«قلب ولدي عليا حجر».. أبناء طردوا والدهم وآخرون تخلوا عن والدتهم بالشرقية

كتب: نظيمه البحرواي

«قلب ولدي عليا حجر».. أبناء طردوا والدهم وآخرون تخلوا عن والدتهم بالشرقية

«قلب ولدي عليا حجر».. أبناء طردوا والدهم وآخرون تخلوا عن والدتهم بالشرقية

«قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليا حجر».. مثل شعبي كنا نحسبه لا يمثل الواقع في شيء، وأن قصص الدراما التي تكون من نفس الحكمة، ما هي إلا من وحي خيال المؤلف أو مجرد تمثيل لا يمت للحقيقة بصلة، إلا أنه مع مرور الأيام أصبح حقيقة نسمع عنها، ويتداول حكايات عن أبناء تخلوا عن آبائهم وطردوهم في الشوارع ترضية للزوجة أو أن قلبوهم أصبحت أشد قسوة من الحجارة، ونعايش قصصا لمعاناة الآباء مع أبنائهم، منهم من يضع أباه في دار مسنين أو يتركه في الشارع يواجه مصيره المجهول، وهو ما فعله أبناء صلاح أبو ليلة ونادية موسى، معهما وطردهما في الشارع. 

«صلاح أبو ليلة»، 76 عامًا أحد أبناء مركز ههيا بمحافظة الشرقية، و«نادية علي موسى»، 70 عامًا، من منطقة القلعة بمصر القديمة محافظة القاهرة، وجدا أنفسهما بلا مأوى، رغم أن كل منهما لديهما أبناء، ولكن تخلوا عنهم رغم ضعفهم وقلة حيلتهم في ظل تقدمهم في العمر، وأصبح الشارع مأوى لهما قبل أن يتدخل فريق بسمة للإيواء لإنقاذهم واصطحابهم لإيداعهم في الدار لتوفير حياة كريمة لهم.

أكد عبدالله الشحات مدير دار بسمة للإيواء بالزقازيق، أن الحاج صلاح كان يعمل حلاق ومقيم في القاهرة وتزوج سيدة وأنجبا «ولد وفتاة»، وبعد وفاتها توجه إلى مدينة الإسكندرية سعيًا وراء الرزق وتزوج من سيدة أخرى وأنجبا أيضا «ولد وفتاة»، ثم توفت زوجته وعاش فترة مع أبنائه، ثم قرر أبناءه التخلي عنه وطالبوه بالتوجه إلى محافظة الشرقية للإقامة مع شقيقه.

وتابع «الشحات»: بأن شقيق الحاج صلاح استقبله، وأقام معه في منزله لمدة عامين، ثم توفى شقيقه قبل نحو 5 أو 6 أشهر، وقررت زوجته طرده من المنزل، نظرا لوفاة زوجها ولكونها سيدة كبيرة في السن ولا تستطيع الاعتناء به.

وأضاف أن الحاج صلاح جلس في الشارع بالقرب من منزل شقيقه، فيما كان يعطف عليه بعض الأهالي ويقدمون له الطعام.

وأكمل مدير الدار: أنه قبل نحو شهر تلقينا بلاغات من الأهالي بشأن وجود الحاج صلاح في الشارع، وتوجه فريق الإنقاء إلى مكان البلاغ مباشرة، وأجروا له إسعافات أولية واصطحابوه إلى مقر الدار، مشيرًا إلى أنه مصاب بألزهايمر ولا يتذكر أي شيء سوى القرآن الكريم، وكلما وجد المصحف الشريف يقوم بتقبيله ووضعه في مكانه مرة أخرى كما أنه هادئ الطباع.

وصرح بأنهم تواصلوا مع أحد أبنائه وعرضوا عليه استلام والده ولكنه رفض، قائلًا: «مش عاوزينه»، لافتا إلى أن أبناء شقيق الحاج صلاح وبعض الجيران هم من يقمون بزيارته في الدار فيما لم يقم أي من أبنائه بزيارته حتى الآن.

وحول قصة الحاجة «نادية»، قال «عبدالله»: «تلقينا بلاغًا من الأهالي بوجود امرأة مسنة مقيمة في شارع ناحية الألف المسكن، وانتقلنا إلى المكان ولم نجدها، وبالسؤال عنها أخبرنا أحد الأهالي أنه شاهدها بأحد الشوارع ناحية جامعة القاهرة، فتوجه فريق الإنقاذ على الفور إلى المكان، ووجدوها في حالة يرثى لها وتعاني من عدم النظافة الشخصية».

وأوضح أنهم بعد أن قدموا لها الرعاية اللازمة أبلغتهم أن اسمها «نادية علي موسى»، وكانت متزوجة، وأن أبنائها تخلوا عنها وتركوها في الشارع بعد وفاة زوجها، مشيرًا إلى أنه لم يتواصل أي شخص للسؤال عنها.

وقال وائل طلبة مدير جمعية بسمة لرعاية الكبار بلا مأوى بالزقازيق: إن قصة الحاج صلاح والحاجة نادية، تمثل صورة لجحود الأبناء لآبائهم، لافتًا إلى أن «صلاح» كان ينفق على تربية أبنائه وقام ببناء منزل، ثم قام أبنائه ببيعه وساعد أبناء شقيقه على توفير نفقات زواجهم، حيث عمل فترة في إحدى دول الخليج، ولكن بعد أن تقدم به العمر وأصيب بألزهايمر وتوفى شقيقه تخلى الجميع عنه.

وجه مدير جمعية بسمة لرعاية الكبار بلا مأوى كلمة للأبناء، قائلًا: «يجب على كل شخص أن يحتضن أهله من كبار السن، وألا يتركهم دون رعاية خاصة مع تقدمهم في العمر»، واختتم حديثه: «كما تدين تدان.. أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».


مواضيع متعلقة