ببراعم مصرية.. المسئول عن زراعة الموز لأول مرة بالبصرة: استغرق 18 شهرا

كتب: دينا عبدالخالق

ببراعم مصرية.. المسئول عن زراعة الموز لأول مرة بالبصرة: استغرق 18 شهرا

ببراعم مصرية.. المسئول عن زراعة الموز لأول مرة بالبصرة: استغرق 18 شهرا

زيارة بسيطة لمصر قبل أكثر من عامين، قلبت الموازين ومنحت مشهدا جديدا من نوعه بمدينة البصرة في العراق، لم تشهده منذ عقود، بازدهار أول بستان لزراعة الموز فيها، عقب تجارب منذ حوالي 18 شهرا.

منذ أكثر من عامين، زار عبدالعظيم كاظم، مدير مختبر زراعة الأنسجة في البصرة، القاهرة بصحبة عدد من المهندسين الزراعيين العراقيين، للمشاركة في دورة تدريبية، بشأن زراعة النخيل من تقنية زراعة الأنسجة النباتية، أو زراعة الأعضاء النباتية التي تعتمد على استنساخ خلايا أو أنسجة أو أعضاء النبات الأم وتكثيرها في أوساط غذائية، من أجل زيادة إنتاج كمية كبيرة من النباتات.

كاظم: حصلت على براعم «غراند ناين» من مصر.. وبدأت التجارب في 2019

واطلع المهندسون العراقيون على باقي النباتات التي يمكن زراعتها بهذه الطريقة، فكان من بينهم الموز، لتتبادر إلى ذهن «كاظم» تجربة زراعة الموز بمدينة البصرة، ليطلب من الدكتور محمد عبدالرسول بالمعمل المركزي في محافظة الجيزة، الحصول على بعض البراعم المصرية لنقل تجربة تجربة إكثار الموز من صنف «غراند ناين»، الذي منحه إياها بالفعل، ومن هنا بدأت انطلاقة الفكرة.

ويعتبر نوع «غراند ناين» قصير الساق، من أجود الأنواع وأكثرهم انتشارا في العالم، كونه يتمتع بإنتاجية عالية، ومذاق ممتع ومرغوب من المستهلكين، ويمكن زراعته في بيئات مختلفة منها البيئة العراقية وتحديدا البصرة ذات الطقس الحار، وفقا لـ «كاظم»، مضيفا أنه بدأ العمل على تلك التجربة عام 2019، حيث تم إنتاج عدد قليل من الشتلات، التي وزعت على عدد صغير من المزارعين، ولكن لم تحقق النجاح المطلوب، بما يكفي لإهمال المزارعين.

منتج الموز الجديد بالعراق يتفوق على المستورد.. والاستعداد لإنتاج الموز الأحمر

أعيدت الكرة في عام 2020، بكميات أكبر لإنتاج براعم بسمات مميزة، عن طريق اعتناء مركز زراعة الأنسجة في البصرة، حيث زرعها بشكل خاص ببستان في أرض تابعة له بمدينة الهارثة، تبلغ مساحته 1 دونم، لتناسب البيئة، وبالفعل حصلوا مؤخرا على نموات جيدة جدا ناضجة ذات جودة عالية جدا تتفوق على المستورد من حيث الطعم والشكل والحجم.

وأبدى عبدالعظيم كاظم، في حديثه، لـ«الوطن»، سعادته البالغة بنجاح تلك التجربة الفريدة، حيث يسعى المركز إلى إكثار شتلات الموز بكميات كبيرة جدا بمناطق ومحافظات جديدة تحت إشراف المركز، حيث انهالت عليهم طلبات المزارعين والمستثمرين لإنشاء بساتين موز لنجاح التجربة الواسع، وتحسن ونقل الزراعة والخدمة للإنتاج، حيث يتطلعون التطلع لتوسيع زراعة الموز بخارج المختبر للتغطية على الطلب المتزايد.

كاظم: المنتج يكفي الاستهلاك المحلي وسنوسع التجربة ونسعى للتصدير

وأوضح أن الكمية المنتجة تغطي السوق المحلي، لذلك يخططون لزراعة بمناطق أكبر بهدف التصدير في الفترة المقبلة.

خلال فترة السبعينات كانت تتم زراعة الموز في البصرة، حينما كانت منابع المياه عذبة وبساتين النخيل كثيفة، وكان يزرع تحت أسفلها الموز ولكن بكميات محدودة للاستهلاك المحلي، إلا أنها لم تكن بالنوعية الممتازة، بحسب مدير مركز الأنسجة، مشيرا إلى أن بيئة العراق معروفة بكثرة وقوة الرياح لذلك فالأشجار العالية فيها مهددة بالإنكسار، ومن ثم تم اختيار الموز قصير الساق الذي يحتاج للزراعة أسفل النخيل لحمايته وتوفير الظل له ومنع الجفاف عنه.

كما كشف أن المركز يجري حاليا تجارب مختبرية لزراعة الموز الأحمر، تمهيدا لزراعتها في الحقل، بما يشكل قاعدة جيدة لزراعة الموز في العراق.


مواضيع متعلقة