من أوراق التحقيق.. «شعيشع»: ملك الإجهاض الذي تحول لنبي بالصدفة «2»

من أوراق التحقيق.. «شعيشع»: ملك الإجهاض الذي تحول لنبي بالصدفة «2»
قضى صلاح شعيشع، عدة سنوات فى عيادته، يدير داخلها عمليات الإجهاض، حتى أطلق عليه لقب «ملك الإجهاض»، خاصة بعد مقتل أحد الأطباء الذي كان يعمل في نفس المجال، ليتربع «شعيشع» وحده على عرش «جريمة الإجهاض» وتتحول عيادته إلى أكبر مكان غامض ومريب في منطقة محرم بك بالإسكندرية، في تلك الفترة «نهاية الأربعينيات»، ليتحسن وضعه المالي شيئا فشيئا، حتى تذوق أخيرا طعم الثراء.
الزواج
اشترى صلاح شعيشع، سيارة جديدة، واستأجر شقة واسعة، وبدت مظاهر الثراء عليه، ثم صارح جارته الثرية بحبه لها، وبرغبته في الزواج منها، وبعد تردد وافقت وتزوجا وأنجبا ولدا وبنتا، لكنها خلال فترة الزواج كانت تعاني مع حدة طباعه، وغروره، لكنه أكمل معها حياة عادية تماما، بلا أي بوادر تشير الى الانقلاب الكبير الذي سيحدث في حياته، وبلا أي نشاط ديني يذكر، لكنه في أعماقه كان يحمل بذور التغيير، كان محبطا وناقما على الدوام، كان باحثا عن الثراء والسلطة، والنفوذ، كان يشعر بأفضلية تجعله ناقما على كل ما حوله.
عطل السيارة وصدفة تغير حياته
في أحد أيام شهر مايو من عام 1964، تعطلت سيارة صلاح، كانت المسافة للميكانيكي قصيرة نوعا ما، فدفع السيارة إلى الورشة، وهناك استلقى على الكرسي يتصبب عرقا، كان الميكانيكي يعرف صلاح جيدا، فأحضر له كوب ماء بارد، وبدأ في إصلاح السيارة، وهو يتجاذب معه أطراف الحديث، أخبره الميكانيكي أنه كان مريضا، فعاتبه صلاح لأنه لم يذهب له في عيادته، فضحك الميكانيكي وهو يقول: «لا تعب من التاني اللهم احفظنا»، وأخبره أنه كان مصابا بـ«مس»: «كان راكبني عفريت يا دكتور».
حكاية الميكانيكي
استرعى الكلام انتباه صلاح، والتفت إليه، ليصغي للحكاية، وهو يضحك بشدة، ويسخر منه، لكن الميكانيكي أكمل حكايته بجدية، وقال له إنه كان ملبوسا فعلا وتوجه للشيخ محمد، وهو دجال معروف بالمنطقة، وصرف عنه العفريت وحصل منه على مبلغ 7 جنيهات، كان المبلغ كبيرا وقتها، فاتهمه صلاح بـ«السذاجة والهبل»، وأخبره أن الشيخ محمد نصب عليه، وأنه لا يوجد شيء اسمه عفاريت ولا جن، وأخبره أنه يسمع عن الشيخ محمد: «وده مجرد نصاب ومحتال».
محاولة إعادة الـ7 جنيهات
اقتنع الميكانيكي بكلام صلاح، واستعطفه كي يذهب معه للشيخ محمد لاسترداد الـ«7 جنيه»، فهي تحويشة عدة أشهر، فوافق صلاح، ووعده بأنه سيفضح الشيخ محمد، أمام الناس، ويكشف جهله ودجله، وتوجه مع الميكانيكي، لإعادة الـ«7جنيه»، لكنه لم يتمكن من إرجعاها، بل ودفع بنفسه عشرة جنيهات أخرى للدجال ، وأصبح من مريديه، وتغيرت حياة صلاح للأبد.
نستكمل نصوص التحقيقات في الحلقات القادمة.