بدأت مناسك الحج.. يوم التروية طريق عرفة وثواب عظيم بانتظار الصائمين

بدأت مناسك الحج.. يوم التروية طريق عرفة وثواب عظيم بانتظار الصائمين
- يوم عرفة
- يوم التروية
- الوقوف بعرفة
- مناسك الحج
- دار الإفتاء
- علي جمعة
- يوم عرفة
- يوم التروية
- الوقوف بعرفة
- مناسك الحج
- دار الإفتاء
- علي جمعة
يشهد حجاج بيت الله الحرام يوم التروية اليوم، والذي يعد طريقا يمهد لركن الحج الأعظم، وإيذانا ببدء مناسك الحج الكبرى وهو الوقوف بعرفات في يوم عرفة، وترصد السطور التالة فضل اليومين وبعض أحكامهما، سواء للحاج أو لغير الحاج.
يوم التروية ويوم عرفة
وقبل الحديث عن يوم عرفة وفضله وأحكامه، فيوم التروية حسب ما ذكرت دار الإفتاء المصرية هو يوم الثامن من ذي الحجة، وسمِّي بذلك لأن الحجيج كانوا يستريحون فيه في مِنًى ويُرِيحون فيه دوابهم وهَديهم ويروونها بالماء في طريقهم إلى عرفة، استعدادًا لأعمال هذا اليوم العظيم وما بعده من أعمال يوم النحر وأيام التشريق.
المبيت في منى
وفي إجابة على سؤال «هل يجوز للحاج أن يتجه إلى عرفات يوم الثامن من ذي الحجة، يوم التروية، بدلًا من التوجه لِمِنًى؛ وذلك نظرًا للزحام الشديد الذي يحدث عند الصعود إلى عرفات في يوم عرفة؟»، قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، في تصريحات عنه، إنّه يُسَنُّ فقط -ولا يجب- للحاج أن يذهب فيه إلى مِنًى في الضحى، ويصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء مع قصر الصلاة الرباعية فقط ودون جمع، ويبيت فيها ليلة عرفة، ثم يصلي فيها الفجر وينطلق إلى عرفة في الضحى أيضًا.
وواصل جمعة قائلا: «فإن فعل خلاف هذا وذهب إلى عرفة من يوم الثامن خوفًا من الزحام فلا شيء عليه وحجه صحيح، غاية الأمر أنّه قد ترك مستحبًّا، بل وتركه لعذر، فعسى أن يأخذ ثواب الشيء الذي لولا العذر لفعله، وإنّما الجبران يكون بترك الواجب لا السنة، والله سبحانه وتعالى أعلم».
فضل يوم عرفة
وعن فضل يوم عرفة، ذكرت دار الإفتاء أنّ صوم يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة لغير الحاج سنَّة مؤكدة؛ حيث صامه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحثَّ عليه، واتفق الفقهاء على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج، ورَوَى أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم.
وواصلت دار الإفتاء الحديث عن يوم عرفة، موضحة أنّه من أفضل الأيام؛ لحديث مسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ».
صوم يوم عرفة للحاج
وعن صيام يوم عرفة للحاج، أوضحت دار الإفتاء، أنّ جمهور الفقهاء -المالكية والشافعية والحنابلة- ذهبوا إلى عدم استحباب صوم يوم عرفة للحاج ولو كان قويًّا، وصومه مكروه له عند المالكية والحنابلة وخلاف الأَولى عند الشافعية؛ لما روت أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَ. أخرجه البخاري.
وواصلت دار الإفتاء في حديثها عن فضل يوم عرفة وحكم صيام الحاج فيه: وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَصُمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ. أخرجه الترمذي.
وأكدت دار الإفتاء أنّ الحكمة في كراهة صوم يوم عرفة للحاج، قيل: لأنه يضعفه عن الوقوف والدعاء، فكان تركه أفضل، وقيل: لأنهم أضياف الله وزواره، وقال الشافعية: ويسن فطره للمسافر والمريض مطلقًا، وقالوا: يسن صومه لحاج لم يصل عرفة إلا ليلًا؛ لفقد العلة، وذهب الحنفية إلى استحبابه للحاج -أيضًا- إذا لم يُضعِفه عن الوقوف بعرفات ولم يخلَّ بالدعوات، فلو أضعفه كُره له الصوم، والله سبحانه وتعالى أعلم.