التحرش بالأطفال اغتيال البراءة

التحرش بالأطفال اغتيال البراءة
- التحرش الأطفال
- "اغتيال البراءة"
- "أطباء نفسيون"
- "الانتحار"
- التحرش الأطفال
- "اغتيال البراءة"
- "أطباء نفسيون"
- "الانتحار"
قد تُشفى الجروح والندوب مع الوقت ولا يبقى لها أثر، إلا أنّ هناك بعض الندوب لا يمحوها الزمان، ولا يتجاوزها العقل، خصوصاً المتعلقة بالتعرض للتحرش فى سن صغيرة، والتى انتشرت خلال الآونة الأخيرة، منها ما أخذ شهرة واسعة ومنها ما دُفن فى السر، واكتفت أسرة الطفل بالذهاب إلى طبيب نفسى لإعادة تأهيله فقط.
ووفقاً لأحدث دراسة أعدّها المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، فإنّ مصر تشهد سنوياً 22 ألف حالة تحرّش، ويكون 85% من ضحاياها أطفال، و15% فقط تحرش بالكبار، فيما تعرّض 20% من المتعرّضين للتحرش، سواء كبار أو صغار، للقتل خلال مقاومة المتحرش أو المغتصب.
أطباء نفسيون: التحرش بالأطفال اضطراب جنسي والضحايا يدخلون في اكتئاب شديد يصل إلى «الانتحار»
وكشفت دراسة أعدتها فاتن الطنبارى، أستاذة الإعلام المساعد فى معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، أنّ 35% من قضايا التحرش الجنسى بالأطفال تكون من قِبل الأقارب، و65% من الغرباء، كما أنّ 82% من وقائع التحرش تحدث فى الأماكن الآمنة للطفل. ويسعى الأطباء النفسيون إلى ابتكار طرق جديدة لتوعية الأطفال بالحفاظ على أنفسهم من التحرش، بعدما تردّدت عليهم أعداد كبيرة من الأطفال الذين تعرّضوا لوقائع تحرش ومعظمهم لم تقم أسرهم بتحرير محاضر بالواقعة، خوفاً من «الفضيحة»، مما يصيب الطفل باكتئاب قد يصل إلى محاولة الانتحار.
حكايات الضحايا: قتل وأمراض نفسية.. والنهاية مأساوية
شهدت الفترة الماضية عدداً كبيراً من حالات التحرش بالأطفال، كان آخرها واقعة التحرش بطفل من الباعة الجائلين داخل عربات قطار الصعيد، وهو ما اعتبره أطباء نفسيون نوعاً من الاضطراب الجنسى، يحتاج إلى علاج سريع، خصوصاً أن الضحايا يتعرضون لمضاعفات نفسية تصل إلى الانتحار.
«جنى» فقدت حياتها بعد فشل القاتل في اغتصابها.. و«مينا» تعرض لهتك عرضه
إحدى ضحايا التحرش الجنسى كانت الطفلة «جنى»، ذات الـ11 عاماً، تروى والدتها تفاصيل القصة: «المتحرش استدرج ابنتى المصابة بكيس مياه على المخ إلى منزله ليتحرش بها، وعندما قاومته وبدأت بالصراخ قتلها، واستغل أنها مصابة بعجز فى الذراع والقدم اليمنى، ليقوم بجريمته».
الطفلة «مريم. ع»، ذات الـ10 سنوات، كانت أيضاً ضحية للتحرش، إلا أن المتهم كان زوج الأم، وتحكى والدة الطفلة، التى رفضت نشر اسمها، لـ«الوطن»: «الزوج استغل ذهابى للسوق ليتحرش بالطفلة ومارس معها أفعالاً فاضحة ومخلة بالآداب، إلا أننى اكتفيت بإبعادها عن المنزل، وذهبت بها إلى طبيب نفسى لعلاجها».
أما «مينا» الذى يبلغ من العمر 11 عاماً، ففوجئت والدته، حسب حديثها لـ«الوطن»، بجارهم يحضر طفلها بينما يبكى بكاءً شديداً، وأخبرهم أنّ أصدقاءه استدرجوه إلى المقابر وهتكوا عرضه، وبينما كان يصرخ سمعه جارهم وأنقذه، ثم أوصله إلى منزله، موضحة أنّهم لم يحرّروا محضراً بالواقعة، خوفاً من الفضيحة، وفوجئوا بدخول الطفل فى صدمة وانعزال، وتدهور مستواه الدراسى وتوقف عن النوم والطعام، فذهبوا به إلى طبيبة وخضع لعلاج نفسى، وبدأت حالته فى التحسّن بعد 6 أشهر.
