يُكمل نضال جده.. حفيد محمد كُريم يتبرع بأرض لبناء مدرسة بـ«حياة كريمة»

يُكمل نضال جده.. حفيد محمد كُريم يتبرع بأرض لبناء مدرسة بـ«حياة كريمة»
- حياة كريمة
- محمد كريم
- الأسكندرية
- برج العرب
- كفر الصحفاق
- مبادرة حياة كريمة
- حياة كريمة
- محمد كريم
- الأسكندرية
- برج العرب
- كفر الصحفاق
- مبادرة حياة كريمة
عشرات الكيلو مترات تقطعها وسط رمال الصحراء بأحد المناطق الحدودية النائية، التي تسمى «كفر الصحفاق» التابعة لمركز «برج العرب» بمحافظة الإسكندرية، فهي مناطق حدودية تقع أول حدود محافظة مطروح، وآخر حدود محافظة الإسكندرية ولكنها تتبع محافظة الإسكندرية، وعلى الرغم من تلك المسافة البعيدة، إلا أن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» وصلت بقطار التنمية والتعمير إلى هناك لكي ينعم أبناء هذه المناطق التي تُركت لعقود بلا خدمات.
المنطقة بأكملها تتعلم بمدرسة الفصل الواحد
وذهب فريق «الوطن» إلى منطقة «كفر الصحفاق» لتغطية مشروع إنشاء وتوسع مدرسة الصحفاق 2، وهو أحد مشروعات مبادرة «حياة كريمة» هناك، لبناء مدرسة لأبناء الكفر كي يحصلوا على حقهم بالتعليم في مكان قريب منهم ومن ومنازلهم، بعدما كانوا يضطرون للذهاب لأماكن بعيدة أو إهمال التعليم، حيث كانت هذه المنطقة لا تشمل أي مدارس سوى مدرسة الفصل الواحد.
«الوطن» تلتقي حفيد الزعيم محمد كريم
وخلال متابعتنا لأعمال التشييد والبناء ووضع الأساسات للمدرسة الجديدة وجدنا رجلا عجوزا يرتدي جلباب وضع شالا على رأسه، بشرته سمراء للطبيعة الصحراوية للمكان، هو من أهل المنطقة يقف ويتابع أعمال التشييد والبناء، وبالحديث معه بلهجته البدوية اكتشفنا أنه هو المتبرع بالأرض التي يتم بناء المدرسة الجديدة عليها، ولكن المفاجأة الكبرى أنه أخبرنا بأنه أحد أحفاد الزعيم الراحل محمد كريم حاكم مدينة الإسكندرية الأسبق خلال عهد الحكم العثماني لمصر، الذي قاوم الحملة الفرنسية وقت قدومها لمصر، وقاوم الجيش الفرنسي ومعه أهل الإسكندرية، فاستقبله نابليون بنفسه تقديرا لاستبساله وشجاعته ورد إليه سلاحه وأبقاه حاكما على الإسكندرية، وعين معه الجنرال كليبر حاكما عسكريا للمدينة إلا أنه ثار مرة أخرى على الاحتلال الفرنسي وانتهى الأمر بإعدامه رميا بالرصاص بأمر من نابليون بونابارت.
فحمل الحاج شعيب محمد عبدالكريم، الشهير بـ«شعيب كريم» المتبرع بأرض المدرسة للمشروع القومي «حياة كريمة»، جينات الوطنية وحب بلاده والنضال، كونه من نسل الزعيم السكندري الوطني محمد كريم، الذي أكد لنا خلال حديثه مع «الوطن» على أن جده محمد كريم كانت أصوله من بيداء الإسكندرية، وحمل نسله فخر وطنيته وبطولته على مر العصور منذ وفاته وحتى الآن، وما زالوا يتوارثون الفخر الذي تركه لهم، وما زالوا يسمون أبنائهم باسم «كريم»، حتى أنه أسمى حفيده الصغير «كريم».
