«تمكين الشباب».. الدستور منحهم التمثيل العادل فى البرلمان

09:47 م | الاثنين 28 يونيو 2021

فتحت ثورة 30 يونيو الباب نحو تمكين حقيقى للشباب بعد سنوات كثيرة من التهميش، وقد أولت الدولة المصرية، متمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، اهتماماً كبيراً بتمكين الشباب فى المناصب والوظائف، وظهر هذا جلياً فى تولى الكثير من الشباب مناصب نواب المحافظين، ووجود نخب شابة فى البرلمان وبعض الوظائف القيادية الأخرى. وكانت شرارة الاهتمام فى دستور 2014 الذى نصت مادته 244 على تمثيلهم بشكل ملائم وعادل فى البرلمان، واتضح ذلك من خلال قانون الانتخابات 5 يونيو 2014 بتخصيص 16 مقعداً للشباب فى القوائم الانتخابية.

إطلاق سلسلة لقاءات دورية تحت عنوان «أبدع انطلق»..ومؤتمرات الشباب أصبحت متنفساً يعبرون فيه عن آمالهم وتطلعاتهم

البداية كانت فى عام 2016 الذى تم تخصيصه للشباب المصرى فى إطار الحرص على الاستماع لآراء الشباب، وفى العام ذاته تم الإعلان عن إطلاق سلسلة من اللقاءات الدورية تحت عنوان «المؤتمر الوطنى للشباب.. أبدع انطلق»، وأصبحت مؤتمرات الشباب متنفساً يعبّرون فيه عن آمالهم وتطلعاتهم. وفى إطار تنفيذ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى انعقد المؤتمر الوطنى الدورى الأول للشباب، فى ديسمبر 2016، على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة نحو 1000 شاب وفتاة، ثم جاء المؤتمر الوطنى الدورى الثانى للشباب بمدينة أسوان فى يناير 2017، بمشاركة 1300 شاب وفتاة.

إنشاء «الأكاديمية الوطنية» لإعداد كوادر سياسية وإدارية

واستمرت الدولة فى دورها الفعال لتمكين الشباب، حيث عُقد المؤتمر الوطنى للشباب لأكثر من 7 مرات، فضلاً عن فكرة انطلاق منتدى شباب العالم فى نسخته الأولى بمدينة شرم الشيخ عام 2017 بناء على الدعوة التى أطلقها الرئيس السيسى خلال المؤتمر الوطنى الرابع للشباب، بدعوة شباب من مختلف دول العالم للمشاركة فى «منتدى شباب العالم» لينقل للعالم رسالة سلام وتنمية ومحبة من أرض مصر، وفى شهر نوفمبر عام 2018 انطلق منتدى شباب العالم فى نسخته الثانية تحت مظلة الأكاديمية الوطنية للتدريب بمدينة شرم الشيخ، حيث شهد زيادة كبيرة فى أعداد مَن سجلوا لحضور فعالياته مقارنة بالنسخة الأولى 2017.

أما النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم، التى انطلقت خلال الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر 2019، فقد شهدت 22 جلسة مكثفة عن مختلف القضايا والتحديات الدولية والإقليمية والقارية، مع مناقشة رؤى الشباب المشاركين حول حلول هذه التحديات. وبدأ التمكين السياسى للشباب فى برلمان 30 يونيو، حيث استحوذ الشباب على ثلث المجلس بـ185 نائباً، وشهد برلمان 2021 مشاركة قوية من الشباب، وأصبح هناك وجود لشباب واعد يقدم سياسة بمفهوم جديد تحت مظلة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بعدد مقاعد فى غرفتى البرلمان، سواء النواب أو الشيوخ، وصل إلى نحو 48 نائباً يعبّرون عن صوت الشباب والأمل الحقيقى لمستقبل أفضل للشباب.

«التنسيقية» صوت حقيقي للشباب في المناصب النيابية والتنفيذية

ويُعد برلمان 2021 ترجمة حقيقية لتمكين الشباب والمرأة بهذا الأمر، حيث إن هناك قفزة ضخمة فى تمثيل المرأة والشباب بما يقارب 50% من تركيبة المجلس الجديد مقابل 20% فى 2015 وغياب شبه كامل عن كل المجالس السابقة. وقد اعتلى العديد من شباب البرنامج مناصب قيادية على جميع الأصعدة وفى مختلف الأنحاء، ومن بينهم الذين تولوا مناصب معاونى المحافظين فى عدة محافظات فى حركة المحافظين فى أغسطس 2018، قبل أن يتم تعميم التجربة فى حركة المحافظين التى أُعلنت فى نوفمبر 2019.

وصدر قرار جمهورى عام 2017 بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب التى يطمح الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أن تصبح المصدر الرئيسى لاختيار القيادات وكبار المسئولين فى الدولة، وتزويد الجهاز الإدارى باحتياجاته من الموارد البشرية المدرَّبة وفق أفضل المناهج العلمية، ومن أجل بلوغ هذا الهدف الاستراتيجى حددت الأكاديمية 13 هدفاً فرعياً تعمل على تحقيقها، يأتى فى مقدمتها تجميع طاقات الشباب فى عمل وطنى يفيد الدولة ويبنى نهضتها، ونشر الوعى الثقافى والاجتماعى والدينى والسياسى بين قطاعات الشباب، والإسهام فى إعداد الأنظمة والسياسات الحكومية، لتصبح أكثر ملاءمة مع احتياجات الشباب.

وتهدف «الوطنية للتدريب» إلى إعداد كوادر سياسية وإدارية قادرة على معاونة الدولة فى مهامها، وتنمية قدرات ومهارات الشباب، ليكونوا شريكاً أساسياً وفعالاً فى الحكم المحلى، وبناء شراكات مجتمعية تنموية فاعلة مع كافات القطاعات (العام، الخاص، الأهلى)، وتوعية الشباب بالأخطار والتحديات التى تواجه الدولة، وتنمية مهارات الشباب وتأهيلهم لتلبية احتياجات سوق العمل، وكذلك التوعية بالدور المجتمعى فى مواجهة كافة أنواع الأخطار التى تواجه الدولة، والاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة وتنمية مهاراتهم فى جميع المجالات لدمجهم فى المجتمع.