رئيس الطائفة الإنجيلية: طرح قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين على البرلمان قريباً.. والأزهر والكنيسة لعبا دوراً تاريخياً خلال «كورونا»

كتب: ماريان سعيد

رئيس الطائفة الإنجيلية: طرح قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين  على البرلمان قريباً.. والأزهر والكنيسة لعبا دوراً تاريخياً خلال «كورونا»

رئيس الطائفة الإنجيلية: طرح قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين على البرلمان قريباً.. والأزهر والكنيسة لعبا دوراً تاريخياً خلال «كورونا»

أكد القس الدكتور أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية، أن مصر تشهد حالياً تقدماً كبيراً وصارت بقعة من العالم الجميل، والتقدم الذى تعيشه، رغم التحديات التى تواجهها، يجعلها أمل المستقبل، كما أن دورها الإقليمى فى إطار ما بعد 30 يونيو برهن عملياً أنها الأصلح والأقوى والأكثر استقراراً وأماناً، وقال إن القيادة السياسية نجحت فى ترميم العلاقات مع جيراننا، وأصبحنا نرى حكومة شرعية فى ليبيا، وتحسناً كبيراً فى العلاقات بين البلدين، والعلاقة حالياً مع الأشقاء فى السودان فى أفضل أشكالها، أيضاً إدارتها لملف السد الإثيوبى. وأضاف «زكى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن مصر بعد 30 يونيو طبقت المواطنة بالقرارات والقوانين، وليس على الورق فقط، وعلى رأسها تشكيل هيئة الأوقاف الإنجيلية، الذى حلمت به منذ كنت شاباً صغيراً.

حلمت بتشكيل هيئة أوقاف إنجيلية منذ كنت شاباً.. وقرار الرئيس يؤكد دولة المواطنة

كيف تتعامل «الطائفة الإنجيلية» مع كنائسها بشأن إجراءات التصدى لـ«كورونا»؟

- الفيروس وباء عالمى، وبمثابة زلزال للبشرية لأنه ارتبط بالخوف من الموت، إضافة إلى أزمات اقتصادية معقدة، ونظراً لانتشاره السريع أصبح زلزالاً كونياً بكل المقاييس، وبالتالى كان تعامل الطائفة الإنجيلية معه منذ البداية يعتمد على عدة محاور، الأول فيما يتعلق بالكنائس والعبادة: هنا التزمنا بكلام السيد المسيح بأن «خُلق السبت للإنسان وليس الإنسان لأجل السبت»، لذلك تم تعليق العبادة عدة مرات خلال الموجتين الأولى والثانية ومن ثم عدنا إليها، ووضعنا الكثير من الإجراءات الاحترازية، كما شكلت لجنة استشارية طبية للطائفة كانت تقدم النصائح للجمهور، وفى كل مرة علقنا العبادة أو عدنا إليها كانت هناك إجراءات للجنة الطبية تتجاوز الـ25 إجراء مثل «التباعد، ارتداء الكمامة، التطهير، غسل اليدين» وغيرها، و«الثانى»: شجعنا الكنائس لتقديم مبادرات اجتماعية لخدمة المجتمع ككل بتوزيع مطهرات وأغذية، وتنفيذ حملات توعية، وفى كل هذا كانت الكنائس تخدم المجتمع بشكل عام، لأن إيماننا العميق أن الكنيسة لخدمة المجتمع أيضاً، و«الثالث» كان مهماً جداً حيث إن الهيئة، وهى إحدى مؤسسات المجتمع المدنى، تعاونت مع وزارة التضامن بعدد ضخم من الحملات، وشاركت فى أكبر قافلة أطلقها صندوق «تحيا مصر»، إلى جانب إطلاق العديد من برامج التوعية التى تضمنت إنتاج سلسلة من أفلام الكرتون القصيرة، وبالتالى كان الدور على المستويين كطائفة أو مؤسسة مجتمع مدنى مهماً، وأخيراً أصدرنا أسئلة وأجوبة خاصة بالتطعيم، كما أصدرنا بياناً لتشجيع الناس على تلقى اللقاح لأننا نعتبره «رحمة من الله».

