«الوطن» تحاور مدير مركز «تكساس» للكبد وأحد مكتشفى الأدوية الجديدة لفيروس «سى»

كتب: نورهان السبحى

«الوطن» تحاور مدير مركز «تكساس» للكبد وأحد مكتشفى الأدوية الجديدة لفيروس «سى»

«الوطن» تحاور مدير مركز «تكساس» للكبد وأحد مكتشفى الأدوية الجديدة لفيروس «سى»

تنتقل عدوى التهاب الكبد الوبائى «سى» من خلال الاتصال المباشر عن طريق الدم، فالفيروس لا يدخل جسم الإنسان إلا عن طريق الدم، وتزيد فرصة انتقال الفيروس من خلال استخدام الإبر الناقلة للعدوى لأكثر من شخص، أو من خلال التعرض المباشر غير المقصود للدم المصاب بالفيروس. آفة العالم، وباء العصر، الفيروس الخطير، كلها مسميات تطلق على التهاب الكبد الوبائى «سى» المعروف بفيروس «سى»، الذى يمثل تحدياً كبيراً للأطباء، نظراً لصعوبة علاج بعض فصائله. وقد تحققت مؤخراً ثورة طبية فى مجال علاج الفيروس عبر العقاقير الحديثة، التى تحقق نسباً عالية من الشفاء. عن ماهية هذه العقاقير ومميزاتها والهدف من وراء إنتاجها وخطورة الفيروس، كان هذا الحوار «عبر البريد الإلكترونى» مع واحد من أبرز أطباء فريق العمل الذى استحدث هذه العقاقير، وهو الدكتور «إريك لويتز»، أستاذ الطب السريرى بمركز «تكساس» للعلوم الصحية بجامعة «سان أنطونيو»، مدير مركز «تكساس» للكبد بمدينة «سان أنطونيو» بالولايات المتحدة الأمريكية. ■ ما نسبة المصابين بالتهاب الكبد الوبائى «سى» فى مصر والعالم؟ - يوجد الآن حوالى 180 مليون شخص فى العالم مصابون بالتهاب الكبد الوبائى «سى» وأكثر من خمسة أضعاف السكان المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، وفيما يخص مصر فإن لديها أعلى معدل انتشار فيروس «سى» فى العالم. وتشير بعض التقارير إلى أن نسبة المصابين بالمرض تتراوح ما بين 8 إلى 10 ملايين مصاب، أى أنه تقريباً 1 من كل 8 مصابين بالمرض فى مصر. وتشير التقديرات إلى أن مصر تشهد 150000 حالة جديدة مصابة بالفيروس «سى» كل عام، وأمراض الكبد فى مصر تمثل ثانى سبب للوفاة فى مصر، إنها مسئولة عن وفاه شخص من بين كل 10 أشخاص، وبحلول عام 2025، فإنه من المتوقع أن تزداد نسبة الإصابة والوفاة بمعدل الضعف. ■ ما أكثر الأنواع الجينية انتشاراً فى مصر؟ - علمياً يعد النوع الجينى الرابع من فيروس «سى» هو الأكثر صعوبة فى العلاج من بين كل الأنواع الجينية الستة لفيروس «سى»، وهو الأكثر انتشاراً فى مصر فحوالى 90% من الحالات المصابة بفيروس «سى» هى من النوع الجينى الرابع، أما الـ10% المتبقية فهى مصابة بالنوع الجينى الأول من الفيروس. ■ ما طرق الوقاية من الإصابة بالفيروس؟ - يجب بالطبع الامتناع عن تناول المخدرات من خلال الحقن، وعدم استخدام إبر الحقن فى العلاجات لأكثر من شخص، وهذا يشمل أيضاً الإبر المستخدمة فى «التاتو»، يجب ألا يستخدمها أكثر من شخص، هذا بالإضافة إلى ضرورة عدم استخدام أدوات النظافة الخاصة بشخص آخر مثل أدوات الحلاقة وفرش الأسنان، حيث يمكن أن تنتقل العدوى من شخص مصاب إلى شخص سليم من خلال الجرح، الذى يمكن أن ينتج عن الحلاقة أو حتى الدم الذى يمكن أن يحدث نتيجة غسيل الأسنان. وبالرغم من أن انخفاض احتمالية انتقال عدوى فيروس «سى» من خلال الاتصال الجنسى حيث يكون أحدهما مصاباً بفيروس «سى»، فإنه توجد احتمالية للإصابة، والخطير أنه يمكن أن يصاب الإنسان بالعدوى لمدة تصل إلى 20 أو 30 عاماً دون الشعور بأى أعراض تنبئ بوجود الفيروس. ■ ما مميزات الأدوية الحديثة لعلاج الفيروس؟ - العلاجات الحديثة المتمثلة فى الأدوية التى تؤخذ عن طريق الفم، التى تمت الموافقة عليها مؤخراً فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تمتاز بمميزات عديدة، فسيكون لها تأثير كبير فى الصحة العامة، حيث إنها ستزيد من عدد الأشخاص التى سيبرأون من التهاب الكبد الوبائى «سى». والأدوية الحديثة الفعالة تستهدف الفيروس مباشرة وتدمره، مما يؤدى إلى تحقيق نسب عالية جداً فى الشفاء التام من الفيروس. ومن أهم مميزات الأدوية الحديثة أيضاً أن مدة العلاج من خلالها قصيرة للغاية، حيث إن البرنامج العلاجى يمتد إلى حوالى 12 أسبوعاً فقط، هذا بالإضافة إلى أن الأدوية الحديثة ستقلل الحاجة إلى حقن «الإنترفيرون» أو ربما ستلغى الحاجة تماماً لتناول «الإنترفيرون» فضلاً عن آثاره الجانبية. وقد تمت الموافقة على عقار «سوفالدى» أو «سوفسبفير» كعنصر من عناصر تركيبة النظام العلاجى المضاد للفيروسات، وقد وجدت نتائج الدراسات السريرية التى اختبرت هذا العلاج الحديث أنه نجح فى علاج 96% من المرضى المصابين بالنوع الجينى الرابع من فيروس «سى»، وشفوا تماماً من الفيروس. ■ ما الهدف وراء إنتاج تلك الأدوية الحديثة؟ - الهدف من الأدوية الحديثة هو التخلص من الفيروس تماماً من الجسم، حيث يتم القضاء على الفيروس ولا يكون له وجود فى الدم بعد 12 أسبوعاً أى بعد اكتمال فترة العلاج المحددة، وهذا ما يسمى «الاستجابة الفيروسية المستمرة». والمرضى الذين يحققون تلك الاستجابة يتم اعتبارهم تخلصوا من الفيروس تماماً، وتراوحت نسبة المرضى الذين تناولوا «سوفالدى» وحققوا نسبة «الاستجابة الفيروسية المستمرة» من 50% إلى 90%. ■ ما الأدوية التى جرى فعلاً الموافقة عليها واعتمادها؟ - بالرغم من أن هناك الكثير من شركات الأدوية التى تنتج أدوية علاجية حديثة تؤخذ عن طريق الفم لعلاج التهاب الكبد الوبائى «سى»، فإن «سوفالدى» هو الدواء الوحيد الذى تمت الموافقة عليه قانونياً من الجهات التنظيمية فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لعلاج مرض النوع الجينى الرابع لالتهاب الكبد الوبائى «سى». هذا بالإضافة إلى أن «سوفالدى» تمت الموافقة عليه فى الولايات المتحدة الأمريكية لعلاج فئات خاصة من الناس بمن فى ذلك المرضى المصابون بالتهاب الكبد الوبائى «سى» والمصابون بفيروس نقص المناعة البشرية «الايدز»، والمرضى الذين أجروا عمليات زرع للكبد نتيجة الإصابة بفيروس «سى» أو المرضى الذين لم يجروا هذه الجراحة بعد. ■ ما الشركة المنتجة للعقار «سوفالدى»؟ - شركة «فارماسيت» هى من بدأ إنتاج العقار الجديد، فيما اشترت شركة «جلياد ساينس» شركة «فارماسيت» فى عام 2012، وقامت بعدها باستكمال التجارب السريرية اللازمة للحصول على الموافقة المعتمدة على العقار، حتى يكون هناك أمل لمئات الآلاف من المرضى.