«البريد»: تطور تقني غير مسبوق.. ومد قوي نحو التحول الرقمي

«البريد»: تطور تقني غير مسبوق.. ومد قوي نحو التحول الرقمي
قال شريف فاروق، رئيس هيئة البريد، إن العالم أجمع شهد فترات عصيبة خلال العام الماضي وكاد أن يفقد توازنه في مواجهة جائحة «كورونا»، إلا أن تضافر الجهود على كافة الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية جعلت من التغلب على تأثيرات الجائحة ممكنًا، حيث أخذ الجميع في مد يد العون كلاً على قدر استطاعته، للحد من الخسائر التي تكبدها العالم.
وأضاف فاروق، خلال كلمته على هامش اللجنة العربية الدائمة للبريد، المقامة حاليا في مدينة شرم الشيخ، أن القطاع البريدي لعب دورًا هامًا في دعم قدرات البلدان، للتخفيف على مواطنيها متبعات و آثار جائحة كورونا، مشيرا إلى أن التحول الرقمي، جاء على رأس القدرات التي مكنت القطاع البريدي من القيام بدوره على أكمل وجه، سواء من خلال الخدمات المالية الرقمية أو إدارة العمليات اللوجيستية آلياً، واستيعاب احتياجات سوق التجارة الإلكترونية من الخدمات اللوجيستية.
وأشار إلى إطلاق اسم «الجيش الأخضر»، على العاملين في البريد المصري من الرجال والنساء، قائلا: «الجيش الذي استمر في تأدية مهامه من خلال 4000 مكتب بريد في جميع أنحاء الجمهورية»، مضيفا «أن المهمة الأساسية للهيئة البريدية كانت تتمثل فى ضمان استمرارية الخدمات الأساسية، والتي تضمنت صرف المرتبات والمعاشات والإعانات العاجلة، وخدمات الشحن المحلي، والخدمات الحكومية لكافة أبناء الشعب المصري، دون توقف أو حتى تأخير».
وأكد أن البريد المصري لم يخذل المجتمع، حيث تم صرف 7 مليون معاش في نفس فترات الصرف الإعتيادية، علاوة على صرف إعانة حكومية لنحو 1.2 مليون مواطن من العمالة غير المنتظمة، وذلك خلال 15 يوم عمل فقط، مشيرًا إلى أن ذلك جاء بالتزامن مع تقديم 155 خدمة أخرى، حيث اعتمدت العديد من المؤسسات والجهات بشكل كبيرعلى مكاتب البريد خلال الموجه الأولى من جائحة كورونا.
واستطرد رئيس هيئة البريد: «أن اجتماع اليوم يأتي ونحن على أعتاب المؤتمر العام للإتحاد البريدي العالمي السابع والعشرين، والمقرر تنظيمه خلال شهرأغسطس المقبل 2021 بدولة كوت ديفوار، الذي سيشهد مناقشة العديد من الموضوعات الهامة ـ لذا فإن الدورة التاسعة والثلاثون للجنة العربية الدائمة للبريد اكتسبت أهمية إضافية من حيث التوقيت، كونها فرصة للبلدان العربية للتباحث و تبادل الأراء حول تلك الموضوعات الهامة.
وأضاف «نحن نعمل معاً على استكشاف آفاق مستقبل القطاع البريدي والعمل على تدعيمه و تطويره لمواكبة تطلعات وإحتياجات مواطنينا، و لعب الدور القومي المنوط لكل منا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والمجتمعية في بلداننا في العديد من المجالات الهامة مثل: «الشمول المالي، والاقتصاد الرقمي، واستخدام خدمات الدفع الرقمية و التوسع في تقديم خدمات التجارة الإلكترونية، وتمكين الشباب من أصحاب المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من الوصول إلى الأسواق الخارجية».
ولفت فاروق، إلى أن هذة الدوره قد اكتسبت أهمية أخري، بحضور كوكبة من رموز و قيادات العمل البريدي عالمياً وإقليمياً وعربياً من الحاليين والقادمين، متمنيين لهم كل التوفيق في قيادة القطاع البريدي إلى مزيد من الإزدهار و التقدم و قوة على مواجهة التحديات، مشيرا إلى أن التحول الرقمى أصبح هو الملاذ الأساسي، إن لم يكن الوحيد للحفاظ على الإستدامة الإقتصادية لمشغلي الخدمات البريدية والحفاظ على معدلات نمو جيدة وتطوير نماذج أعمال متنوعة ومبتكرة.
وأشار أيضا إلى التقدم غير المسبوق الذى حققه البريد المصرى في خدمات الشمول المالي، والخدمات المالية الرقمية، والتوسع في خدمات التجارة الإلكترونية، مضيفا أن البريد المصرى حرص على بناء قداراته في مجال أمن المعلومات والأمن السيبراني، والاعتماد على تقنيات الذكاء الإصطناعي و نظم الجغرافية المكانية في تطوير أعماله، علاوة على عقد عدد من الشراكات الإستراتيجية مع كبار الشركات الوطنية والعالمية، لاستكشاف نماذج أعمال ناجحة وتوظيف تلك القدارت لخدمة المجتمع و المساهمة بفعالية وإيجابية في الحياة اليومية للمواطنين.
وشدد رئيس هيئة البريد فى ختام كلمته على أن الحكومة المصرية شهدت تطويراً تقنياً غير مسبوقاً، كما تشهد حالياً مد قوي إتجاه التحول الرقمي الكامل، وذلك إعتماداً على جهود وخبرات وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، قائلاً: «يسعدني أن يكون البريد المصري كأحد أهم أجهزة وزارة الإتصالات، مساهماً في هذه المنظومة الوطنية التي نفخر بها جميعاً من خلال إتاحة خدمات مصر الرقمية في مكاتب البريد المصري».