«حمودة» من بائع خضار متجول إلى مدرس جامعي: مفيش أحلى من الشغل الحلال

«حمودة» من بائع خضار متجول إلى مدرس جامعي: مفيش أحلى من الشغل الحلال
منذ وعت عيناه على الدنيا وجد نفسه في بيئة سوية مليئة بالسعادة، والداه زرعا في قلبه وأخوته بذور الحب والخير، ويشاء القدر أن تمر أسرته بظروف صعبة للغاية ليصبح «حمودة» بائع خضار متجول بالأقصر، ويبدأ رحلة كفاح مليئة بالصعاب لا يثنيه عنها شيئا مستعينا بالصبر بالله وبتشجيع والدته له على تخطي الصعاب وعدم اليأس ليصبح الشاب الثلاثيني بائع خضار متجولا ودكتورا جامعيا.
حمودة عبدالغفار ياسين، شاب يبلغ من العمر 36 عاما، نشأ في محافظة الأقصر، ولديه 4 أشقاء أخرين، منذ عام 1989، عانت أسرته من فترة صعبة بعدما عاد والده من العراق وكان متعبا للغاية، لتقرر والدة «حمودة» توجيه أبنائها الـ5 إلى العمل والكفاح والاعتماد على أنفسهم وعدم الاستسلام للحالة المعيشية فكان الحل في بيع الخضروات والتجول بها.
يروي «حمودة » لـ«الوطن»، أن قصة كفاحه بدأت منذ فترة الثمانينيات وبرعاية وتشجيع وحماس والدته أصبح شابا يعتمد عليه «والدتي بدأت تنصحنا وترشدنا وتشتغل وتتعب معانا وكانت تجبلنا الخضار وأحنا نبيع، كان أدامنا طريقين، الحلال وأنك تاكل من عرق جبينك وتعتمد على نفسك بعد ربنا، أو طريق تاني ملناش فيه، وبعد تجارة الخضار كنت أروح الكتاب أحفظ القرآن، وربنا أمر بالسعي والكسب والحلال».
رحلة شاقة من الكفاح خاضها الشاب الثلاثيني متجولا بالخضروات وظلت مستمرة معه حتى المرحلة الجامعية فكان ينهي دراسته ثم يتوجه لبيع الخضروات لا يثنيه عن البيع شيئا فهو رجلا تربى على مباديء وقيم وظل على تلك الحال حتى عام 1996، « كنت بروح امتحن وارجع أبيع خضار واعتمد على نفسي، وكنت من أوائل الناس في الجامعة وبرضو أخلص الامتحانات وارجع من جامعة قنا ابيع وأشتغل».
لعبت والدة «حمودة» الدور الأعظم في نشأته وتربيته وأخوته، فدعمته ووقفت بجانبه في رحله تعليمه وعلاجه أيضا من شلل الساق اليسرى الذي أصابه، وحصل على الماجستير في عام 2012، ثم حصل على جواب تعيين في وزارة التربية والتعليم كمدرس، وفي عام 2014 تم تعيينه مدرسا مساعدا بكلية الأداب قسم الجغرافيا بجامعة الوادي الجديد، ولم يقف حلمه عن ذلك الأمر فقط بل حصل على الدكتوراة في عام 2017.
«أصحابي وزملائي كلهم كانوا واقفين جنبي وشايفني بنظرة المكافح».. بتلك الكلمات عبر المدرس الجامعي عن وقوف أصحابه بجواره، وفي عام 2012 تحول من تجارة الخضروات إلى التربية والتعليم قبل أن يصبح مدرسا جامعيا «والدي وأمي اتوفوا لكن سابوني راجل وعلموني كتير وياما وقفوا جنبي، ورسالة لكل الشباب من جد وجد والإنسان المجتهد لا يخشى إلا الله».