يُذكر أنه خلال الفترة الماضية شهد الرأى العام عدداً من جرائم التحرش بالأطفال، كان أشهرها طفلتى المعادى والطالبية، حيث استدرج موظف مرموق طفلة تبيع المناديل إلى مدخل عقار سكنى وتحرش بها وصورته كاميرات الفيديو الخاصة بأحد معامل التحاليل، وحُكم عليه بالحبس 10 سنوات مشدّدة، كما استدرج ترزى طفلة إلى الأدوار العلوية فى عقار سكنى وتحرش بها.
وقالت هاجر بيومى، إخصائية نفسية، إنّها تستقبل الكثير من حالات التحرش بالأطفال، موضحة أنّ هناك من يتحرش بالأطفال لإخراج الكبت الجنسى، والثانى مصاب بشذوذ، وكلاهما يكون مسئولاً عن أفعاله. وأكدت «هاجر» أنّ التحرش بالأطفال يصيبهم بأمراض نفسية خطيرة، أبرزها الاكتئاب «تفاعلى وذهانى»، ويشمل اضطراب النوم والأكل والانعزال والجلوس فى الظلمة، موضحة أنّ أقل مدة لعلاج الطفل المعتدى عليه جنسياً تكون 3 أشهر، وحتى 18 شهراً، ثم يخضع لجلسة دعم كل 3 أشهر.
ولفتت إلى أنّ «التحرش الجنسى بالأطفال» منتشر فى المجتمع بصورة كبيرة، ولكنه لا يتم الاعتراف بسبب الشعور بالإحراج، وأرجعت السبب إلى انتشار وسهولة الوصول إلى الأفلام الإباحية، وغياب الوازع الدينى وعدم رقابة الوالدين، وانعدام ثقافة التربية الجنسية، مشدّدة على أنّه يجب توعية الأطفال من عمر 6 سنوات عبر شرح قصة «قوم لوط» من القرآن، وتدريبه على الحلال الحرام، حتى لا يشاهد أى لقطات مثيرة، بالإضافة إلى شرح البلوغ ومعنى التحرش الجنسى والتوعية بعدم السماح لأحد بلمس جسد الطفل أو ملامسة الأجزاء الجنسية.
وأوضحت أنّ إحدى الحالات الصعبة التى عُرضت عليها كانت طالبة بالإعدادية تعرّضت للتحرش من «عمها» الذى كان يتعمّد ملامسة المناطق الحساسة من جسدها، مستغلاً عدم وجود والديها، وخافت أن تحكى لوالديها ودخلت فى «اكتئاب ذهانى شديد» جعلها تخاف من أى رجل حتى والدها وفقدت 40 كيلو من وزنها، مشيرة إلى أنّ أسرة الطفلة ذهبوا بها إلى كل الأطباء والشيوخ والدجالين، حتى نصحهم طبيب مخ وأعصاب بالذهاب إلى طبيب نفسى، خصوصاً أنّها حاولت الانتحار، وبالفعل بدأت فى علاجها، ورغم شفائها فإن أسرتها لم تواجه «عمها» بفعلته حتى الآن خوفاً من المشكلات.
وأوضح الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، أنّ التحرش الجنسى منه اضطراب نفسى يبدأ فى الظهور لدى الشخص فى سن 14 أو 15 سنة «بيدوفيليا»، وهو الرغبة فى الأطفال، سواء بالملامسة من الخارج باليد أو الجهاز التناسلى، أو بإقامة علاقة جنسية كاملة بصورة عنيفة مع أطفال صغيرة، مما يسبب كوارث وإصابات بالغة للطفل الصغير. وكشف «فرويز» أنّ مُعظم مصابى «البيدوفيليا» يكونون قد تعرضوا للتحرش وهم فى سن صغيرة، فيقرّرون الانتقام، وتلك الفئة يتم علاجها بسرعة وسهولة، والباقى يكون بسبب شعور الشخص بالدونية بسبب ضعف قدرته الجنسية، مما يشعرهم بخجل اجتماعى، فيجدون ضالتهم بممارسة الجنس مع الأطفال، وهؤلاء يصعب علاجهم بسبب عدم اعترافهم باضطرابهم الجنسى.