من الساطور لـ غرس مفتاح.. لماذا يتعمد المجرمون إظهار الوحشية المفرطة؟

كتب: كريم عثمان

من الساطور لـ غرس مفتاح.. لماذا يتعمد المجرمون إظهار الوحشية المفرطة؟

من الساطور لـ غرس مفتاح.. لماذا يتعمد المجرمون إظهار الوحشية المفرطة؟

خلال الآونة الأخيرة، انتشرت موضة «الجرائم البشعة» في حوادث متعاقبة، أظهر المجرمون بها وحشية مفرطة، وصل مستوى العنف فيها لأقصى حد ممكن، حتى أصبحت أغرب من الخيال، استخدم فيها الجناة «مفتاح وساطور» كأدوات للانتقام من ضحاياهم، لقي خلالها أشخاص مصرعهم، وتمنى ضحايا الحوادث الأخرى الموت من بشاعة ما تعرضوا له، وآخرها جريمة «غرس مفتاح في الرأس».

متسابق برنامج «ذا فويس كيدز» معاذ عيسى، أحدث ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، بعد اعتدائه على زميله حسن شريف علوان، بغرس آلة حادة «مفتاح سيارة» في رأس زميله، ما أدى إلى إحداث جرح غائر في الرأس ونزيف بالمخ وكسر في الجمجمة.

«الساطور» أيضًا كان بطلًا لوقائع قتل ومشاجرات بشعة، شهدتها الأيام الأخيرة، لعل أبرزها كان في محافظة المنيا، حينما مزق سائق «توك توك» جسد سيدة وابنها، في أثناء سيرهما في الشارع بمدينة «بني مزار»، وظل الجاني يضربهما بالساطور، ولم يتركهما إلا وهما جثتين.

وفي محافظة مطروح، ضرب شاب طالبة بمدينة الحمام بـ«ساطور»، بعدما دافعت عن نفسها وشرفها من الاغتصاب، كما حدثت الواقعة بالأداة ذاتها في قنا، وأصيبت زوجة، وأصبحت معروفة إعلاميا بـ«سيدة الساطور»، بإصابات بالغة على يد ضرتها تاركة الساطور برأسها. 

استشاري نفسي: أسباب الإفراط في العنف تكون مخدرات أو مرض عقلي أو موروث ثقافي

وتعليقًا على هذا الشأن؛ قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن الجرائم التي حدثت مؤخرًا شهدت عنفًا زائدًا غير طبيعي، سواء بغرس طفل مفتاح في رأس زميله، أو ساطور برأس زوجة وتركه داخلها، وهو ما يوضح وجود انحدار ثقافي عام داخل طبقات المجتمع المختلفة.

وأضاف «فرويز» لـ«الوطن»، أن من دوافع الإفراط في بشاعة الجريمة، هو تعاطي المخدرات التي تتسبب في الإفراط برد الفعل وضخامة الإيذاء، خصوصا أنواع المنشطات، مثل «ترامادول وأباتريل»، اللذان يجعلا الشخص يقتل بطريقة وحشية وبدم بارد.

صورة أرشيفية

وأشار استشاري الطب النفسي، إلى أن الحالة المزاجية السيئة للمجرم أيضًا، تكون دافعا لتنفيذ جريمته ببشاعة، وتعود لأشياء مثل الغيرة أو الاكتئاب، لافتًا إلى أن الأمراض العقلية أيضًا تلعب دورًا كبيرًا في ذلك، كالانفصام الهيتشوكوكي، فضلًا عن الموروت الثقافي الذي ننادي به، والذي أدى انحداره لجرائم بشعة بين أفراد الأسرة الواحدة.

خبير أمني: الجناة أصحاب الجرائم البشعة ليسوا مرضى نفسيين ويريدون إرهاب العامة

وفي السياق ذاته؛ قال اللواء رفعت عبدالحميد، الخبير الأمني، إن انتشار الجرائم البشعة أمر ليس طبيعيًا، لكنه يعود لعنف داخلي كبير داخل الجناة، موضحًا أن المُشرع الجنائي شدد العقوبة في أداة القتل الخطيرة، مثل «الساطور» لأنها قاتلة بذاتها، وغير مسموح بحملها في الطرق العامة أو في ارتكاب أي أفعال.

وأضاف «عبدالحميد» لـ«الوطن»، أن هناك نوعا من أنواع التفاخر بالجريمة، من باب حث العامة على بشاعة القتل، وكأنهم لن يكونوا ماثلين أمام القانون جراء فعلتهم، وغالبًا من يقوم بذلك لا يخشى العقاب، ولا يوجد فرق بينه وبين الفرد الإرهابي الذي يقتل العامة دون وجه حق، فهو فظ القلب ومجرم في الأساس.

ورفض الخبير الأمني، إطلاق لفظ مريض نفسي أو مهتز عقليا على من يقوم بجريمة بشعة، بواسطة «ساطور» أو أداة حادة، معتبرًا إياهم عقلاء تمامًا ويعوا ما يفعلونه ويريدون إظهار أن «قلبهم ميت»، من أجل إرهاب العامة.


مواضيع متعلقة