بدايات بعد الـ60.. «نجم» صمم لوحة «القدس لنا» يدويا فكرّمه سفير فلسطين

بدايات بعد الـ60.. «نجم» صمم لوحة «القدس لنا» يدويا فكرّمه سفير فلسطين
- فلسطين
- القدس
- رسم الخط العربي
- تعليم رسم الخط العربي
- سفارة فلسطين بالقاهرة
- سن المعاش
- هوايات بعد الستين
- هوايات بعد المعاش
- فلسطين
- القدس
- رسم الخط العربي
- تعليم رسم الخط العربي
- سفارة فلسطين بالقاهرة
- سن المعاش
- هوايات بعد الستين
- هوايات بعد المعاش
ثقافة العمر الضائع في بلادنا بعد سن المعاش حوّلها «محمد نجم» إلى حياة جديدة استغل فيها حسّه الفني وهوايته في تشكيل الديكورات وخط لوحات تكاد تنطق من جمالها، حيث يقضي ساعات طويلة من يومه في غرفته، يعكف على إحياء فن كاد أن يندثر مع تطور البرامج الإلكترونية، حبًا في الفن واستفادة من وقت فراغه بما ينفع، حتى تمكّن من رسم الخط العربي يدويًا.
«كنت موظف وليا روتين حياتي العملية، وفجأة لقيت نفسي قاعد في البيت وكان لازم أشغل وقتي بالحاجات اللي بحبها»، يقول الرجل الستيني في بداية حديثه لـ«الوطن»، عن هوايته في تصميم قطع ديكورات ورسم لوحات بالخط العربي بعد بلوغ سن المعاش.
بعد سن المعاش بدأ هواية رسم الخط العربي
قرابة 5 سنوات مضت على بلوغ الرجل السكندري سن المعاش، حوّلهم إلى مساحة لممارسة هواياته التي كثيرا ما حرمه انشغاله في عمله من الاستمتاع بها، بدأ يخط بأنامله لوحات بالخط العربي وأيات قرآنية، بعد دراسته لهذا النوع من الخط 4 سنوات كاملة أثناء وظيفته لمدة 35 عاما في إدارة المخازن بوزارة الصحة بالإسكندرية: «درست الخط العربي في دبلومة بأكاديمية الخط العربي وبحب أطور هوايتي دايما»، وفور بلوغه سن المعاش بدأ بممارسة تلك الهواية من أجل استغلال وقت فراغه دون النظر إلى بيع اللوحات بمقابل مادي من عدمه.
تصميم رسم الخط «يدوي» ويستغرق يومين
لم يركن الأب الستيني إلى استخدام برامج الحاسب الآلي المخصصة للخط الكوفي الهندسي، يمسك فرشاته ويخط بنفسه تلك الخطوط الصعبة والمعقدة، «الجيل الجديد كله بيستخدم برامج الكمبيوتر للخط الكوفي الهندسي لكن أنا بحب أرسمه بإيدي ممكن التصميم ياخد يومين كاملين وبعدها ابدأ في الرسم» حتى صمم العديد من اللوحات بالخط الكوفي الهندسي.
التقدير المعنوي أهم من الفلوس
اعتاد «نجم» المشاركة في المعارض الفنية الصغيرة، حتى قادته الصدفة ذات يوم للمشاركة في أحد المعارض التي خصصها القائمين عليها لدعم قضية فلسطين في الأسبوع الأول من يونيو الجاري تحت شعار« فلسطين في القلب» بمشاركة أكثر من 40 فنان تشكيلي بالقاهرة.
«القدس لنا» هي اللوحة التي رسمها العجوز الستيني بالخط الكوفي الهندسي بيده وشارك بها في المعرض، حتى فوجئ بإعجاب وفد ملحق السفارة الفلسطينية بالقاهرة وعلى رأسهم السفير الفلسطيني «عجبتهم جدا لأنها مرسومة يدوي مش برنامج كمبيوتر» حسب تعبيره.
وسط حضور مسؤولي السفارة الفلسطينية نال الرجل شهادة تقدير من السفير، «التقدير المعنوي أهم عندي من بيع اللوحات»، وبحسب قوله، أشاد بلوحته التلفزيون الفلسطيني الرسمي الذي أجرى معه لقاء بعد التكريم.
ليس الخط العربي فقط هو ما يجيد الأب الستيني ممارسته كهواية، بل يجول الأسواق لجمع أشكال التحف الفخارية، يعود إلى بيتها محملًا بأكياس منها ويبدأ في إضافة لمسات فنية إليها: «بدخل على قطعة الديكور المياه والخضرة، ومن خلال محركات صغيرة لرفع المياه، تتحول قطعة الفخار إلى نافورة مياه متحركة».
هوايات الأب والجد الستيني لم تقتصر عند تحويل قطع الديكور لمجسمات ممتزجة بالطبيعة، ولا عند رسم لوحات بالخط العربي، بل يقضي «نجم» ساعات طويلة من يومه في مكتبته، غارقًا بين عشرات الكتب التي يقتنيها، بين كتب الأدب والعولمة والدين، وبحسب تعبيره، كثير من الناس يغفل استغلال سن ما بعد الستين في ممارسة الهوايات التي حرمتهم الوظيفة من ممارستها.