من تنفيذ الجريمة للإحالة للمفتي.. القصة الكاملة لقتل «أدهم ذبيح الدقهلية»

10:05 م | الاثنين 28 يونيو 2021

بهدوء شديد مستغلاً مشاعر الأبوه، قدم العصير إلى ابنه، بعد أن وضع له منوم به، وأخذه في سيارة استأجرها، وانطلق بها من قرية «طناح»، بدائرة مركز المنصوةر، في محافظة الدقهلية، متوجهاً به إلى إحدى المناطق النائية، وفي الطريق، توقف أمام صيدلية، واشترى منها مشرطاً طبياً، حتى وصل إلى قرية «ديبو عوام»، وانحرف بسيارته إلى منطقة زراعية، ولما تأكد أنه ابتعد عن أعين النار، جر ابنه «أدهم» النائم بفعل المنوم، ووضعه على التراب، ونزل علي رقبته بالمشرط الطبي يحز به عنق طفله حتى تأكد من وفاته، فتركه مكانه وانطلق عائداً إلى بيته وزوجته، يسأل عنه ابنه.

أحداث كثيرة شهدتها قضية مقتل الطفل «أدهم ذبيح الدقهلية»، على يد والده في قرية «طناح»، التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، والتي انتهت اليوم، بقرار محكمة جنايات المنصورة، بإرسال أوراق القضية إلي فضيلة المفتي لاستطلاع رأيه الشرعي في قرار إعدام الأب.

والد الطفل يستغيث باختفاء طفله علي صفحات التواصل الاجتماعي

بدأت أحدث القضية يوم 13 يناير الماضي، بكتابة «محمود ح. ع.»، والد الطفل «أدهم»، 13 سنة، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» منشوراً يطالب أهالي قريته «طناح» بمساعدته في البحث عن ابنه، وبهدوء شديد أكد لوالدة الطفل أنه يبدو أن ابنهما لن يعود مرة أخرى، وخرج من البيت مدعياً البحث عن ابنه، وعاد في الفجر، ليخبر زوجته أنه لم يجد الطفل.

ورود بلاغ بالعثور علي جثة طفل

وفي صباح يوم 14 يناير 2021، تلقى اللواء رأفت عبد الباعث، مدير أمن الدقهلية، إخطاراً من اللواء مصطفى كمال، مدير مباحث الدقهلية، بوورد بلاغ إلي مأمور مركز شرطة المنصورة من بعض الأهالي بقرية «ديبو عوام» بالعثور على جثة طفل بقطعة أرض زراعية موازية للطريق الفرعي «المنصورة - طناح»، وتأكد لرجال المباحث أنها نفس أوصاف الطفل المختفي في قرية «طناح»، وتم استدعاء والد الطفل وتعرف علي الجثة.

الأب ينكر معرفة سبب اختفاء ابنه

سأل ضباط مباحث مراكز المنصورة والد الطفل، فأكد أن نجله خرج إلي صالة ألعاب رياضية في القرية واختفى بعدها ولم يعلم عنه شيئاً، وأنه لم يبلغ باختفائه لأنه كان يبحث عنه، وأن نجله كان يعاني من فرط في الحركة «كهربا زايدة» وتوقع أن يعود إلي البيت.

تضاربت أقوال الأب مع أقوال الأم التي أكدت أن زوجها طلب منها إرسال المحفظة الخاصة به مع «أدهم» وأنه منتظره، وبعدها لم يظهر الطفل.

كشف الحقيقة بعد 3 أيام

مرت 3 أيام متصلة، جميع أهالي القرية يتابعون ما يحدث ويترقبون الكشف عمن فعل هذه الجريمة الشنعاء التي لم يري قريتهم مثلها، وذهب الجميع إلي صفحات التواصل الإجتماعي يعبر عن غضبه عما حدث ويطالب بسرعة الكشف عن مرتكب هذه الجريمة البشعة، لتأتي تحريات المباحث بأن مرتكب الواقعة وهو والد الطفل.

حركة سيارة استأجرها الأب تكشف تفاصيل الجريمة

تتبع فريق البحث حركة السيارة التي استأجرها والد الطفل، وتوصلوا إلي أنها توقفت أمام صيدلية وبسؤال الصيدلي الموجود بها أكد أن الشخص الذي نزل من السيارة اشتري مشرط طبي ومناديل و قطن منها، وهو يشبه الأداة التي استخدمت في ذبح الطفل .

تحريات المباحث تثبت تورط الأب

وبمواجهة الأب بتحريات البحث أدلى باعتراف تفصيلي للجريمة، وأنه هو من طلب من زوجته أن ترسل له «أدهم» ومعه محفظته ومفاتيحه، وأخذه في سيارة مستأجرة، وتوقف أمام صيدلية واشتري مشرط طبي وقطن ومناديل، وكان معه حبوب منومة، أعطاها لابنه في عصير حتى نام في المقعد الخلفي للسيارة، وأنه هو من نحر ابنه بالمشرط الطبي الذي اشتراه من الصيدلية، وألقاه في أرض زراعية علي الطريق الواصل بين قريتي «ديبو عوام- وميت عوام».

إحالة الأب إلي محكمة الجنايات

وأمرت النيابة العامة حبس الأب 4 أيام علي ذمة التحقيقات في المحضر رقم 591 لسنة 2021 إداري مركز المنصورة، ثم تم تجديد حبس الأب، إلي أن تمت إحالته إلي محكمة الجنايات ، وجاء بأمر الإحالة أن المتهم اختمرت في ذهنه نية التخلص من الطفل، وأعد لذلك السيارة رقم «د ج و 8339»، التي استأجرها لهذا الغرض، وقام باصطحابه بداخلها بعيداً عن أعين الرقباء، وأعطى له قرصاً منوماً حتى استغرق في نعاسه، فتوجه صوب إحدى الصيدليات، واشترى منها مشرطاً طبياً، وقام بجز عنق الطفل، محدثاً به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، التى أودت بحياته، على النحو المبين في التحقيقات.

إرسال أوراق المتهم إلي فضيلة المفتي

وعقدت الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات المنصورة اليوم جلسة محاكمة المتهم، وناقشته وناقشت الزوجة، ثم استمعت إلي مرافعة الدفاع لتخرج في النهاية بقرارها بإرسال أوراق قضية المتهم إلي فضيلة المفتي لاستطلاع رأيه في قرار إعدامه، وحددت جلسة النطق بالحكم اليوم الثاني من دور شهر يوليو المقبل.

جلسة النطق بالحكم