بسبب فيديو.. «حلمي ووليد» ضحايا حملة على «فيسبوك» اتهمتهما بالتحرش

05:28 م | الجمعة 02 يوليو 2021

طفلان لم يتجاوزا 15 عاماً من عمرهما، حرمهما القدر من أسرتيهما، وأصبحا مشردين في شوارع محافظة الفيوم، وبدلاً من حمل الألعاب تلوثت أيديهما بحمل القمامة ليلاً ونهاراً، رغم ذلك لم يرحمهما القدر، وتعرَّضا للظلم مرة أخرى، بعدما التقط لهما شخص مجهول فيديو خلال مزاحهما مع صديقتهما «فاطمة»، ونشره على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ليتهمهما بالتحرش بالطفلة، مما أثار غضب رواد السوشيال ميديا الذين تداولوا الفيديو سريعاً، وطالبوا الأمن بسرعة ضبطهما وتقديمهما للعدالة، ليتعرضا للظلم مرة ثالثة بوضع «الكلبشات» في يديهما النحيلتين.

حكاية طفلين ظلمتهما الحياة و«الفيسبوك»

علامات خوف ورعب تكسو ملامحهما، أيادٍ نحيلة وُضعت حولها «الكلبشات» وأجساد متسخة أعياها وأرهقها العمل في جمع القمامة والنوم على الأرصفة، يجلس الطفلان «حلمي»، 15 سنة، و«وليد»، 14 سنة، في قسم شرطة أول الفيوم، منتظرين مصيرهما المجهول، بعدما تم تحرير محضر مشاجرة لهما طبقاً لاعترافات زميلتهما «فاطمة»، التي عُرفت إعلامياً بـ «فتاة الفيوم»، التي أكدت أمام الرائد حسين فؤاد، رئيس المباحث، أنّهما صديقاها وأنهم تشاجروا معاً بسبب أولوية جمع القمامة، نافيةً تعرضها للتحرش منهما، كما أنّها ضربتهما، وأنهم يلهون ويتشاجرون معاً بتلك الطريقة يومياً.

فيديو على «فيسبوك» يدمر حياة ثلاثة أطفال

وأكدت مصادر أمنية أنّ الأطفال الثلاثة يشعرون بخوف شديد منذ القبض عليهم صباح اليوم، ويحاولون طمأنتهم، كما أنّهم يخشون أن يتعرضوا للحبس، أو يجرى وضعهم في الأحداث، وأنّهم يستعطفون الضباط لتركهم يرحلون مرددين عبارة «كنا بنلعب والله واتخانقنا علشان جمع الزبالة واحنا متعودين على كده»، مُؤكدين أنّهم لا يعلمون شيئاً عن الفيديو ولا يمتلكون هواتف محمولة ولا يعرفون من قام بتصويرهم، فهم يجمعون القمامة من ميدان المسلة يومياً ويلهون ويلعبون معاً قليلاً قبل العودة إلى مقلب القمامة.

مطالب بإنقاذ أطفال فيديو التحرش بفتاة الفيوم

وطالب أهالي محافظة الفيوم بضرورة إيداع الأطفال في إحدى مؤسسات الرعاية أو دور الأيتام، والاهتمام بتنظيفهم وتعليمهم بدلاً من عملهم في جمع القمامة وتشردهم في الشوارع، حتى لا يقسوا عليهم الآخرون مثلما حدث بنشر فيديو يتهمهما بالتحرش رغم براءتهما من تلك التهمة المشينة.