جولة في عقل عضو من الجماعة الإرهابية

أتذكر عام 2013 وتحديداً بعد الثورة المصرية الحرة ضد جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وعزل رئيسهم الصوري محمد مرسي العياط، كنت كثير الجدالات والمناظرات السياسية مع كل طالبٍ لها.

تشاء الأقدار وبعد سقوط الإخوان المسلمين من أعين وقلوب المصريين ومن السلطة العليا في مصر وبعد حوالي شهرين من استعادة الدولة المصرية من قبضتهم، أن يجمعني اللقاء بأحد المنتمين لتلك الفئة الضالة من المجتمع المصري، ويدور النقاش حول سقوط مرسي وجماعة الإخوان هل هو ثورة أم انقلاب عسكري؟

حاولت مراراً وتكراراً أن أُبين وجهة نظر الشارع المصري الذي افترش الشوارع والميادين مستنجدين بالقوات المسلحة المصرية لنصرته على الإخوان وعنفهم واراقة دماء معارضيهم بالشوارع، ويحدثني هو من الجانب الآخر على وجود أطياف الشعب المصري عند حائط المبكى الإخواني المسمى ميدان رابعة وقرينه النهضة، وظل متمسكاً بالرأي بأن من اعتصم بميداني رابعة النهضة يتخطوا الـ10 ملايين مواطن مصري حر، وباءت كل تأكيداتي واستشهاداتي بالفشل محاولاً إقناعه بأن هذا العدد حوالي نصف عدد سكان محافظة القاهرة بالكامل!!

وهنا تطرقنا لجزئية أخرى من الحديث تدور حول أي استناد شرعي لما فعلوه الإخوان المسلمين بميداني رابعة والنهضة، وكان الاستنادا لشرعي من وجهة نظر الإخوان والتي يمثلها هو بحديثه: عزل رئيس الإخوان محمد مرسي من الحكم واراقة دماء الاخوان المسلمين في أحداث الإتحاديه وهو ما أفقد المشير/ عبد الفتاح السيسي لشرعيته الثورية، ومن هنا قام بالتأكيد على استحالة تقبل فكرة أن يكون رئيساً مهما طال بهم الزمن حتى يعودوا من جديد إلى عرش مصر.

فبادرت بالاستفسار حول الأسلحة والمتفجرات والمولوتوف والأسلحة البيضاء والقناصة وكل ما شاهدناه حينها عبر فيديوهات الإنترنت، لم أستطع إنهاء السؤال حتى بادرني بالرد بأن كل هذا كذب وتلفيق وادعاءات باطلة، أبادره بأن البينة على من ادعى وأنا قد أظهرت البينة من خلال تلك الفيديوهات فأين بينة الإخوان المسلمين من ادعاءاتهم؟ وكانت البينة الوحيدة هنا وجوده في ميدان رابعة قبل أحداث الفض بأسبوع ولم يرى أسلحة، وكذلك موت أقارب له في الميدان وقت الفض بأعيرة نارية.

بادرته بالاستفسار حول رأيه من الممر الآمن في الخروج والذي نظمته الشرطة المصرية؟ ليجيب بأنه أيضاً كذب وافتراء ولم يكن هناك أي ممرات آمنة، ولما سألت عن خروج أغلب المعتصمين بخير وسلام من الاعتصام، كان الرد تارة إنكارهم خروج فرد واحد على الأقل دون إصابات، وتارة يؤكد وجود العديد من أصدقاءه أحياءً يرزقون وهم شهود على ما حدث وقت الفض.

وكانت هذه هي مجريات الحديث بشكلٍ أو بآخر توقف الزمن بالنسبة إليهم عندما نسفت الشرطة المصرية أسطورة حائط المبكى الإخواني المزعوم في ميدان رابعة، وكان إنهاء الحديث لزاماً عندما وصل بنا المطاف عندما استفسرت حول رضوخهم لاختيار الشعب المصري وأنهم عاجلاً أم آجلاً سيختاروا الوطن، وكان الرد اختيارهم لأي عدو يأتي عدواناً على الوطن!! فقد كان نَص السؤال مني: طيب الشعب المصري حالياً رفض الإخوان المسلمين واختار المشير/ عبد الفتاح السيسي، مش المفروض تكونوا مع اختيار الشعب؟

ليفاجئني بالبرد: والله لو جاء عدوان ومحتل خارجي على مصر هكون من المساندين للعدوان والمحتل ومش هحارب مع مصر!!

تم نقل تلك المحادثة بقدر المستطاع من تذكر لأحداثها ومجرياتها، ولكن ما لا يمكن أن أنساه يوماً هو آخر جملة تم بها ختام النقاش بيني وبين هذا الكائن، والله على ما أقول شهيد.

شادي الحديدي

عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين