الحكومة تواجه نقص الطاقة بالعمارات الخضراء المعزولة حرارياً
الحكومة تواجه نقص الطاقة بالعمارات الخضراء المعزولة حرارياً
تدرس الحكومة حالياً إنشاء وحدات سكنية موفرة للطاقة، تعتمد على الطاقة الشمسية لتخفيف الأحمال عن شبكات الكهرباء فى جميع أنحاء الجمهورية، ومواجهة أزمة الطاقة الحادة، خاصة الوحدات التى تنوى وزارة الإسكان إنشاءها خلال الشهور المقبلة فى مدينة العلمين المليونية.
وقالت مصادر بوزارة الإسكان لـ«الوطن» إن الاتجاه الجديد للوزارة جاء باقتراح من إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بضرورة توفير وحدات سكنية موفرة للطاقة، لتقليل انعكاس أزمة الطاقة على المشروعات التنموية الجديدة للوزارة. وقال الدكتور جورج باسيلى، الباحث بالمركز القومى للبحوث، إن المركز قدم مشروعاً لتنفيذ عمارات موفرة للطاقة والمياه لاستخدامها فى مشروع المليون وحدة، وتنفيذ تجمع سكنى كامل للعمارات الخضراء التى تعتمد على الطاقة المتجددة باستخدام الطاقة الشمسية، وتقلل من إهدار الماء، بحيث يتم استخدام مياه الصرف وغيرها بعد معالجتها فى رى الحدائق، دون تكاليف أعلى على الدولة، إلا أن الرد لم يأت حتى الآن، لافتاً إلى أن محطات توليد الطاقة الشمسية والألواح الشمسية فى المنازل لا تسبب أى انبعاثات ولا تسبب أى أثر ضار على البيئة.
وأضاف «باسيلى» أن هناك مبادرة شارك فيها مركز بحوث الإسكان، لتحويل 100 ألف غرفة لتعمل بالطاقة الخضراء، وتركيب السخانات الشمسية لتسخين المياه بالغرف والمطابخ وحمامات السباحة، وتركيب نظم الإضاءة الذكية، بالإضافة إلى تركيب وحدات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.
وقال المهندس محمد عبادة، رئيس مجلس إدارة شركة المعمارى للهندسة والمقاولات، إنه تقدم بمشروع تنفيذ وحدات سكنية موفرة للطاقة لكل من وزارة الإسكان والهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، ومن المتوقع أن يحصل على ردهما خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف أن طريقته الجديدة تعتمد على إنشاء عمارات سكنية بنظام الحوائط الجاهزة، وهى حوائط معدنية معالَجة بطريقة هندسية وعازلة للحرارة، لتقليل تأثر درجات الحرارة داخل الوحدة بالطقس الخارجى، ما يقلل استخدام السكان للتكييفات والمراوح فى حالة ارتفاع درجات الحرارة. وأشار إلى أن شركته نفذت المشروع على بعض النماذج فى إمارة أبوظبى، وسجلت درجات الحرارة وقتها 45 درجة مئوية، إلا أن الوحدة التى قامت الشركة بتجهيزها استطاعت الحفاظ على درجة حرارة 30 مئوية بفضل خامات عزل الحوائط المعدنية المشابهة إلى حد كبير لأنظمة عزل أبواب الثلاجات المنزلية، مؤكداً أن الوحدات الجديدة توفر 40% من الطاقة التى تُستخدم لتشغيل التكييفات.
وأكد «عبادة» أن مركز بحوث الإسكان وافق واعتمد طريقة البناء التى تتبعها شركته وألحقها بالكود المصرى للبناء، بعد التأكد من تحملها للزلازل وعوامل التعرية، فى الوقت الذى يوفر وقتاً كبيراً، حيث يمكن الانتهاء من عمارة كاملة وتشطيبها فى شهر واحد، بدلاً من ثلاثة شهور تستغرقها طريقة البناء الخرسانية التقليدية، فضلاً عن أن تكلفة البناء بالطريقة الموفرة للطاقة هى نفسها التى تتكلفها المبانى الخرسانية.