ممرض عراقي يروي معاناة بلاده مع كورونا والفطر الأسود وأنفلونزا الطيور: لا نعرف المستحيل

كتب: دينا عبدالخالق

ممرض عراقي يروي معاناة بلاده مع كورونا والفطر الأسود وأنفلونزا الطيور: لا نعرف المستحيل

ممرض عراقي يروي معاناة بلاده مع كورونا والفطر الأسود وأنفلونزا الطيور: لا نعرف المستحيل

في الوقت الذي يسارعون فيه لمواجهة فيروس كورونا المستجد ويسخرّون كل جهودهم، التي أنهكتها الحرب والصراعات الإرهابية والتدخلات الخارجية، ظهرت أزمة صحية جديدة بـ العراق وهي انتشار الفطر الأسود، وبالتزامن مع ذلك تفشت إنفلونزا الطيور بالبلاد أيضًا.

العراق في مواجهة كورونا والفطر الأسود وإنفلونزا الطيور

أمراض عديدة يواجهها العراق حاليًا، هذا البلد الذي يخطو خطوته الأولى بعد تطهيره من إرهاب «داعش»، ليتولى تلك الحرب الطاحنة، أفراد الجيش الأبيض، منعًا لانتقال إنفلونزا الطيور من الدجاج إلى الإنسان.

ممرض عراقي: تمّ حرق الدجاج الميت والمصاب.. والحي يواجه أحد الاحتمالين

ومن بين أحد جنود الجيش الأبيض بالعراق، الذي يتولى تلك المهمة، محمد كريم، الممرض بمستشفى الموانئ التعليمي بمدينة البصرة العراقية، حيث تعتبر مدينته ضمن بؤر انتشار الفيروس بين الطيور حاليًا، لذلك كان بالوفود الخاصة بوزارة الصحة مع الزراعة لتفقد مزارع الدواجن والأوضاع بين المسؤولين عنها لمواجهة المرض.

تتنشر إنفلونزا الطيور بمدينتي بغداد والبصرة فقط حاليًا في العراق، وفقًا لـ«كريم»، مؤكّدًا عدم انتقال الفيروس إلى الإنسان، على غرار ما حدث في الصين، لذلك تمّ توقيف إنتاج الدواجن بالمدينتين، وحرق جميع الدجاج المصاب والميت، بينما يخضع باقي الدجاج لاختبارات من أجل التأكّد من سلامتهم.

وتمّ ذلك بعد زيارة وفد وزاري للصحة والزراعة كل مزارع الدواجن وعلى هذا الأساس تمّ تقييم الموقف واتخاذ الإجراءات، والتي قررت التخلص حرقًا من الدجاج المصاب والميت، بينما الحي يوجد احتمال أن يلقى نفس المصير أو أن يستخدم للاختبار وتقييم الوضع كمعالجة، بحسب «كريم» المختص في عمله بإجراء التحاليل.

«كريم»: المزارع العراقية يلاحقها الضرر كل فترة.. وشعبنا لا يعرف المستحيل

«كل فترة من الفترات تنضرب عندنا المزارع والحقول والمعامل بشي معين، إما مرض أو حريق أو أي شي تاني».. يعتبر تلك جانبًا من المعاناة التي يعيشها أبناء البصرة، بين الوقت والثاني، وفقًا للممرض العراقي، خاصة أنَّ أصحاب المزارع لم يتلقوا أي تعويضات بعد حرق الدجاج، فضلًا عن إصدار الحكومة قرارًا بمنع تداوله بالأسواق أو تناوله بين المواطنين.

ورغم تلك الإجراءات والمخاوف من انتقال الفيروس إلى البشر، ولكن أهل جنوب العراق، وصفهم «كريم» بأنهم «شعب لا يعرف المستحيل»، حيث مازالوا يتناولون الدجاج والبيض الذي يعتبر أحد الأطعمة الأساسية لديهم، حيث إنَّهم «لا يشعرون بأي مخاوف، متل المثل اللي عندنا بيقول المبلل ما يخاف من المطر»، بينما تتبع الطبقة المترفة الإجراءات الاحترازية.

وأرجع «كريم» سبب ذلك، نظرًا للمعاناة الضخمة التي يشهدها أهالي العراق منذ أعوام، بسبب الإرهاب وتفتت البلاد، ثم تفشي الأمراض حاليا، وانتشار الفقر، لذلك لم يعد أغلبهم يخشى الموت «يقولك أموت مريض ولا أموت جوعان»، لانخفاض أسعار الدجاج لديهم.

وأكّد ارتفاع نسبة الإصابات بكورونا في العراق، بينما يتماثل أغلبهم للشفاء سريعًا، مشيرا لانتشار مرض الفطر الأسود بالبلاد، وخاصة البصرة، والذي يتم التعامل معه بشكل عادي، رغم أنَّ 90% من الحالات المصابة تلقى الوفاة.

ولكسر تلك المخاوف البالغة لدى المرضى بالمستشفى، ودعمهم نفسيًا على مواجهة الألم، يحرص الممرض محمد كريم، الذي يمتلك صوتًا عذبًا، على الغناء والرقص مع المرضى، لاسيما كبار السن، وهو ما يلقى قبولا وشهرة واسعة بالبصرة.


مواضيع متعلقة