يوم ليك وتاني عليك.. علاء حسانين من اتهام الفخراني بالرشوة لتهريب الآثار

10:52 ص | الجمعة 25 يونيو 2021

بين ليلة وضحاها تتبدل الأحداث سريعا، من الرفاهية إلى الفقر، أو تسقط الأقنعة المزيفة لتظهر الحقيقة الفاسدة، وهو ما حدث مع البرلماني السابق علاء حسانين، الشهير بـ«نائب الجن والعفاريت»، في عهد الجماعة الإرهابية «الإخوان»، الذي تم القبض عليه أمس، لتزعمه تشكيلا عصابيا للتنقيب عن الآثار وتهريبها، بعد أن كان منذ نحو 6 أعوام الشاهد الرئيسي في قضية فساد البرلماني السابق حمدي الفخراني، رئيس جمعية مكافحة الفساد متلبسا بتقاضي رشوة.

القبض على علاء حسانين «نائب الجن والعفاريت»: 201 قطعة آثار و52 عملة

قبل ساعات، ألقت أجهزة الأمن القبض على البرلماني السابق علاء حسانين، الشهير بـ«نائب الجن والعفاريت»، في عهد الجماعة الإرهابية «الإخوان»، بسبب تزعمه تشكيلًا عصابياً للتنقيب عن الآثار وتهريبها، مستغلا الدجل ومدعيًا تسخيره للجن.

وضبطت أجهزة الأمن بحوزة البرلماني السابق المثير للجدل، على 201 قطعة أثرية، تنوعت بين عدد من التماثيل، وهم 3 تماثيل مصنوعة من البرونز أحدهم منزوع الرأس بالإضافة إلى رأس تمثال آخر صغير مصنوع من البرونز أيضا وتمثال خشبي يبلغ طوله نحو 10 سم، وتمثال حجري مقسوم إلى نصفين، ورأس تمثال مهرج من العصر اليوناني وتمثال حجري جنسي يعود للعصر ذاته، بالإضافة إلى 52 عملة مختلفة من حيث الشكل، وكان تصنيفها عبارة عن 6 عملات من البرونز و3 إبر تستخدم في الجراحة في فترة العصر الإسلامي.

وعثرت أجهزة الأمن بحوزة المتهمين، على كميات من الآثار وأماكن الحفر والمخازن المستخدمة لإيهام الضحايا بأنها مقابر أثرية تم استخراج الآثار منها، وقررت تحريز المضبوطات وتكليف ضباط إدارة البحث الجنائي وشرطة السياحة والآثار بعمل التحريات اللازمة بشأن الواقعة وتحديد دور كل متهم.

وسبق أن وجهت لنائب الجن والعفاريت، تهما بـالنصب والاحتيال، حيث وجه له ذلك الاتهام في عام 2003 برقم 12427 لتوقيعه على شيكات دون رصيد، وأيضا في شهر أغسطس 2017، حيث ألقت الأجهزة الأمنية القبض على حسانين، بعد بلاغ تقدم به رجل الأعمال حسن راتب ضده بتهمة النصب والاحتيال، والاستيلاء منه على مبالغ تقدر نحو 3 ملايين دولار.

علاء حسانين.. الشاهد الرئيسي في قضية رشوة البرلماني السابق حمدي الفخراني

«الدنيا دواره».. هي خير مثال على ما شهده البرلماني السابق علاء حسانين، الشهير بـ«نائب الجن والعفاريت»، فقبل سقوطه بيد الأمن متورطا في تهريبه للآثار، سبق أن كان هو من تقدم بالبلاغ والشاهد الرئيسي في اتهام نائب المحلة السابق حمدي الفخراني، في قضية الرشوة الشهيرة التي صدر فيها ضده حكما بالحبس لمدة 4 سنوات، وذلك في سبتمبر 2015.

وتعود تفاصيل تلك الواقعة إلى تلقي الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، بلاغا من صموئيل ثابت، رجل أعمال ومحامٍ في المنيا، وعلاء حسانين، رئيس مجلس إدارة شركة للرخام وعضو بمجلس الشعب السابق بالمنيا، اتهما ضد حمدي الفخراني، بدعوى كونه طلب مبلغ 5 ملايين جنيه على سبيل الرشوة مقابل التنازل عن دعوى قضائية سبق وقام بتحريكها ضد صموئيل ثابت لإعادة قطعة أرض مملوكة له قام بشرائها من شركة النيل لحليج الأقطان بمساحة 19285 مترا وعدم ردها للدولة.

وسلم نائب الجن والعفاريت للشرطة التسجيلات لـ4 مكالمات تم خلالها التفاوض على قيمة المبلغ وموعد ومكان اللقاء، حيث تضمن أن يخبر رجل الأعمال وزميله البرلماني السابق بالمنيا الفخراني بتسليم المبلغ داخل شقة علاء حسانين، بمدينة الشيخ زايد بـ6 أكتوبر، وأثناء عملية التسليم ألقى حينها العقيد محمد عبدالله والمقدم محمد عمارة والرائدان علاء رحمو وأحمد جمال، القبض على الفخراني متلبسا.

وخلال التحقيقات، قال «حسانين»: «عندما علمت بأمر الرشوة، أبلغت جهات أمنية وسيادية بها، فطلبت مني التدخّل ومجاراة الفخراني، لحنكتي السياسية، وقدرتي على إدارة الموضوع، وقال لي أحد المسؤولين بالنص: أنت تقدم خدمة للبلد، خصوصا أنك تعرف (الفخراني)، ورجل الأعمال صاموئيل زكي، وكان الأول اتصل بي وطلب مني التوسُّط لدى الثاني، للتنازل عن قضية (حليج الأقطان)، مقابل الحصول على رشوة 5 ملايين جنيه منه، وهناك شخصية سياسية مهمة، ساعدتنا في إلقاء القبض على (الفخراني) لن أفصح عنها، وأجرت اتصالات مع جهات سيادية عليا، لضمان سير القضية بشكل صحيح، وعدم حدوث خطأ لو بنسبة 1%، واستغرق الأمر نحو 14 يوما، إلى أن تقرر عقد لقاء بين طرفي القضية في بيتي، في وجود أسرتي وأولادي، ولم يكونوا يعلمون عنها شيئا».

وزعم حينها «حسانين»، تلقيه تهديدات بالقتل من مجهولين عبر اتصالات هاتفية، بعد أن أبلغ عن القضية، مضيفاً: «إنني أواجه عصابة، وهذا حقي، بعد أن قدمت خدمة للبلد، دون أن تكون لي ناقة أو جمل، وأنا كفيل بحماية نفسي بالسلاح، ولي عزوتي، لكنني لا أريد مخالفة القانون، خصوصا أن وزير الداخلية كان يتابع القضية معي خطوة بخطوة».