نأمل ألا نتخذ قرار تعليق العبادة في الكنائس مرة أخرى خصوصاً أن الموجة الثالثة للفيروس بدأت تنكسر

هل من الممكن اتخاذ الطائفة قراراً آخر بغلق الكنائس فى ظل «الموجة الثالثة»؟

- نأمل ألا نتخذ مثل هذا القرار، خصوصاً أن الموجة الثالثة بدأت تنكسر وتنحسر، ونأمل أن لا يدفعنا تطور الحالات إلى قرارات جديدة، لكن قرارنا الحالى ترك الكنائس المحلية لاتخاذ الموقف المناسب، سواء بتعليق العبادة أو لا، فى ضوء ظروف كل كنيسة محلية، ولكن نأمل ألا تدفعنا الأحداث إلى قرارات جديدة.

هل كورونا «عقاب من الله»؟

- نؤمن بأن الله لا يجرب البشر بالشرور، الله يسمح فى عنايته ومشيئته ببعض الأحداث التى قد يكون تأثيرها سيئاً، لكن هو يعطى مع التجربة المنفذ، وكورونا تجربة كان المنفذ منها هو اللقاح، فالله لا يستقدم الشرور، فهو إله رحمة ومحبة وسلام يرعى البشر كلهم، ولست من أنصار من يقول إن كورونا عقاب من الله كما نفهم العقاب، والدينونة عمل فردى كل واحد يُسأل عن أعماله وأفعاله.

كيف تشجع الطائفة الإنجيلية الناس لتلقى اللقاحات؟

- الكنائس حالياً تتحرك مع وزارة الصحة لتنفيذ حملات ضخمة ليكون التطعيم من خلال الكنائس نفسها، حيث أصدرنا توجيهات عبر صفحة رئاسة الطائفة الرسمية بضرورة التوجه مع المسئولين فى كل منطقة جغرافية، وإيصال الرسائل للجميع بأن التطعيم هو رحمة وإحسان من الله، وبالتالى فيه شفاء وحماية، وأيضاً أشجع الناس بألا يسمحوا للشائعات بأن تمنعهم عن تلقى اللقاح، فالتطعيم يحمى ويلعب دوراً فى حصر انتشار المرض، وبالتالى على المستوى المهنى أو الطبى والعلمى التطعيم ضرورة للوقاية، علينا ألا نستمع إلى الشائعات وللصور النمطية التى يحاول البعض تصديرها عن التطعيم، وأيضاً على المستوى الإيمانى التطعيم عطية من الله لنا، وأنا وأسرتى تطعمنا، وأشجع الناس على ذلك.

حدثنا عن دور الأزهر والأوقاف والكنيسة الأرثوذكسية فى التعامل مع الجائحة؟

- المؤسسات الدينية مثل الأزهر والأوقاف والكنيسة الأرثوذكسية لعبت دوراً تاريخياً مهماً، والكل تناغم فى حماية مصر، ونحن أمام جائحة تهز العالم كله، ودول كبرى باقتصاديات كبرى تأثرت تأثراً ضخماً، وبالتالى الدور الذى لعبته المؤسسات كان دوراً مهماً فى تكاتف الدولة فى الصمود أمام هذه الجائحة، وبالفعل استطعنا بدرجة كبيرة تخطى هذه الأزمة، ونأمل مع دخول فصل الصيف ومع زيادة أعداد الذين يتلقون التطعيم أن تصبح الأمور أفضل.

ماذا عن قانون «الأحوال الشخصية للمسيحيين»، وما الذى يعطل ظهوره؟

- منذ أكثر من 3 سنوات والكنائس تتناقش عن قرب بخصوص هذا القانون الذى وصل إلى مراحله النهائية بين الكنائس ووزارة العدل، ولكن الكنيسة الكاثوليكية بحكم علاقتها بالفاتيكان كان عندها بعض الأسئلة التى أعتقد أنها فى طريقها إلى الحل النهائى، كما أعتقد أن هناك تصوراً بمشروع قانون جاهز الآن ليقدَّم الدورة الحالية لمجلس النواب، الأمر الذى تطلب مجهوداً كبيراً جداً، خصوصاً أن قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين يرتبط بعقائد كل الكنائس، وبالتالى 90% من بنود القانون هناك اتفاق عليها، أما الأمور المختلف عليها لخصوصية كل كنيسة فتمت بالفعل صياغة بيانات الكنائس حتى يتم احترام عقائد كل كنيسة.

