مميش: الاقتصاد الأزرق سينقل مصر إلى مرحلة أخرى ولدينا كل المعطيات

كتب: عمرو الورواري

مميش: الاقتصاد الأزرق سينقل مصر إلى مرحلة أخرى ولدينا كل المعطيات

مميش: الاقتصاد الأزرق سينقل مصر إلى مرحلة أخرى ولدينا كل المعطيات

على مدار سنوات وكان الفريق مهاب مميش العقل المفكر والمُدبر لتطوير قناة السويس، كممر ملاحي واستطاع الوصول بالقناة إلى سمعة عالمية، خاصة بعد حفر مشروع قناة السويس الجديدة وتخفيض زمن العبور من 24 ساعة إلى 11 ساعة فقط وهو ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسي لتعيينه مستشاراً للمشروعات البحرية.

تمتلك مصر بحسب الفريق مميش 3 آلاف كيلو سواحل يرى أنه لا بد من العمل على استثمارها للاستفادة منها وتكوين ما يُسمى بالاقتصاد الأزرق.

أجرت «الوطن» حواراً مع الفريق مهاب مميش للتعرف منه على التفاصيل، وإلى نص الحوار..

- كيف تستفيد مصر من السواحل؟

سواحل مصر من البحار ثروة كبيرة جدا، نمتلك 3 آلاف كيلو على البحرين الأحمر والأبيض بداخلها ثروة سمكية ضحمة وكنوز من المواد البترولية والغاز، إضافة إلى مدن ساحلية وشاطئية تنقل مصر سياحياً إلى ترتيب آخر.

هناك ما يُعرف حالياً بالاقتصاد الأزرق وهو اقتصاد تعتمد فيه الدول بشكل كلي على استثمارها للبحر كالنرويج مثلاً والصين.

- كيف يمكن لمصر أن تستفيد من الاقتصاد الأزرق؟

أولاً- إنشاء هيئة مستقلة للنقل البحري والنهري لتكون مسؤولة بشكل أساسي عن كل شيء في البحر وعن أسطول مصر البحري وأسطول الصيد الذي دشنه الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل شهرين وجارٍ استكماله ووصوله إلى 100 سفينة.

ثانياً- إنشاء أسطول نقل بحري مصري لنقل كل المنتجات المصرية خارج مصر وعدم الاعتماد على سفن أجنبية وهو ما سيساعد في انخفاض سعر المنتجات بشكل كبير.

- هل تمتلك مصر منتجات يمكن تصديرها ؟

بالفعل هناك تطور كبير في سوق الصناعة في مصر تحت إشراف الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لكن الأهم هو تحديد السوق الخاصة بمصر، وأنا أعتقد أن أفضل سوق لنا هي السوق الأفريقية لاحتياج السوق للمنتج المصري وللرابط الجغرافي مع أفريقيا.

- هل يحقق المنتج المصري مبيعات في أفريقيا؟

لا يمكننا حالياً منافسة المنتجات العالمية في أسواق أوروبا وأسواق البلدان العربية لكن يمكننا الوصول بمنتجاتنا إلى دول أفريقيا سواء كانت ملابس أو أغذية ومشروبات وغيرها وفي زيارة لي لأفريقيا قائد القوات البحرية في جنوب أفريقيا سألني عن المنتجات المصرية وقالي نصاً «روحتوا فين مصر ابتعدت عن جنوب أفريقيا وتركت إسرائيل وتركيا والصين تتغلغل في أفريقيا».

أفريقيا هي سوق المستقبل والجميع حالياً ينظر إليه ولا بد أن تركز مصر على القارة بشكل آخر من جديد باعتبارها العمق الخاص بها استراتيجياً وسياسياً وهو ما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي.

- كيف سيساهم الأسطول البحري في الاقتصاد المصري؟

الأسطول البحري سيساعد في وصول المنتجات المصري إلى أفريقيا بشكل أسرع وبسعر أرخص فمصر لا تمتلك سوى مركب واحد يعمل في رحلات أفريقيا، ولذلك مصر لا بد من أن تتبنى فكرة الوصول إلى القارة الأفريقية بالمنتجات المصرية.