الحاج شعيب يتبرع بأرض مشروع مدرسة كفر الصحفاق
وقرر الحاج شعيب أن يكمل نضال جده الأكبر، على طريقته الخاصة، بأن قرر التبرع بأرض شاسعة لبناء مدرسة التعليم الأساسي لأبناء الكفر وأبناء المناطق المحيطة، بعدما أفتقد الأهالي لمدرسة تعليم أساسي وكانت المنطقة كلها ليس بها سوى مدرسة الفصل الواحد.
المدرسة هتخدم الكفر كله والمناطق اللي حواليه
وشرح الحاج شعيب في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، «ربنا كرمنا وجت مبادرة حياة كريمة وقرروا يعملوا المدرسة دي، والبركة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمدرسة دي هتخدم المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية، واتبرعت بالأرض علشان أساعد وعلشان الأجيال الجاية من ولادنا وأحفادنا، وربنا كرمنا واتبرعنا وإن شاء الله تبقى فتحة خير»، موضحا «المدرسة بتتبني تبع مبادرة حياة كريمة وهتخدم الكفر كله والمناطق اللي حواليه، خصوصا وأنه أقرب مدرسة تبعد نحو 5 كيلومترات من الكفر، ومكناش بنآمن على الأطفال الصغيرين أنهم يروحو ويتعلموا، وبنطالب بتغيير اسم المدرسة وتبقى مدرسة محمد كُريم».
اطمنا على مستقبل ولادنا مع «حياة كريمة»
وأكد الحاج شعيب على أنه يبلغ من العمر 76 عاما، ولكنه لأول مرة يرى رئيسا مصريا يهتم بالمناطق البعيدة النائية، ولأول مرة يرى مسؤولين وإعلام يزور بلدتهم، التي لا تحتوي على خدمات وتعاني من الإهمال والتهميش، معبرا عن فرحته الكبيرة بمبادرة «حياة كريمة»، «قالولنا هيعملوا المدرسة وهيعملو معصروة زيتون ومستشفى، الرئيس السيسي ربنا يطولنا في عمره خطاه سليمة وربنا يوفقه ويسدد خطاه».
واستكمل الحاج شعيب حديثه، «الرئيس السيسي الوحيد اللي اهتم بالمناطق النائية وبنشكره على مبادرة حياة كريمة، مبادرة مفيش زيها وكل القرى والنجوع فيها خدمات مكانتش بتخطر على بالنا، واطمنا على مستقبل ولادنا وبقت المدرسة جنب البيت ومش هنخاف من عربيات ولا حاجة وكل الشكر والتقدير والاحترام للرئيس عبدالفتاح السيسي اللي عمل المشروع ده وعملنا روح هنا».
وبسؤاله عن الخدمات التي يحتاج لها الكفر بصورة مُلحة، قال الحاج شعيب، «عاوزين خدمات في المنطقة كتير زي الوحدة الصحية وعاوزين مكتب بريد ومعصرة زيتون ومصنع وبنطالب برصف الطريق وتوصيل شبكات المياه والكهرباء، خصوصا وأنه المياه ضعيفة جدا والمياه هي شريان الحياة».
المدرسة للتعليم الأساسي وتقام على مساحة 24 متر طولي
وحاورت «الوطن» المهندس حامد علي محمد إبراهيم، المشرف على مشروع مدرسة نجح الصحفاق 2 ضمن مبادرة «حياة كريمة»، الذي أوضح لنا أن المدرسة للتعليم الأساسي وتقام على مساحة 24 متر طولي، وهي عبارة عن 5 طوابق وبها 11 فصلا دراسيا، وبدأت أعمال الإنشاءات بالمدرسة في بداية شهر مارس ومن المقرر أن يتم تسليمها ودخول الخدمة مع بداية العام الدراسي الجديد في شهر سبتمبر، حيث تخدم المدرسة أهالي منطقة نجع الصحفاق 2 والمناطق المحيطة.