ما أبرز القضايا الخلافية التى عطلت القانون؟

- القضايا الخلافية التى دار حولها حوارات هى قضايا الطلاق وبطلان الزواج، مثلاً الكنيسة الإنجيلية لا يتم الطلاق فيها إلا لسببين، والكاثوليكية لا يتم فيها الطلاق إطلاقاً، إنما يوجد انفصال جسدى، أما الكنيسة الأرثوذكسية فلها أكثر من مادة تتعلق بأمر الطلاق.. وأيضاً بطلان الزواج كان فيه تنوع وحوارات ومناقشات عدة، فمثلاً فى قضية الزنا: الكنيسة الأرثوذكسية تقبل الزنا الحكمى، إنما الإنجيلية لا تقبل، وهكذا، وكل هذه المواد تمت صياغتها فى مواد مستقلة للمحافظة على عقائد كل كنيسة.. أما ما يناقش حالياً فالحوار لا يزال دائراً فى قضية التبنى لغير المسلمين، أيضاً هناك حوار حول المواريث واقتراح بمواد خاصة بالمواريث للمسيحيين تنص على المساواة بين الرجل والمرأة فى الميراث، أما بقية المواد ففى معظمها مواد متقاربة.

قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيل هيئة الأوقاف الإنجيلية تاريخى.. ما شعورك فى لحظة معرفتك به؟

- منذ كنت شاباً صغيراً كنت أحضر سنودس النيل الإنجيلى، وكان 99% من الأوقاف تتبع الكنيسة الإنجيلية المشيخية، وكان حلماً مع سؤال يتردد فى كل مرة، تتم فيها مناقشة تقرير لجنة الأوقاف السندوسية: متى تكون لنا هيئة أوقاف إنجيلية مستقلة على غرار الكنيسة الأرثوذكسية، وعلى غرار هيئة الأوقاف، ومنذ ثمانينات القرن الماضى وكل عام يُطرح هذا السؤال، وبالتالى حين صدر قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيل هيئة الأوقاف الإنجيلية بعد موافقة البرلمان، كانت لحظة تاريخية وحلماً يتحقق كنت أحلم به منذ كنت شاباً صغيراً، الأمر الثانى: هى لحظة تؤكد المساواة والمواطنة، فالمواطنة ليست كلاماً إنما فعل وقانون يتم تطبيقه وتنفيذه، وبالتالى هى تجسيد حقيقى لفكرة المواطنة، بالتأكيد دولة ما بعد 30 يونيو هى دولة تحوُّل المواطنة إلى فعل على أرض الواقع، وهى الدولة التى تؤمن بالمساواة وتتعامل مع المصريين على أنهم مصريون بغضّ النظر عن دينهم أو لونهم أو جنسهم، وهى دولة جديدة تسعى إلى تغيير مصر إلى الأفضل، ونرى هذا فى الأوضاع الاقتصادية التى ارتبطت بحزم اجتماعية لمساعدة الفقراء ومحدودى الدخل، نرى هذا فى البنية التحتية، التى تم تطويرها بطريقة مذهلة ونراه فى الحضارة والفن والقوى الناعمة ونقل المومياوات، وفى المشروعات العملاقة التى حولت الصحراء إلى ذهب، وفى دعم المواطنة التى دعمت بحزمة من القرارات والقوانين.

ما حجم الأوقاف الإنجيلية؟

- بعد صدور قرار الرئيس السيسى، وله الشكر والتقدير فى هذا الأمر، لا نزال حتى الآن نحصر الأوقاف الإنجيلية الموجودة لدينا، وتم إرسال خطاب إلى هيئتى «الأوقاف، والأوقاف الأرثوذكسية» للاستعلام عما إذا كان لديهما أوقاف تخص الطائفة فبرجاء الإفادة وتسليمها لنا، حيث إن للطائفة أوقافاً لدى وزارة الأوقاف وأوقافاً أخرى مشتركة مع الأقباط، وبالتالى نعمل على استرداد ما لنا بنظام تسليم وتسلم.

كيف ترى قرارات هيئة الأوقاف الإنجيلية بعد اجتماعها الأول؟

- أهم القرارات التى اتخذتها الهيئة فى اجتماعها الأول كان، أولاً: تشكيل اللجان الفرعية، ثانياً: إعداد لائحة ستُعرض على الدولة لإقرارها وأيضاً حصر الأوقاف الموجودة لدى المذاهب كأهم 3 قرارات لأول اجتماع للهيئة.

ما توقعاتك لعمل الهيئة؟

- لا شك أننا نتمنى فى ظل هذه الهيئة أن تتم إدارة أوقاف الطائفة بطريقة أكثر احترافية، واستخدام عوائدها بشكل جيد، وهدفنا أن نساعد المذاهب على أن تدير هذه الأوقاف بطريقة جيدة وكما أقرها القانون.