- كيف ترى مساعدة أسطول الصيد المصري في الاقتصاد المصري؟

الرئيس طلب مني وقت وجودي رئيساً لهيئة قناة السويس في نفس توقيت حفر قناة السويس الجديدة، عمل أسطول صيد بحري وتخيلت أنه سيطلب 3 سفن إلا أنه طلب مني تشييد 100 سفينة صيد ودون تكلفة من الدولة.

في حفل الافتتاح كان قد تم تشييد 12 سفينة شاركت في السير في القناة الجديدة ضمن أول السفن العابرة، ووصلت حالياً إلى 36 سفينة وهي البداية للوصول إلى 100 سفينة وهي خطوة جيدة تضع مصر على طريق استثمار الثروة السمكية لتقليل استيراد الأسماك وتخفيف العبء عن الدولة.

- كيف يمكن تعظيم دور قناة السويس للاستفادة منها في الاقتصاد الأزرق؟

قناة السويس يمر بها مليار طن بضاعة سنوياً وكان لا بد من وجود قيمة مضافة في منطقة القناة وعليه تم إنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وتوفير مناطق للتصنيع بالمنطقة الاقتصادية وأنا أتوقع أن تكون المنطقة الاقتصادية لقناة السويس عصب الاقتصاد المصري وتحسين مستوى الاستثمار في مصر الفترة المقبلة، خاصة مع جذب المستثمرين من الخارج إلى مصر.

أيضا هناك مشروعات تكميلية وعلى رأسها محطات خدمات السيارات في منطقة قناة السويس وهو المشروع الأفضل عالمياً والذي سيدر دخلاً كبيراً لقناة السويس وهو تحت الدراسة والبحث لبدء مشروعات تساعد في خلق فرص عمل جديدة في منطقة قناة السويس.

- كيف ترى مشروع ازدواج القناة؟

المشروع اختلط على المواطنين أنه تعميق بسبب حادث معين وهذا غير حقيقي، فعمق القناة الحالي 24 مترا ويستوعب السفن العملاقة الحالية والأجيال المقبلة أيضاً من السفن، لكن ما يتم حالياً هو التوسعة خاصة في المنطقة الجنوبية كأحد الدروس المستفادة من حادث جنوح السفينة إيفرجيفن.

وقناة السويس أسرع قناة عبور خاصة بعد إنشاء قناة السويس الجديدة وتخفيض زمن العبور من 24 ساعة إلى 11 ساعة فقط بنسبة تزيد عن 50% وهذا يؤثر لجلب المزيد من التوكيلات الملاحية لقناة السويس.

- هل هناك أي تهديدات على قناة السويس كما أشيع خلال الفترة الماضية؟

ليس هناك أي تهديد لقناة السويس وإسرائيل حين فكرت في عمل قناة جديدة لديها عبر خليج العقبة من إيلات وحتى حيفا وأسدود على البحر المتوسط تم رفض مشروعها بسبب تكلفته المالية الضخمة جداً فقررت اللجوء لفكرة أخرى وهي إنشاء خط السكة الحديد، إلا أن الأمر اقتصادياً مكلف للغاية، خاصة مع مراكب الحاويات الضخمة التي تحمل على متنها أكثر من 19 ألف حاوية وتم إلغاء المشروع أيضاً.

وفيما يخص طريق القطب الشمالي فهذا الطريق على مدار 6 أشهر مغطى بثلج كامل يمنع مرور السفن، إضافة إلى وجود شهرين آخرين تحتاج فيه السفن لجرافات للثلج لفتح طريق العبور منه وهو ما يُعد تكلفة ضخمة ووقت أطول من عبور قناة السويس.

قناة السويس يعبر منها أكثر من 19 ألف سفينة سنوياً وأكبر رقم سجلته القناة القطبية 47 سفينة سنوياً وهو رقم لا يُقارن بقناة السويس، والمستثمر يبحث دائماً عن توفير الوقت والعبور الأسرع والأكثر أمانا، خاصة وأن الثلج يتسبب في حوادث مدمرة للسفن أيضاً.


مواضيع متعلقة