رسالة نادرة من جمال عبدالناصر لطالب عربي: معروضة للبيع بـ23 ألف جنيه

02:43 م | الجمعة 02 يوليو 2021

ورقة بيضاء ترك عليها الزمن بصماته، فأصبحت باهتة إلى حد ما، ينتشر في أطرافها قليل من السواد، تكاد تشم رائحة عبق الزمان عند رؤيتها، فقد مر عليها عقود طوال، حيث يعود عمرها لأكثر من 65 عاما، وتحديدا حين كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، رئيسا للوزراء.

تلك الورقة كانت رسالة نادرة من «عبد الناصر» لطالب عربي كان يدرس في مصر، عُرضت مؤخرا للبيع على موقع «ebay» التجاري، وبرفقتها صورة له تحمل توقيعه، مقابل مبلغ خيالي يصل إلى 1500 دولار، أي ما يعادل 23 ألفا و500 جنيه مصري.

محتوى رسالة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

رسالة «عبد الناصر» كانت ردًا على رسالة أخرى من أحد الطلاب المغتربين بمصر، حيث طلب منه إرفاق صورة له موقعة منه، وهو ما رد عليه الرئيس الراحل بورقة كُتبت «البسملة» أعلاها، وعلى يمينها «رئاسة مجلس الوزراء»، وأسفلها «مكتب الرئيس».

وجاء نص رسالة جمال عبد الناصر كالآتي: «الطالب النابه محمود حسين قهوجي، تحية طيبة وبعد.. فأشكر لك رسالتك الكريمة التي عبرت فيها عن الذكرى الطيبة التي تكنها لمصر بعد إقامتك فيها دارسا أربع سنوات.. وأن مصر الوفية لإخوانها في العروبة، لتبادلك ودا بود».

واستكمل «عبد الناصر»: «وإليك صورتي موقعًا عليها هدية مني تلبية لرغبتك.. والله أكبر والعزة للعرب»، وكتبت الرسالة في تاريخ 23/6/1956، وأكد بائع الرسالة القيمة، من خلال الموقع أن الرسالة والورقة بحالة جيدة، وهي أصلية.

مفارقة بعد كتابة الرسالة

المفارقة العجيبة في هذه الرسالة هي تاريخها، فإمضاء الرسالة كان يوم 23 يونيو، أي يوم الاستفتاء على الدستور، وبعدها بيوم، تولى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية.

الصورة نشرها حسام علواني، منتج سينمائي ويهوى جمع الأوراق القديمة والمقتنيات القيمة، والذي أكد أن صاحب العرض هو شخص أردني الجنسية، بحسب معلوماته في موقع «ebay»، ويؤكد «علواني» لـ«الوطن»: «أنا بدخل على إيباي بشكل مستمر وبشوف الأوراق المعروضة للبيع اللي بتدخل في إطار التذكار والأشياء اللي بيحصل عليها السائح عشان تذكره بالمكان، والنهاردة لاقيت الجواب ده معروض من حد من الأردن عارضه للبيع والجواب كان مرسل للطالب ده كان بيدرس في مصر».

اقرأ.. «حسام» غاوي ورق قديم: بلف كل الأسواق علشان أشتريه لأنه بيعرفني الأسرار

يحكي «العلواني» عن سبب هوايته: «الأوراق القديمة عالم في حد ذاته، وبتديك فرصة تبص للزمن بشكل مختلف بعيدا عن الأحكام المسبقة وبدون رغبة في إصدار أحكام، وبتفتح لك عوالم وشخصيات وأحداث هي جزء أساسي من النسيج المشكل لمصر الحديثة».