في ذكرى وفاة مخرج الواقعية.. صلاح أبو سيف: «السينما أعظم رسالة إعلام»

كتب: محمد عبدالجواد

في ذكرى وفاة مخرج الواقعية.. صلاح أبو سيف: «السينما أعظم رسالة إعلام»

في ذكرى وفاة مخرج الواقعية.. صلاح أبو سيف: «السينما أعظم رسالة إعلام»

تحل اليوم الذكرى الـ25  لوفاة المخرج الكبير صلاح أبو سيف أحد أهم رواد السينما المصرية، ابن صعيد مصر الذى قدم أكثر من 40 فيلما أصبحوا علامات في تاريخ السينما المصرية، وبهذه المناسبة ننشر لكم مجموعة من أهم تصريحاته التى أدلى بها فى حواراته النادرة فى البرامج التليفزيونية.

- فى الواقع أنا مدخلتش السينما إلا علشان أعبر عن المجتمع اللى كنت عايش فيه اللى كان وضع صعب قوى فى الوقت ده، الاحتلال الإنجليزى كان بيعاملنا معاملة فى منتهى القسوة، ولقيت نفسى لازم أدافع عن بلدى وفكرت أنفذ ده من خلال السياسة والمشاركة فى الأحزاب لكن ملقتش فى نفسى الكفاءة ولا المقدرة إنى أقدر أعمل ده.

- فى الأوقات دى اكتشفت السينما، لقيت إنها الوسيلة اللى ممكن أعبر بيها عن نفسى وعن المجتمع اللى أنا عايش فيه وأدافع بيه عن العدالة اللى إحنا بنطالب بيها فى هذا المجتمع.

- دخلت مجال السينما وقعدت حوالى عشر سنوات فى المونتاج اللى بيعتبر أهم عنصر من عناصر السينما، المخرج أو السينمائى اللى ميعرفش مونتاج مينفعش فى الشغلانة، لدرجة أيام السينما الصامتة كانوا بيقولوا الفيلم بيعمله المونتير لأن المخرج بيعمل المادة ويقدمها للمونتير اللى بيعمل منها فيلم.

- فى السنوات العشرة دى عملت أفلام كبيرة جدا وتعاملت مع مخرجين كبار منهم كمال سليم، يوسف وهبى، أحمد بدرخان ومن التجارب دى اتعلمت السينما ودخلت عالم الإخراج بدأت بالأفلام القصيرة وأول فيلم طويل عملته سنة 1945.

- فى البداية أخرجت خمسة أفلام متنوعة رومانتيكى وتاريخى «مغامرات عنتر وعبلة» وفيلم مشترك مع إيطاليا اسمه «الصقر» نسخة مصرية ونسخة إيطالية اشترك فيها نجوم كبار والأفلام دى صنعت لى اسم كويس كمخرج.

- بعدها جالى 17 فيلما تجاريا بغرض الربح لو عملتهم كنت روحت فى داهية لو كنت فكرت فى الفلوس بس، لكنى حسيت اسمى اتصنف إنى مخرج جيد وبدأت أفكر فى عمل فيلم واقعى عن المجتمع واحقق حلمى اللى دخلت عالم السينما بسببه.

- كان عندى موضوع فيلم «لك يوم يا ظالم» وعرضته على ستوديو مصر اللى أنا واحد من أبنائه واترفض لأن البطل كان شرير ودى كانت حاجة جديدة وعرضته على منتجين كتير رفضوا وقاله ده لا يمكن يجيب فلوس.

- ورد فى دماغى ساعتها سؤال عجيب جدًا، هل أنا غلطان؟ ولا أنا صح لو أنا غلطان يبقى بلاش اشتغل فى السينما، وقررت إنى أنتج الفيلم وبيعت سيارتى ومصوغات مراتى ووصلت لدرجة إنى بعد ما خلصت الفيلم بقيت مش لاقى أكل.

- وطلع الفيلم من أحسن ما يكون نجح فنيًا وماديًا واستمريت فى عمل الأفلام الواقعية بعد «لك يوم ياظالم»، «الأسطى حسن»، «ريا وسكينة» «الوحش»، «شباب إمرأة»، «الفتوة». 

- بعدها استمريت فى عرض السينما الواقعية بس غيرت المجتمع اللى بقدمه من المجتمع الفقير بتاع الأحياء الشعبية، وعملت أفلام عن الطبقة المتوسطة اللى هى من أحسن ما يكون زى أفلام «أنا حرة، الطريق المسدود».

- الفيلم الواقعى بيفضل حي طول الوقت لكن فيلم التسلية بيخرج المشاهد منه ينسى الفيلم كله.

- عملت فيلم «لوعة الحب» بطولة أحمد مظهر وعمر الشريف ودورهم سواقين قطار والناس استغربت أحمد مظهر ده يلعب دور برنس مش سواق قطار، لكن أخدته قعد مع سواق قطارمدة طويلة جدًا علشان يعيش الدور وده نجح الدور جدًا.