قبل 5 سنوات كانت ليبيا مشتعلة وحدودنا معها غير مستقرة.. ولم نكن على وفاق مع السودان ولدينا توترات مع حركة «حماس» في غزة لكن القيادة السياسية أعادت العلاقات لمسارها الصحيح

تحدثنا عن دور القيادة السياسية فى تأصيل المواطنة.. حدثنا عن رأيك فى الدور المصرى الإقليمى وخصوصاً فى الأزمة الفلسطينية الأخيرة؟

- دور مصر الإقليمى فى إطار ما بعد 30 يونيو برهن عملياً على أنه الأصلح والأقوى والأكثر استقراراً وأماناً، فإذا نظرنا إلى أوضاع ما قبل نحو 5 سنوات، كانت حدودنا مع ليبيا غير مستقرة ويعبر إلينا العشرات بل المئات من الراغبين فى تدمير مصر، وكانت الدولة الليبية مشتعلة جداً، كما كانت حدودنا الجنوبية مع السودان متوترة، ولم نكن على وفاق، وجزء من أزمة السد الإثيوبى حالياً أن مصر لم تتخذ خطوات مبكرة للوفاق مع السودان، وفى حدودنا الشرقية مع غزة كانت «حماس» تقوم بأدوار متعددة بها تباينات وتفاعلات، وبالتالى كانت القيادة المصرية فى السنوات الخمس الأخيرة جادة جداً فى تعاملها مع كل هذه القضايا، وحالياً هناك حكومة شرعية فى ليبيا وطبقنا عبارة، «سرت خط أحمر» التى أطلقها الرئيس السيسى، وهو ما تحقق بالفعل، فضلاً عن تحسن العلاقات المصرية الليبية بشكل غير مسبوق، والعلاقة مع السودان فى أفضل أشكالها، حيث إن المشاركة الرئاسية فى مؤتمر دعم السودان من أهم الدلالات للدور الداعم لمصر، كما أن العلاقة بين البلدين حالياً فى أفضل أحوالها.

أندريه زكي: وقف إطلاق النار بين فلسطين وإسرائيل ما كان ليحدث لولا تدخل «السيسي».. ودعم غزة بـ500 مليون دولار يؤكد ثقل الدور المصري

وما رأيك فى مبادرة الرئيس السيسى دعم غزة بمبلغ 500 مليون دولار؟

- قرار وقف إطلاق النار بين فلسطين وإسرائيل ما كان ليحدث لولا جهود الرئيس السيسى وتدخله، حيث إن الرئيس لعب دوراً تاريخياً فى وقف إطلاق النار، والمبادرة بدعم غزة بمبلغ 500 مليون دولار هى تأكيد مباشر على الدور الذى تلعبه مصر فى المنطقة، وبالتالى تم تغيير جذرى فى حدودنا المشتعلة خلال السنوات الماضية وهو نجاح غير مسبوق للرئيس والدبلوماسية المصرية، يجعلنا نعود مرة أخرى للحديث عن دولة ما بعد 30 يونيو ودورها الإقليمى القوى والمؤثر.

وأتصور أن هذا ما دفع الرئيس الأمريكى لمهاتفة الرئيس السيسى مرتين فى أسبوع واحد، بل ويفسر عبارة الرئيس «المياه خط أحمر» وأنه لا يجوز لأحد التعدى على حصة مصر المائية وأن المنطقة ستكون غير مستقرة، فمصر تستطيع أن تجعل المنطقة غير مستقرة، وبالتالى الدور الإقليمى عاد عشرات الأضعاف ما كان قبل 30 يونيو.

