطافات، هنا يكسر بائع جمجة عجل، وهناك يشد أحدهم خروفا من قرنه ليأخذ دوره في الذبح، فها قد حان موسم عيد الأضحى المبارك، والزبائن تنهي شراء احتياجاتها من اللحوم بأنواعها، فتدخل زبونة على محل متواضع يبيع «إكسسوارات الحيوانات» تسأل عن طلبها، فتجد «أم محمود وأم إسلام» تردان في نفس واحد «موجود ولو مش عندي يبقى عندها».

أم إسلام وأم محمود.. جمعتهما الصداقة والمدبح وحلم مستقبل أفضل لأبنائهما

«منى» الشهيرة بـ «أم محمود»، و«تقوى الحلواني» الشهيرة بـ «أم إسلام»، سيدتان تقفان على عربتين تلونتا بالأحمر لون دماء الحيوانات، اجتمعتا في «سوق العفشة» بالمدبح منذ نحو 30 عاما، تبيعان «عفشة» الحيوانات أو «الحلويات»، كما يحبون أن يسمونها، جمهعما الشقاء منذ أن كانتا صغيرتين، وأكملتا مسيرتهما في العمل والكفاح حتى اليوم، لم تفرق بينهما الأيام ولا الأحداث المتعاقبة على السوق، بل كانتا جنبًا إلى جنب في أغلب الأحيان.  

«فواكه اللحوم، قطع غيار الحيوانات، السقط، والعفشة».. مصطلحات لا يعرفها سوى «الأكيلة»، والذين يطلقون عليها كذلك «الحلويات»، التي تذخر بكل ما لذ وطاب من الكوارع والفشة والكرسة والممبار، والتي ذاعت شهرتها في السنوات الأخيرة للإقبال الكبير عليها خاصة من الشباب، وهو الموسم الطبيعي للصديقتين، «أم محمود وأم إسلام»، قبل أن يفسد انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، حركة البيع والشراء داخل المدبح، ويقل عدد الزبائن، و«تتقل الرجل» على حد وصفهما.

تفشي وباء كورونا، جعل حال البيع والشراء «لا يسر عدو ولا حبيب»، على حد قول «أم إسلام»، التي اختارت أن تعمل في المدبح على الرغم من أنها تعلمت جيدًا، ولكن «أكل العيش لازم»، أما «أم محمود» فترى أن الحال قبل انتشار كورونا كان «عال العال وزي الفل»، ولكن «الزباين قلت والموسم اتضرب بعد كورونا، والبضاعة بتتشال في التلاجة لحد بعد العيد».

لدى الصديقتان أبناء في عمر الشباب، تأمل كل منهما أن تزوجهم، فتقول «أم محمود» أن نجلها استغرقت خطوبته 3 سنوات ولم يتمكن إلى الآن من الزواج وتأمل أن يجد له المسؤولون شقة لمساعدته، فيما تتمنى «أم إسلام» الطلب ذاته لنجلها الذي يقبض مبلغا بسيطا، حيث تحلم أن تراه في منزل الزوجية، ممنيات أنفسهما أن يصل صوتهما إلى المسؤولين للمساعدة.


مواضيع متعلقة