«باب زويلة».. حمل رؤوس رسل هولاكو وشهد شنق طومان باي

كتب: دينا عبد الخالق

«باب زويلة».. حمل رؤوس رسل هولاكو وشهد شنق طومان باي

«باب زويلة».. حمل رؤوس رسل هولاكو وشهد شنق طومان باي

أسفل البرجين الشامخين اللذين يتجاوز ارتفاعهما 24 متراً وعرضهما أكثر من 25 متراً، وانتهى بناؤهما عام 1092، استقرت قبيلة زويلة الوافدة من تونس بصحبة جوهر الصقلى القائد الفاطمى، ثم حملت هذه البوابة رؤوس رسل التتار وطومان باى، واحتضنت آمال الكثيرين، إلا أن المنطقة طالتها يد العبث والإهمال واحتل سورها باعة الأقمشة والأنتيكات والأدوات البلاستيكية والكتب وعربة «فول» شهيرة وأطلق عليها العامة فى ما بعد بوابة المتولى، لأن متولى الحسبة كان يجلس عندها لتحصيل الضرائب.

تتكون الواجهة الجنوبية لباب زويلة من برجين مستديرين وقنطرة بينهما يمكن رؤية القاهرة القديمة بأكملها منها، تم نحتهما من الأسفل، بحيث يكونان مدخلاً معقوداً، بينهما جسر أصبح ممراً من شارع مزدحم، والواجهة الشمالية هى جدار حجرى مستقيم تعلوه منصة على ارتفاع 9 أمتار، وجنوبها 3 فتحات معقودة تعلوها منصة أخرى، فيما كان المدخل الأصلى لباب زويلة سلماً على شكل حرف «L»، ما زالت بقاياه موجودة.

يعود اسمه إلى قبيلة تونسية بربرية جاءت مع جوهر الصقلى.. والمصريون يتبركـون بـ«المتولِّى»

يحظى باب زويلة بشهرة كبيرة، لأنه مزار سياحى أشبه بالمتحف، يتضمّن تكوينه وتاريخه ومراحل ترميمه وصوراً نادرة قديمة، منذ أن أعاد بدر الدين الجمالى بناء الأسوار، حيث لم يتعرّض فى تاريخه لهجوم عسكرى، ولكنه شهد الكثير من الأنشطة التجارية والدينية والمواكب والاحتفالات، ورمّم خلال الفترة من 1988 حتى 2003. يضم الباب، الذى يتولى حراسته أحد أفراد الأمن ومفتش آثار، تصميماً مصغراً لهيئته الكاملة، ودولابين متلاصقين، بهما بقايا من تذكرة يانصيب، وحجاب للزواج، وأسنان ومسامير ورسائل لطلب الشفاء وأمنيات الأهالى وتذكرة لحفل أم كلثوم، وقطع نقدية وأحجية وأشرطة قماش، لاعتقاد الأهالى أن روحاً تسكنه تسمى «المتولِّى»، وهو من أولياء الله الصالحين، ورغم ذلك يزور الباب فقط طلبة الآثار وأساتذة التاريخ والباحثون، حسب حديث فرد الأمن.

ويشتهر الباب بأنه عُلقت عليه رؤوس رسل هولاكو قائد التتار، الذين جاءوا برسالة تهديد لمصر، فقطع رقابهم سيف الدين قطز، وهو ما كان إيذاناً ببداية دولة المماليك، قبل أن يُعدم عليها آخر سلاطين هذه الدولة، وهو طومان باى، بعد دخول الجيش العثمانى بقيادة سليم الأول.

وقال الدكتور أسامة طلعت إن اسم باب زويلة استُمد من القبيلة البربرية التى جاءت إلى مصر بصحبة جوهر الصقلى وأقامت بالقرب منه، وأطلق عليه العامة لاحقاً بوابة المتولى، لأن متولى الحسبة كان يجلس عندها لتحصيل الضرائب.

وبالقرب من باب زويلة ورث محمد فتحى، تجارة البلاستيكات والأنتيكات المصنعة، عن والده وساعدته على تلقى التعليم حتى الثانوى الصناعى، ليحمل يومياً أدواته إلى مقر عمله أسفل باب زويلة، وقال عن ذلك: «باب رزق، وبييجى يعدى منه ناس ياما كل يوم، وفى رمضان بننزل شغله ونكسب».

ويعتمد شقيقه على بركة «المتولى»، الذى يجاوره بعربة فول، حيث تدر له يومياً رزقاً واسعاً، لزيارة المواطنين والأجانب للمنطقة والتنزه بها. وتابع: «حتى لو الناس بتقول ده مش حقيقى، بس المكان هنا فيه روحانيات أنا باحسها».

القاهرة الفاطمية

جوهر الصقلى

طلب منه الخليفة المعز لدين الله الفاطمى تحديد مكان لإنشاء عاصمة تكون مقراً لقوة الفاطميين وتم اختيار مساحة 360 فداناً، لإنشائها وتسميتها القاهرة.

بدر الدين الجمالى

أعاد بناء حصن القاهرة الذى أزيل أغلبه بفعل العوامل الطبيعية، واستعان فيها بأحجار من المعابد الفرعونية.

صلاح الدين الأيوبى

جدّد أبواب الحصن، وأضاف ٨ أخرى، منها «الشعرية، والوزير، والبحر»، ليصبح للقاهرة حينها نحو ١٥ باباً، بعمارة مميّزة من مختلف العصور الإسلامية.


مواضيع متعلقة