من فيس بوك ما قتل.. هل ظلم التاريخ ريا وسكينة بتجاهل الكفاح ضد الإنجليز؟

03:34 م | الاثنين 28 يونيو 2021

ريا وسكينة علي همام، شقيقتان، تسببتا في ذعر لمدينة الإسكندرية عام 1919، بعد اختفاء 17 فتاة وسيدة في ظروف غامضة، قبل أن يتم الكشف عن أسرار العصابة والقبض عليهما عام 1921، ورغم الأعمال الفنية والكتابات الصحفية والمؤلفات التي تناولت القصة، تظهر بين الحين والآخر كتابات على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تنسب لهما أدواراً في الحركة الوطنية التي نشطت في ذلك الوقت مع قيام ثورة 1919، والكفاح ضد الاستعمار الإنجليزي، وقتال الإنجليز، وتؤكد أن السيدتين وزوجيهما عبد العال، زوج سكينة، وحسب الله زوج ريا، اشتركوا جميعاً في قتل وخطف الإنجليز، فهل ظلم التاريخ ريا وسكينة وتجاهل قتلهما للإنجليز؟

تزامن واقعة ريا وسكينة مع ازدهار الحركة الوطنية وثورة 1919

منزل ريا وسكينة بحي اللبان بالإسكندرية

«كلام سخيف»، هكذا وصف الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب، في جامعة القاهرة، ما يُكتب عن الدور البطولي لريا وسكينة في مكافحة الإنجليز على وسائل التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، موضحًا أنهما كانتا سفاحتين اشتركتا في ارتكاب الجرائم المنسوبة إليهما تاريخياً، والمعروفة للجميع من خطف وسرقة وقتل، وهي من أبشع الحوادث التي تم الكشف عنها خلال القرن الماضي وهي وقائع حقيقية.

الكاتب الصحفي صلاح عيسى صاحب أهم مرجع يوثق جرائم ريا وسكينة

وأضاف عفيفي لـ«الوطن» أن كتاب «ريا وسكينة» للكاتب الصحفي صلاح عيسى، هو أهم مرجع وثق تلك الجرائم ويحوي تحقيقات النيابة والمحاضر الشرطية والكتابات الصحفية التي نشرت وسجلت المحاكمات، وغيرها من الشهود وهو مرجع هام وموثق يدحض أي أكاذيب يتم ترويجها تخالف الصورة الذهنية المعروفة عن السفاحتين وأسرتيهما، قائلاً :«القضية محسومة ويجب أن نعود للقراءة من جديد بعيداً عن تسطيح الأمور».

مؤخراً ظهرت الفنانة حورية فرغلي بعد إجراء عمليات تجميل في أنفها للحديث عن بطولة فيلم بعنوان «براءة ريا وسكينة»، والذي يقدم رؤية جديدة تظهر «ريا وسكينة» على اعتبار أنهما بريئتان.

ريا وسكينة أول سيدتين في مصر ينفذ فيهما حكم الإعدام

ولدت ريّا في قرية الكلح التابعة لمركز إدفو بمحافظة أسوان عام 1875، وبعد انتقال والدهما إلى كفر الزيات ولدت سكينة عام 1885، وتوفي والدهما في سن صغيرة، ثم انتقلت الأسرة إلى بني سويف ثم عادتا إلى كفر الزيات حيث كانت تعمل الشقيقتان في جمع القطن بالزراعات، وبعد زواجهما انتقلا للإقامة في حي اللبان في الإسكندرية، ومع ضيق الحال في تلك الفترة بسبب الاحتلال الإنجليزي والحرب العالمية الأولى انحرفت الأسرة ناحية العمل في الدعارة وتسهيل تعاطي المخدرات والخمور إلى أن انتهى بهما المطاف إلى خطف النساء وقتلهن والاستيلاء على مصاغهن بمشاركة محمد عبد العال زوج سكينة، وحسب الله سعيد مرعي زوج ريا.

عام 1921 نفذ حكم الإعدام فيهما كأول سيدتين يتم إعدامهم بعدها وصف الكاتب الكبير عباس محمود العقاد الشقيقتين ريا وسكينة بأنهما من أصحاب النفوس الميتة، وأصبحت السفاحتين منذ ذلك التاريخ أشهر من ارتكب الجريمة في مصر.