إثيوبيا تحتاج أن تنصت إلى «صوت العقل» والمفاوضات الجادة هي الحل

كيف ترى دور مصر فى قضية السد الإثيوبى؟

- ما تقوم به إثيوبيا يجب مراجعته من قبَل الإثيوبين أنفسهم، فهى تستغل الموقف بشكل غير إيجابى وتراهن على أن خيار الحرب قد يكون صعباً أو مستحيلاً على مصر، لكنه أحد الخيارات، وأتمنى أن تحل القضية بالسلام المجتمعى والدولى لأن الحرب دمار، ولا أحد يريدها، ولا أحد يتمنى أن تحدث، فمصر التى رممت العلاقات فى المنطقة تستطيع أن تسترد علاقة طيبة مع إثيوبيا وتسترد الثقة المتبادلة بين البلدين. ومن المنظور المصرى نهر النيل حياة أو موت، فنحن لا نتحدث عن رفاهية أو قضية فيها خيارات، نحن لا نستطيع أن تكون لدينا اختيارات فى مياه النيل، فهو اختيار وحيد بعدم المساس بحصتنا فى مياه النهر، فإثيوبيا تحتاج أن تنصت إلى صوت العقل وتبدأ المفاوضات، ومصر حريصة على تنمية إثيوبيا كما هى حريصة على تنمية القارة عموماً، وبالتالى المفاوضات هى الحل السحرى والأفضل، ونأمل ألا ترغم مصر على خيارات أخرى.

ما دور الطائفة الإنجيلية فى تحسين العلاقات المصرية بالخارج؟

- الطائفة الإنجيلية لها علاقات بالإنجيليين فى دول الغرب، والإنجيليون فى الغرب متنوعون بين محافظين ومتحررين، وفى الولايات المتحدة الأمريكية هناك من يؤيد الحزب الجمهورى ومن يؤيد الحزب الديمقراطى، وفى أوروبا يلعب الإنجيليون دوراً مهماً ولا سيما فى دول مثل ألمانيا وإنجلترا والدول الإسكندنافية، وطبعاً هذا الدور مهم جداً وبالتالى تواصلت الطائفة الإنجيلية فى مصر بعد ثورة 30 يونيو معهم، ولا نزال، حيث التقيت بالفعل على برنامج «زووم» مع عدد من رؤساء الكنائس الإنجيلية الكبرى وعدد من رؤساء الهيئات الإنجيلية المختلفة لمدة ساعة فى إطار الدور الذى تلعبه الطوائف فى بناء الجسور والتفاهم بين الشعوب، أيضاً لعبنا دوراً خلال السنوات الأخيرة سواء فى أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تصحيح الصورة الحقيقة لمصر، نحن لا نكذب ولا نتجمل ولكن ننقل الحق، فنحن لا نقول ما هو غير حقيقى، حيث إنه لا يوجد مكان فى العالم خال من المشكلات ولكن كيف تنظر إلى المشكلات وكيف تتعامل معها؟ ونحن نرى الدولة المصرية والحكومة تلعب دوراً مهماً جداً فى التعامل مع هذه المشكلات بشكل غير مسبوق. وبالتالى نقلنا هذه الصورة من خلال وفود مصرية سافرت إلى أوروبا والولايات المتحدة وهذا الدور لعبناه عن يقين وقناعة مطلقة 100% لأن بلادنا تستحق الكثير والكثير.

هل هناك مبادرة منكم لزيارة الولايات المتحدة، خصوصاً بعد التحسن الأخير الذى ظهر فى العلاقات المصرية الأمريكية بعد الاتصالات بين الرئيسين؟

- التقيت مع رؤساء الكنائس والطوائف الإنجيلية بهدف التخطيط أن يكون فى عام 2022 زيارة وفد إلى الولايات المتحدة على أن يكون هناك وفد أمريكى يزور مصر فى عام 2023، حيث سنستمر فى هذا الدور الوطنى الذى نقوم به عن قناعة وعن بلد نحبه ونعشقه ونحن جزء من ترابها ومن ماضيها وحاضرها ومستقبلها.

 مصر تتقدم

مصر صارت بقعة من العالم الجميل، التقدم الذى يعيشه بلدنا والتحديات التى نواجهها يجعلها أمل المستقبل، وأقول فى ذلك مثالاً أحدث لى هزة حينما كان أحد الأشخاص صغيرى السن الذين أعرفهم قبل 10 سنوات يطمح إلى الهجرة ويسعى إليها، فاجأنى حينما قال لى سأكون حزيناً لو هاجرت من بلادى، فهذه هى مصر التى نحلم بها ونصلى من أجلها، ومن أجل رئيسها، ومن أجل سلامها، ويقول الكتاب المقدس: «صلوا من أجل سلام المدينة لأنه بسلام المدينة يكون لكم سلام» ونفرح لتقدمها وكل طريق جديد وكل مدينة جديدة وكل اكتشاف للغاز والبترول وكل مصنع جديد وكل أرض زراعية جديدة، وكل عمل حضارى جديد، هذا هو ما يصنع مصر الجديدة، مصر ما بعد 30 يونيو، التى نحن جزء منها ونفتخر بأننا نعيش فيها.

 

 

 

 


مواضيع متعلقة