في ذكرى تنصيب الرئيس.. صحيفة أمريكية: السيسي استعاد دور مصر

كتب: محمد البلاسي

في ذكرى تنصيب الرئيس.. صحيفة أمريكية: السيسي استعاد دور مصر

في ذكرى تنصيب الرئيس.. صحيفة أمريكية: السيسي استعاد دور مصر

مع مرور 7 سنوات على تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر، اليوم 8 يونيو، فندت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية، الدور الكبير للقيادة المصرية في استقرار الشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكدة أن السيسي يسعى لاستعادة دور مصر وأنه نجح فيما فشل فيه آخرين، مشيرة إلى العديد من الطفرات بعدة قطاعات في عهد الرئيس السيسي، بما فيها إنجاز العديد من المشروعات القومية.

وأكدت الصحيفة، في تقرير صادر اليوم الثلاثاء، أن التواصل المصري يعد الآن جزءًا من أجندة أوسع للرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعد ما يقرب من مرور عقد من الزمان على ما يسمى بـ«الربيع العربي»، تشير سياسة مصر إلى اتخاذ خطوات مبدئية للعودة إلى القيادة الإقليمية، ومن الخمسينيات إلى التسعينيات، كانت مصر دولة عربية رئيسية تصدر الثقافة والقوة العسكرية وتتولى القيادة، وتغير ذلك مع عام 2011، حيث أصبحت القاهرة أكثر ميلًا إلى الشأن الداخلي، مع الاحتجاجات والصعود المؤقت لجماعة لإخوان، ثم جاء السيسي وتولى السلطة وأمضى العقد الماضي يحاول إعادة بناء نفوذ البلاد.

ودللت الصحيفة على ذلك بأن هذا النفوذ بدأ في شمال وشرق أفريقيا، في نهاية مايو، حيث أرسلت مصر طائرات بمساعدات إنسانية إلى جيبوتي، وتوجه السيسي إلى جيبوتي لإجراء محادثات دبلوماسية، وعلى الرغم من أن جيبوتي دولة صغيرة، إلا أنها تستضيف قواعد استراتيجية للقوى الغربية وتلعب دورًا كبيرًا في الأمن في القرن الأفريقي، وبعد جيبوتي، وأجرت مصر مناورات عسكرية مع السودان، ووقعت مصر وكينيا اتفاقية فنية جديدة للتعاون الدفاعي، كما زار رئيس أركان القوات المسلحة، اللواء محمد فريد حجازي، كينيا ورواندا، وأجرت مصر تدريبات مع الإمارات العربية المتحدة وباكستان، وأرسلت قافلة مساعدات إلى غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تواصل مصر مع الدول الأفريقية لا يقتصر فقط على تصدير النفوذ والعلاقات العسكرية أو الأمنية، حيث توجه جيفري فيلتمان، المبعوث الخاص للقرن الأفريقي للولايات المتحدة، مؤخرًا إلى الخرطوم لإجراء محادثات حول السد الإثيوبي، الذي يثير قلق مصر والسودان من أن يؤثر على إمدادات مياه نهر النيل.

ولعبت مصر دورًا في ليبيا، حيث تشعر بالقلق من الإرهاب والتطرف من البلاد في خضم حرب أهلية، ونتيجة للعلاقات المتوترة بين مصر وتركيا في شرق البحر المتوسط، أدى ذلك إلى شراكة أكبر بين مصر واليونان وقبرص وإسرائيل، ولعل الأهم من ذلك، أن مصر تواصلت مع الحكومة السورية، كما دعا وزير الخارجية المصري سوريا إلى العودة إلى الجامعة العربية، بعد 10 سنوات من تعليقها بسبب الحرب الأهلية السورية.

وذكرت «ذا هيل» في تقريرها، أنه عندما ساعدت مصر في التوسط لوقف إطلاق النار في 21 مايو بين إسرائيل وحماس بعد 11 يومًا من القتال، ساعد ذلك على إنهاء ما اسمته بصراع لا طائل منه إلى حد كبير، ما وضع حركة حماس وترسانتها الصاروخية الضخمة في مواجهة القوات الجوية الإسرائيلية، كما جددت القاهرة سياستها بمحاولة تخفيف التوترات بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، لكن هذه المرة، تجاوزت مصر علناً مهامها السابقة، واستضافت في 30 مايو وزير خارجية إسرائيل في القاهرة لأول مرة منذ 13 عامًا، فيما يبدو أنه جزء من تحول بطيء ولكنه ثابت في موقف مصر التي تسعى إلى استئناف دورها القيادي في الشرق الأوسط.

وتابعت الصحيفة: أن الزيارة الرمزية التي قام بها جابي أشكنازي، وزير الخارجية الإسرائيلي، لعقد اجتماعات مع وزير الخارجية سامح شكري، في الوقت الذي تقيم فيه إسرائيل علاقات مع شركاء سلام جدد في الخليج، وتوسع مصر اتصالاتها وتواصلها مع دول القرن الأفريقي، وخلال وجود أشكنازي في القاهرة، أرسلت مصر مدير المخابرات اللواء عباس كامل للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعلى الرغم من أن إسرائيل تقيم علاقات مع مصر منذ عقود، وكانت مصر أول دولة عربية توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل في عام 1979، إلا أن هذه العلاقات كانت باردة في معظم الوقت، وفي كثير من الأحيان، لا توجد زيارات دبلوماسية عامة وسفير إسرائيل في بعض الأحيان لا يكون متواجدا في مصر.

وانتهى تقرير الصحيفة الأميكية إلى أن مصر بدأت تعود إلى الدور القيادي الذي كانت تشغله في الشرق الأوسط، وتسعى إلى إرساء الاستقرار من ليبيا إلى سوريا وغزة، وهي حاليًا ثلاثة مراكز رئيسية للصراع في المنطقة، وإذا تمكنت مصر من المساعدة في تقليل التوترات في هذه المناطق، فستكون قد نجحت حيث فشل الكثيرون خلال العقد الماضي.

 

 


مواضيع متعلقة