«جلابية العمار».. تراث تتناقله سيدات قرية المشمش وزي رسمي وتاريخي

كتب: حسن صالح

«جلابية العمار».. تراث تتناقله سيدات قرية المشمش وزي رسمي وتاريخي

«جلابية العمار».. تراث تتناقله سيدات قرية المشمش وزي رسمي وتاريخي

«جلابية العمار» الزي الرسمي لسيدات العمار الكبري تشتهر بها القرية التي تقع في مركز طوخ، وتشتهر بمحصول المشمش، ولكن شهرتها لم تقف عند هذا الحد بل اشتهرت أيضا بالجلابية الفلاحى التي تميز نساء العمار عن باقى  قرى مصر، وتتميز بألوانها المتعددة والكسر الكثيرة بمنطقة الصدر والطبقة المموجة من الأسفل لتبدو فضفاضة، ولا تبرز الجسد حيث يطلق عليها الأهالي الزي الرسمي أو الشرعي حسب وصفهم.

جلابية العمار.. لايخلو شارع في القرية من صانعيها 

تعد «جلابية العمار» أو كما يطلق عليها باللفظ الدارج  «الجلابية العماري» من الأزياء التي لها طريقة معينة للحياكة يتوارثها أجيال العاملين في الخياطة والترزية في القرية، حيث لايخلو شارع من القرية من محل حياكة أو ترزي يقوم على تفصيل وحياكة هذه الجلابية التي تحرص كل نساء وفتيات وحتى أطفال القرية من البنات على ارتدائها، وتمثل زيا قوميا للسيدات، ومازالت متربعة على عرش الأزياء حتى الآن فى قرية العمار الكبرى مركز طوخ.

جلابية العمار... الحاج محمد خليل أقدم ترزي يقوم بحياكتها

«الوطن» التقت الحاج محمد عبدالرحمن خليل، 73 سنة، أقدم ترزي يعمل في تصنيع جلابية العمار في القرية، والذي كشف عن أهم أنواعها من داخل محله الذي يقع في وسط القرية، مشيرا أنه تعلم هذه المهنة في شبابه، وظل يمارسها حتى الآن هو وابنته قائلا «لا أعرف مصدر رزق سوى الحياكة، وخاصة الجلابية الحريمي لسيدات العمار أو الجلابية الرجالي البلدي المعروفة في مختلف قرى مصر».

جلابية العمار... زي شرعي يستر البدن 

وعن جلابية العمار قال «تتميز هذه الجلابية دائما بألوانها الزاهية»، مؤكدا أن هذه الجلابية يقبل عليها نساء العمار لأنها الزي الشرعي والرسمي للقرية فهي تستر البدن بالكامل وتاريخها قديم جدا ومن الجهة الدينية شرعية، فالسيدة المرتدية لها لايظهر منها إلا الوجه والكفين، وأسعارها في متناول الجميع وغير مكلفة ومنها الغالي والرخيص، وخاصة الجلابية المخصصة للحفلات والأفراح والمناسبات، حيث يتراوح سعرها من 120 جنيها إلى 1000 جنيه حسب الاستخدامات والخامات.

جلابية العمار... مراحل التصنيع 

وأوضح أن جلابية العمار القطعة الواحدة الواحدة تحتاج 4 أمتار ونصف المتر من القماش عرض 120 سم، أو 3.5 متر عرض 150 سم، وتتكون من 4 قطع، البدن والكورنيش والصدر والأكمام، والسيدة ممكن ان تقوم بتفصيل جلابية او اتنين في العام. وأسعارها حسب نوع القماش ومنها العادية وتصل تكلفتها 120 جنيها  والسوارية للخروج والأفراح  والمناسبات تصل إلى 1000 جنيه للقطعة.

وأضاف أنه تعلم الصنعة على يد أحد الترزية القدامى، مشيرا أنها تطورت على مر العصور، خاصة في شكل الكم فكانت في البداية بما يسمى كمين ثم كم الشمسية، والآن يتم عملها بالكم العادي المتعارف عليه في العبايات والملابس العصرية، وهو ماسهل في تصنيعها، مشيرا أن الجلابية الواحدة تحتاج نصف يوم عمل لإنجازها والترزي الماهر يصنع اثنين في اليوم فقط لأنها تأخذ مشقة في تفصيلها وتصميمها.

جلابية العمار.. تجذب النساء لمهنة الخياطة بالقرية 

وأكد أن عددا كبيرا من سيدات القرية ومنهن ابنته، اتجهن للعمل في تفصيل جلابية العمار ومنافسة الرجال من أجل أن يكون لديهن دخل خاص ويساعدن أزواجهن موضحا «البعض مثل ابنتي تساعدني في محلي وأجرة الجلابية الواحدة مابين 40 جنيه للعادية إلى 100 جنيه للسواريه التي من الممكن أن تحتاج الواحدة منها يوم كامل للتفصيل والتجهيز لأنها صعبة وبها تفاصيل أكثر ومشقة».

وأوضح أن السيدات في القرية تفضلن القطيفة الخليجى بألوانها الزاهية بجانب أنواع أخرى مثل المرمر والستان والكريشة، والإقبال عليها حسب الذوق، مشيرا أن بعض فتيات الجيل الجديد بدأن الاتجاه للملابس العصرية والعبايات العصرية ولكن هذا لم يؤثر على طابع لبس سيدات القرية لهذه الجلابية، مؤكدا أن الكثير من فتيات القرية الأقل من 16 عاما، تفضل تفصيل هذا النوع من الجلاليب، مشيرا أن مميزاتها مريحة ولاتبرز جسمهن  بخلاف العبايات المجسمة قائلا «علماء كتير من مشايخ القرية والقرى المجاورة أكدوا أنها زي شرعي».


مواضيع متعلقة