نص كلمة أبو الغيط في المؤتمر الوزاري حول سوريا المنعقد بروما

كتب: الوطن

نص كلمة أبو الغيط في المؤتمر الوزاري حول سوريا المنعقد بروما

نص كلمة أبو الغيط في المؤتمر الوزاري حول سوريا المنعقد بروما

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال كلمته في المؤتمر الوزاري حول سوريا، المنعقدة في روما، اليوم الإثنين، أن الجامعة العربية، اعتمدت مبدأين أساسيين في التعامل مع الأزمة السورية، الأول هو الحفاظ على سيادة سوريا وتكامل ترابها الوطني، عبر رفض التدخل الأجنبي والتواجد العسكري الأجنبي على أرضها، والثاني هو أن الحل السياسي يبقى السبيل الوحيد لمعالجة جذور الأزمة السورية.

وقال أبو الغيط في مستهل كلمته: «معالي السيد لويجي دي مايو، وزير خارجية الجمهورية الإيطالية.. معالي السيد أنتوني بلينكين، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية.. أصحاب المعالي الوزراء.. السيدات والسادة، أتوجه بالشكر إلى الوزير بلينكن على المبادرة بعقد هذا الاجتماع، ولإيطاليا على الاستضافة الكريمة».

وأضاف أمين عام جامعة الدول العربية، أن «توقيت اجتماعنا مهم لأن آخر ما يريده المجتمعون اليوم هو أن تتحول المأساة السورية إلى قضية منسية، لا مكان لها على الأجندة الدولية المُزدحمة.. وآخر ما نريده جميعا هو أن يتحول الوضع الخطير في سوريا إلى نزاع مجمد وأزمة مستديمة تدار ولا تحل».

وتابع: «لقد شهدت الخمسة عشر شهرا الماضية نوعا من الهدوء الهش، وخفض التصعيد العسكري كنتيجة لحلول مؤقتة، وأشكال مختلفة من التنسيق بين عدد من القوى التي لها وجود عسكري على الأرض السورية.. وبرغم أننا نتفق جميعا في أن أي تراجع في العنف هو أمرٌ جيد في ذاته.. إلا أن ذلك لا ينفي أن ما يتم من ترتيبات يظل مؤقتا وهشا.. ويعكس حالة نرفضها من تقسيم البلد عمليا إلى مناطق نفوذ بين قوات وجيوش أجنبية تتواجد على الأرض السورية».

وأضاف: «كما أن هذه الترتيبات لا تنفي حقيقة ما يواجهه السوريون من تدهور متسارع في كافة ظروف الحياة، بحيث صار 11 مليونا منهم –في داخل سوريا- في حاجة إلى مساعدات إنسانية وغذائية.. فضلا عن أن ما يقرب من نصف السوريين صار -للأسف- خارج سوريا».

وتابع: «لقد تبنت الجامعة العربية، ومنذ وقتٍ مبكر، مبدأين أساسيين في التعامل مع الأزمة السورية.. الأول هو الحفاظ على سيادة سوريا وتكامل ترابها الوطني عبر رفض التدخل الأجنبي والتواجد العسكري الأجنبي على أرضها.. والثاني هو أن الحل السياسي يبقى السبيل الوحيد لمعالجة جذور الأزمة السورية بدلاً من معالجة مظاهرها أو تسكين أعراضها».

وواصل: «أظن أننا جميعا، وبرغم الاختلافٍ في وجهات نظرنا حيال النزاع الدائر في سوريا، نتفق في شعورنا بخيبة الأمل إزاء عدم وجود أي تقدم على المسار السياسي لتسوية الأزمة حتى الآن.. إن المرحلة الحالية تقتضي منا التفكير بعمق في المسار والآليات التي تم اتباعها عبر العامين الماضيين لإيجاد حل سياسي للأزمة.. وما إذا كانت هذه الآليات ما زالت مناسبة.. أخذاً في الاعتبار التطورات الميدانية التي طرأت على طبيعة الصراع في سوريا وعلى موازين القوى المختلفة في هذا الصراع، وبالإضافة إلي ذلك ينبغي التفكير بجدية في اشراكٍ أكبر وأوسع في تسوية الأزمة لأطرافٍ من أصحاب المصلحة في استقرار سوريا، بما في ذلك الأطراف العربية ذات الاهتمام بالأزمة السورية، والتي تأثرت أكثر من غيرها، وعلى مستويات مختلفة، بما جرى في هذا البلد خلال العشرية الماضية». 

وأشار أبو الغيط إلى أن «سوريا بلدٌ عربي الهوية والانتماء.. بالتاريخ والجغرافيا والثقافة.. والدول الأعضاء في الجامعة العربية حريصةٌ كل الحرص على استقراره وعروبته.. والتي تبقى حقيقة راسخة برغم أية تغيرات طارئة أو محاولات لسلخ سوريا بعيدا عن عروبتها.. أو دفعها دفعا لتلبية أجندات أخرى أو مصالح إقليمية غريبة عنها».

وأكد أمين عام جامعة الدول العربية، أن «من دون استقرار سوريا، لن ينعم المشرق العربي بالاستقرار.. فما يجرى في هذا البلد، تتردد أصداؤه وآثاره فيما وراء حدوده.. ولنا في ظاهرة داعش العابرة للحدود خيرُ دليل.. كما أن آثار أزمة اللاجئين السوريين في دول الجوار ليست خافية على أحد». مختتما بقوله إن «سوريا، وطناً وشعباً، تستحق كل سعيٍ من أجل الدفع بمسار سياسي جاد، وذي مصداقية.. تتحمل فيه كل من الحكومة السورية والمعارضة بأطيافها، وكذلك كافة الأطراف غير السورية، مسئولياتها التاريخية أمام الملايين من أبناء الشعب السوري.. هذا الشعب الذي يتطلع -بعد طول معاناة - لمستقبل أفضل لأبنائه، ويسعي لتحقيق طموحاته بالعيش بحرية في بلد آمن ومستقل ومستقر.. بلا عنف أو قهر أو حروب».


مواضيع متعلقة