حكاية جريمة.. نقطة دم كشفت واقعة القتل والنيابة تأمر الجناة بحمل الجثة

حكاية جريمة.. نقطة دم كشفت واقعة القتل والنيابة تأمر الجناة بحمل الجثة
- حكاية جريمة
- جريمة قتل
- نقطة دم
- أخبار الحوادث اليوم
- النيابة العامة
- حكاية جريمة
- جريمة قتل
- نقطة دم
- أخبار الحوادث اليوم
- النيابة العامة
في صيف عام 1982، كان المستشار معتز مصطفى خفاجي، رئيس محكمة جنايات أمن الدولة، وكيلا لنيابة المعادي، إذ يباشر عمله من سراي النيابة، حين تلقى محضرًا من اللواء إسماعيل الشاعر، وكان حينها برتبة رائد ويشغل منصب رئيس مباحث المعادي، ومعاونه اللواء فاروق لاشين.
وقال الضابطان في المحضر إن أسرة مقاول أخطرت بتغيبه من 3 أيام في المعادي، فأمر المستشار خفاجي بموالاة البحث وتكثيف التحريات لكشف غموض الحادث، وسرعة تحديد وضبط الجناة.. الجريمة التي مرّ عليها 39 عامًا، شهدت أحداثا درامية، بداية من مراحل البحث عن المتهمين وتحديدهم مرورًا باعترافهم بالجريمة، وصولا لتمثيل الجريمة وما حدث في هذا اليوم.
خطة البحث
كلّف المستشار خفاجي المباحث بموالاة البحث عن المتهمين، وبدأت الشرطة في ذلك حيث فحصت علاقات المجني عليه وتعاملاته المالية وشراكته واتضح من البحث المكثف الذي استمر لمدة 24 ساعة، أن للمجني عليه شريكين كانا يعملان معه، ويستحوذ ثلاثتهم على عدد من المشروعات، كما اتضح أنه أكثرهم ثراء، وبدأت الشكوك تحوم حول الشريكين، خاصة بعدما أكدت التحريات وجود خلافات بينهما والمجني عليه، كما تمكنت المباحث من التوصل لشاهد رؤية، أبصر المجني عليه مع شريكيه، قبل اختفائه، وكانوا يستقلون سيارة JEEP.
إذن بالضبط والإحضار
تلقى المستشار خفاجي، حينها، محضرًا بما توصلت إليه التحريات، فعقد جلسة تحقيق مع الضابط مُجري التحريات، وبعدها أمر بضبط وإحضار الشريكين، للتحقيق معهما، وتمكنت مباحث قسم شرطة المعادي من القبض عليهما، وتمت إحالتهما للنيابة العامة للتحقيق معهما.
تحقيق النيابة
مثُل الشريكان أمام المستشار خفاجي، بسراي النيابة، وأنكرا ما نسبه إليهما من تهمة قتل شريكهما المجني عليه، وقالا في التحقيقات إن السيارة الـ JEEP يستخدمونها في أعمالهم بإحدى المناطق الجبلية والمحاجر.. عاين «خفاجي» السيارة، فتبين أنها مغسولة بعناية كما لم يتبين وجود آثار عنف بها، وكانت المفاجأة حين أمر الشرطة التي تحرسه برفع دواسات السيارة بأسفل المقاعد لمعاينتها، حيث لاحظ وجود أكثر من بقعة داكنة، فتحفّظ عليها وأمر بانتداب المعمل الجنائي لفحص السيارة ورفع البصمات منها، وأخذ مسحة من البقع التى لاحظها، وأمر باستمرار حبس المتهمين على ذمة القضية.
دماء آدمية
تسلّم «خفاجي» التقرير النهائي من الأدلة الجنائية، والذي أكد أن البقع الداكنة في السيارة هي دماء آدمية، فواجه المتهمين بالأدلة الجديدة، فلم يجدا بداً سوى الاعتراف تفصيليًا بارتكاب الواقعة لغيرتهما من شريكهما المجني عليه لكثرة حصوله على مناقصات دونهما.
المتهمان: «قتلناه وغسلنا العربية»
وفي النيابة، اعترف المتهمان تفصيليا أنهما استدرجا المجني عليه من منزله لتصفية الخلافات بينهم، واستقل ثلاثتهم السيارة، واتجهوا قاصدين طريق مدينة البدرشين، وفجأة توقفوا على جانب الطريق، وانهال المتهمان على شريكهما المجنى عليه بالضرب، وعاجلاه بضربات متتالية بواسطة أدوات حادة كانت بحوزتهما حتى فارق الحياة، ثم ألقيا الجثة في ترعة بعد ربطها بحجر ليضمنا عدم طفوها على سطح الماء مرة أخرى، وبعدها توجها إلى إحدى محطات الوقود وغسلا السيارة، وبعدها أمر وكيل النيابة العامة بتجهيز مأمورية للبحث عن الجثة، واصطحاب المتهمين للمكان الذي أرشدا عنه.
«شيلوا الجثة»
انتقل المستشار خفاجي، وسط حراسة أمنية مشددة إلى مكان إلقاء الجثة، وتمت الاستعانة بقوة من الإنقاذ النهري، وتمكن الغطاسون من استخراج الجثة بعد أيام من بقائها فى الماء، حيث كانت منتفخة، ومثّل المتهمان جريمتهما بحضور النيابة العامة والمباحث، وبعدها أمر «خفاجي» عمال المشرحة برفع الجثة لتشريحها بمشرحة زينهم، إلا أن العمال رفضوا لبشاعة المنظر، فأمر المتهمين بحملها ووضعها داخل عربة المشرحة، وفي ختام التحقيقات معهما، أحالهما للمحاكمة الجنائية، وصدر بحقهما حكمًا بالسجن المؤبد.