مفتي السعودية يرفض وضع مصباح على منارة المسجد بعد منع مكبرات الصوت

كتب: محمد علي حسن

مفتي السعودية يرفض وضع مصباح على منارة المسجد بعد منع مكبرات الصوت

مفتي السعودية يرفض وضع مصباح على منارة المسجد بعد منع مكبرات الصوت

قال مفتي السعودية، عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، إن «وضع مصباح على منارة المسجد، لبيان أن الصلاة قد أقيمت لا أصل له في الشرع، وهو من البدع»، وجاء تعليق مفتي السعودية، ردًا على سؤال حول مدى جواز وضع مصباح فوق منارة المسجد، لبيان أن الصلاة قد أقيمت عوضا عن السماعات.

وأصر وزير الشؤون الإسلامية السعودي عبداللطيف آل الشيخ، اليوم الإثنين، على قراره بمنع استخدام مكبرات الصوت وقصرها على رفع الأذان والإقامة فقط، مذكرا بالضرر الذي تُحدثه الضوضاء على المرضى وكبار السن والأطفال في البيوت المجاورة للمساجد، وأثار هذا القرار انقساما على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، التي تضم عشرات آلاف المساجد والجوامع.

مفتي السعودية: لا أصل له في الشرع

وأضاف المفتى أن «وضع مثل هذا المصباح على منارة المسجد، لبيان أن الصلاة قد أقيمت لا أصل له في الشرع، وهذا من البدع».

ورأى عبدالعزيز آل الشيخ أن من كان حريصا على الصلاة سيأتي مع الأذان، أو على الأقل عند سماع الإقامة، و«على من وضعه «المصباح»، إزالته حتى لا يلحقه إثمه وإثم من عمل به».

وبعد انقسام السعوديين بشأنه، دافع وزير الشؤون الإسلامية السعودي عبد اللطيف آل الشيخ، الإثنين، عن القرار الذي أصدره مؤخرًا وقضى بمنع مكبرات الصوت في المساجد والجوامع وقصرها على رفع الأذان والإقامة فقط، وعدم تجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة ثُلث درجة الجهاز.

وزير الشؤون الإسلامية: منع مكبرات الصوت باستثناء الخطب وتلاوة القرآن

وكان وزير الشؤون الإسلامية والدعوة الإرشاد، أصدر في 23 مايو، قرارا حصر بموجبه استخدام مكبرات الصوت الخارجية في مساجد المملكة وجوامعها برفع الأذان والإقامة، ومنع استخدامها، ما عدا الخطب وتلاوة القرآن، كما أمر القرار بألا يتجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة ثلث الدرجة القصوى للجهاز.

وأثار هذا القرار انقساما في المملكة المحافظة، ولا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيدين قالوا إنه يحد من الضوضاء والتشويش اللذين ينجمان عن تداخل أصوات الأئمة في بلد يعد عشرات آلاف المساجد والجوامع، ومعارضين استغربوا كيف يُمكن الشكوى في بلد الحرمين الشريفين من أصوات الخطباء والمقرئين والمصلّين.

وقال الوزير في تصريح للتلفزيون الرسمي إن «مكبرات الصوت من الأشياء الحديثة والمستجدة وهي ليست من قرون، فهذه أشياء سبق وأن حرمت في السابق وحرمها وأنكرها كثير من الناس في حينه».

وأضاف أن «الوزارة لم تمنع واجبا أو مستحَبّا، وأيضا لم تفرض محرما أو مكروها. هذه أجهزة فيها خير وهو إيصال الأذان لدخول الوقت إلى الناس، والإقامة أضيفت إلى الأذان بالرغم من أن الإقامة ينبغي أن تكون لمن هم داخل المسجد وليسوا في خارجه».

وشدد آل الشيخ على أن «من لديه الرغبة في الصلاة، لا ينتظر إلى أن يدخل الإمام ويُكبر ويُسمع صوته، المفروض أن يسبق إلى المسجد. أما من كان يقصد محبة سماع القرآن، فالحمد لله رب العالمين عندك قناة تلفزيونية تنقل من بيت الله الحرام مباشرة صوت المقرئين على مدار الساعة، وهناك قناة تلفزيونية أخرى تنقل السنة النبوية على مدار الساعة من مسجد رسول الله» في المدينة المنورة.

ولفت الوزير إلى أن قرار «الاكتفاء بالأذان والإقامة هو لسبب مهم جدا، وهو أن كثيرا من المجاورين للمساجد، تأتينا منهم شكاوى كثيرة، يطالبوننا فيها بإيقاف نقل غير الأذان والإقامة من المسجد لأن بينهم من هم عجزة، أو من هو ليس مهيأ، أو أطفالا نائمين أو غير ذلك، فلا ضرر ولا ضرار».

وذكّر «آل الشيخ» في هذا الصدد، بفتاوى سابقة صدرت بهذا الشأن، إحداها تتعلق بمكبرات الصوت حتى داخل المسجد، ومفادها أنه «إذا كان الإمام صيّتًا فلا داعي لأن توضع داخل المسجد، فما بالك بإزعاج الناس خارج المسجد؟».

وأضاف «كما تعلمون، عندنا في المملكة العربية السعودية ولله الحمد تمسك بالدين، والعاطفة الدينية عندنا قوية، ولا يستطيع من في قلبه مرض أن يؤثر على عامة الناس».

وشدد الوزير على أن «المملكة العربية السعودية، ليس لها مثيل في العالم في المحافظة على الدين والعقيدة وخدمة الإسلام والمسلمين بكل ما تملكه من إمكانات».

وأتى قرار قصر المكبرات على نقل الأذان والإقامة في أعقاب إطلاق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في السنوات الأخيرة، إصلاحات كبيرة في المملكة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، أبرزها رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات، وإعادة فتح دور السينما والسماح بإقامة حفلات غنائية، ووضع حد لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء في مجتمع محافظ إلى حد كبير.

وشهدت المملكة كذلك وضع حد لدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت بمثابة شرطة دينية في البلاد، وبات انتشار عناصرها محدودا بل معدوما، ما سمح لبعض النساء بالسير دون عباءة أو غطاء للرأس.


مواضيع متعلقة