- من ضمن كتب السينما اللى قرأتها كان فى كاتب بيقول المخرج والسيناريست زى الزوجين لا يمكن يعيشوا مع بعض وهما على خلاف أو آرائهم مختلفة عن بعض، وده اللى حصل بينى وبين نجيب محفوظ والسيد بدير، وكانت الآراء واحدة بيننا نحن الثلاثة وكذلك التفكير واحد لدرجة لما يخلص الفيلم المشاهد يحتار ده رأى مين.

- كان ليا صديقين مقربين ليا جداً الموسيقى عبد الحليم نويرة وأخوه الأديب فؤاد نويرة وهما كانوا ساكنين فى نفس حى نجيب محفوظ وأصدقائه وتعرفت عليه وقولت له يا أستاذ نجيب أنا عاوزك تشترك معايا فى كتابة السيناريو، قال لى يعنى إيه سيناريو.

- قولتله أنت عندك كل مقومات كتابة السيناريو ناقصك اللغة السينمائية وده سهل عليك لأنك بتكتب بالصورة وعملنا أول فيلم اللى هو «مغامرات عنتر وعبلة»، وهو فى أفلامه الروائية الطويلة اللى عملها مع غيرى عن رواياته لم يشترك فى كتابة السيناريو، لكن اللى عملها معايا كنت بشركه فى كتابة السيناريو.

- عملت 40 فيلما نصفهم مأخوذ من أعمال أدبية لأدباء عظماء زى نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس، يوسف السباعى، يوسف إديس ومجموعة كبيرة.

- كان ليا أسبوع عن أفلامى فى باريس وقبل العرض بيوم انفجرت السينما واعتقد إن الإسرائليين هما اللى فجروها لأنهم مش عاوزين يتعرض أسبوع أفلام مصرية.

- كنت رئيس وعضو لجنة تحكيم المهرجانات السينمائية فى بلاد كثيرة، واللى مش بيكسب بيقول لجنة التحكيم ضدى، لكن دى وجهة نظر خاطئة لأن لجان التحكيم بتتكون من أفراد كثيرة مش معقول رأي واحد منهم يفرض على الآخريين ودائما لجان التحكيم بيختار ليها شخصيات كبيرة.

- لما اتعمل القطاع العام اختارونى علشان أدير السينما تخوفت فى البداية لكن لقيت إن لأول مرة مخرج فنى ياخد إدارة أعمال الفن كلها وعملت زيارة فى أوروبا لثلاث بلاد مختلفة زيارة لروما عاصمة بلد رأس مالية وزيارة ليوغسلافيا بلد نصف اشتراكية و زيارة لتشيز وسلوفاكيا وهى بلد اشتراكية ودرست المسائلة كويس جداً.

- لما رجعت علشان انفذ الأفكار كان معظم المنتجين فى الوقت ده أجانب وسابوا مصر وخافوا بعد القطاع العام وتدخل الدولة فى الفن فالعاملين فى الفن بعتوا رسالة لجمال عبد الناصر وقالوا له احنا فى عهد الاشتراكية مش لاقيين نأكل ومفيش شغل فأصدر أمر لينا إننا لازم نبدء شغل.

- اتفقنا مع التليفزيون إننا هنعمل أفلام ونعرضها فى التليفزيون علشان الناس تشتغل لكن كان فى وقتها فى القطاع العام كارهين كتير للفكرة وبيحاربوا القطاع العام وهما شغاليين فيه فرفضوا الفكرة وقرروا إن العرض يكون فى السينما والأفلام محققتش الإيراد المطلوب.

- لكن بعد كده قدمنا مجموعة من الأفلام العظيمة فى القطاع العام زى الحرام، الأرض وأنا عملت غروب وشروق والقاهرة 30 والزوجة الثانية محفوظة فى التاريخ إلى الآن.

- القطاع العام كان إنقاذا للسينما المصرية لكن أعدائه كانوا كتير ونتيجة ده قفل القطاع العام سنة 1970 وبقت السينما تابعه للقطاع الخاص والسينما بقت ماشية على كيفها أفلام مقاولات وناس عاوزة تعمل فلوس.

- السينما أعظم رسالة إعلام لأنها مش محتاجة لا ثقافة ولا علم ولا سن معين لذلك كل البلاد اللى حصل لها تغييرات سياسية ومباديء جديدة كانت تستغل السينما علشان تقدر تنشر مبادئها.

- لم نتلقَ أى قرار أو إرشادات من الإدارة العيا للبلاد أثناء تجربة القطاع العام واتذكر إن جمال عبد الناصر كان بيروح السينما يتفرج على الأفلام.

- فى الأربعينيات وأنا مخرج صغير جانى فريد الأطرش علشان نعمل فيلم ورفضت وزعل فريد وسبب الرفض إن الفيلم كان رومانسى وأنا كنت مهموم برسالة الأفلام الواقعية وبعدها بسنوات صرح إنه زعلان منى وقال لأحد الصحفيين صلاح أبو سيف مش ممكن يرضى يعمل لى فيلم وأنا زعلان منه والصحفى بلغنى بعدها عملنا فيلم «رسالة من إمرأة مجهولة».


مواضيع متعلقة