غذاء مصر.. القطن أولى من الصويا
- الخميس والجمعة
- العلوم الإنسانية
- اللغة العربية
- النخبة السياسية
- تمكين الشباب
- صنع القرار
- لقاء مفتوح
- مدير مكتب
- مصطفى الفقي
- مكتبة الإسكندرية
- الخميس والجمعة
- العلوم الإنسانية
- اللغة العربية
- النخبة السياسية
- تمكين الشباب
- صنع القرار
- لقاء مفتوح
- مدير مكتب
- مصطفى الفقي
- مكتبة الإسكندرية
لا أحد يشك فى أن معاهد ومعامل وأقسام البحوث فى مراكز البحوث والجامعات المصرية، تعمل جاهدة منذ عشرات السنين على مشروع سد الفجوة الغذائية، التى بلغ قوامها نحو 160 مليار جنيه، منذ أكثر من خمسة أعوام.
ولا أحد من المتخصصين فى «ضرب الودع»، قادر على التخمين أو وضع تصور لما يمكن أن يحدث لهذه الفجوة، ضيقاً أم اتساعاً، خلال المدى الزمنى المقدر بنحو 10 أعوام من الآن، على الرغم من بدء الخطوات الجادة، التى منها: التوصية بزيادة مساحات فول الصويا المزروعة فى مصر، كحل أمثل لإنتاج الزيوت، الأكثر ظهوراً على منحنى العجز، حيث نستورد منها نحو 95% من استهلاكنا.
وللحالمين بسد فجوة زيوت الطعام من محصول فول الصويا، لا نصح ولا إرشاد، إلا بالتذكير بما كنا نملكه فى هذا المضمار، والتعرض لمؤامرات دنيئة، أسقطت تاجه من على رأس مصر، وهو محصول القطن المصرى، الذى كانت مصر تزرع منه أكثر من مليونى فدان، وكانت تنتج منه أكثر من 12 مليون قنطار، فهبطت مساحاته بقُدرة المخططين «الأبالسة» إلى أقل من 238 ألف فدان فى موسم 2019 ـ 2020، ولتترنح إنتاجيته عند رقم هزيل يساوى نحو 1.2 مليون قنطار فى الموسم ذاته.
هذا السقوط المزرى لتاج القطن المصرى، أصبح محل اهتمام أعظم الدول الرأسمالية فى العالم، حيث زفت وزارة الزراعة الأمريكية خبراً مفاده أن موسم 2020 ـ 2021، سوف يشهد تراجعاً فى المساحة عن الموسم الماضى بنحو 35%، لتقف عند نحو 155 ألف فدان، ليتبعه تراجع الإنتاجية بنحو 30%، لتقف عند حدود 936 ألف قنطار.
والمهم فى اهتمام وزارة الزراعة الأمريكية بهذه الإحصاءات، هو أن فى «مصيبتنا عدة فوائد لهم»، لعدة نقاط نوجزها كما يلى:
ـ زراعة القطن تنتج محصولاً رباعى الفائدة، (استصلاح الأرض، الحصول على أغلى وأنقى الألياف النسيجية، وزيت البذرة، ثم تفلة البذرة التى تُستخدم فى صناعة أعلى الأعلاف الحيوانية قيمة «الكسبة»).
وفى هذه النقطة فوائد ينبغى ألا تظل فى «جعبة» مصر.
- نسبة الزيت فى قشرة بذرة القطن تتراوح بين 15 و20% من وزنها، فإذا أخذنا النسبة الأقل، لعرفنا كم كانت مصر تحصل على زيت الطعام من نحو 12 مليون قنطار قطن، تحتوى على نحو 10.5 مليون طن من البذور، وهذا يعنى أن مصر كانت تستخلص منها نحو 1.5 مليون طن زيت، وهى تساوى 75% من حجم استهلاك مصر الحالى من الزيوت، بخلاف 3.7 مليون طن بذور زيتية تستوردها من الخارج.
ـ إنتاج مصر من الفول الصويا فى أكثر تقديراته، لا يزيد على طن لكل فدان، وزراعة 300 ألف فدان من الصويا، وهو الرقم المستهدف حالياً، لا ينتج على أكثر تقدير، سوى 250 ألف طن بذور، ثنائية الغرض (زيت وكسبة)، وهى كمية تعطى نحو 53 ألف طن زيت فقط.
ـ إنتاجية فدان القطن للفلاح، لا تقل عن 8 قناطير فى المتوسط، ومع الخسارة يمكن أن يحقق نحو 24 ألف جنيه، لكن ناتج محصول فدان فول الصويا، لا يزيد على 6 آلاف جنيه.
ـ مصر تستورد ما يزيد على 9 ملايين طن ذرة لاستخدامها فى صناعة الأعلاف، مع إمكانية الاستغناء عنها بإحلال بذرة القطن بدلاً منها، حيث تحتوى الأخيرة على نسبة بروتين لا تقل عن 24%، وهى نسبة مربحة جداً لمُصنّعى الأعلاف، ومُربّى الماشية.
ـ وأخيراً: زراعة القطن، سوف تحقق الجدوى من وجود مجلس للمحاصيل الزيتية فى أحد معاهد مركز البحوث الزراعية، يعمل كطاحونة، ذات ضجيج مرتفع، دون أن نحصل من خلف ماكينته الطنانة على ذرة طحين.