سائقة ميكروباص الإسكندرية.. «أسطى» بدرجة أستاذة لغة عربية

كتب: كيرلس مجدى

سائقة ميكروباص الإسكندرية.. «أسطى» بدرجة أستاذة لغة عربية

سائقة ميكروباص الإسكندرية.. «أسطى» بدرجة أستاذة لغة عربية

سائقة ميكروباص الإسكندرية.. هكذا كانت «أم محمد» حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعدما تحدت مصاعب الحياة ولم تلتفت سوى لأسرتها التي تحتاج إلى عملها، فاتجهت إلى ميدان محطة مصر بسيارة «تمناية» لتعمل سائقة لنقل الركاب من الميدان الشهير إلى مستشفى الميري ذهاباً وإياباً، لتشاء الأقدار أن تقابل محافظ الإسكندرية خلال جولة له، فيكافئها الله بأن تصبح حديث الجميع في المدينة الساحلية، كمثال للمرأة المكافحة.

سائقة ميكروباص الإسكندرية.. اتجهت للقيادة لمساعدة زوجها المريض

«داليا محمد»، 34 سنة، أو كما يطلق عليها أبناء مهنتها «الست أم محمد»، أو كما تعرف حالياً بمسمى سائقة ميكروباص الإسكندرية، عملت لسنوات طويلة في مهن عدة، قبل أن يعاني زوجها من ظروف صحية أجرى على إثرها 4 عمليات جراحية اضطرته للقيام بأعمال خفيفة، لعدم قدرته على الأعمال الشاقة، الأمر الذي دفعها للبحث عن عمل كريم لها ولأبنائها الثلاثة وزوجها، فاتجهت إلى شراء سيارة ميكروباص منذ عامين، للعمل عليها سائقة.

سائقة ميكروباص الإسكندرية.. حاصلة على ليسانس لغة عربية

«معايا ليسانس لغة عربية من جامعة الأزهر لكن ملقتش شغل بيه، فكانت الأشغال العادية هي المتاحة قدامي، وكان كله رضا وفضل من عند ربنا، إلا أن تعب زوجي خلاني فكرت بشكل عملي أكبر، واتعلمت السواقة، واشتريت عربية بالتقسيط، علشان اشتغل عليها»، هكذا لخصت سائقة ميكروباص الإسكندرية قصتها مع الحياة، وأسباب توجهها للعمل سائقة، على غير المعتاد في المجتمع المصري.

مضايقات تعرضت لها سائقة ميكروباص الإسكندرية

وأوضحت السيدة الثلاثينية أنها في بداية عملها كانت تتعرض لمضايقات واستغراب من بعض السائقين والركاب، إلا أن هدفها كان البحث عن الرزق، فكان التجاهل لنظراتهم وأفعالهم، هو الحل الوحيد لها، لاستمرار سعيها على لقمة العيش.

الحياة اليومية لسائقة ميكروباص الإسكندرية

وتبدأ سائقة ميكروباص الإسكندرية يومها كأم في السادسة صباحاً، تساعد أبنائها الثلاثة على الذهاب إلى مدارسهم، بينما تتجه بسيارتها «التمناية» إلى ميدان محطة مصر، المجاور لمنزلها، وتبدأ يومها الشاق في «تحميل الركاب» والذهاب بهم إلى مستشفى الميري ذهاباً وإياباً، ليتكرر ذلك العمل حتى الخامسة مساءً من كل يوم، لتعمل قرابة 10 ساعات بشكل يومي، ومن ثم تتجه إلى منزلها لاستكمال دورها كربة منزل، مسئولة عن بيتها وأطفالها.

أسرة سائقة ميكروباص الإسكندرية

معاناتها الخارجية جعلت زوجها وأطفالها يدركون مدى التضحيات التي تقوم بها، فتجد المساعدة منهم في كافة الأعمال المنزلية، وتحدثت عن ذلك بقولها: «احنا أسرة متفاهمة جداً، وزوجي وأولادي بيساعدوني في ترتيب المنزل وتحضير الطعام، والأولاد مقدرين تعبي ومتفوقين دراسياً».

كيف تتغير حياة سائقة ميكروباص الإسكندرية؟

مقابلتها للواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، خلال جولته في ميدان محطة مصر، جعلها تشعر بالسعادة وتتغير حياتها بالكامل، حيث التشجيع والتقدير من الجميع لامرأة نالت منها الحياة قدر ما نالت إلا أنها ما زالت صامدة تواجه متاعب الحياة كي تكون درع لأسرتها الصغيرة.

تأمل سائقة ميكروباص الإسكندرية «أم محمد» في توفير فرصة عمل لها بشهادتها الجامعية، في إحدى المدارس كمعلمة لغة عربية أو تربية دينية، كما ترغب في مساعدتها في فرش منزلها البسيط بالأثاث، لنيل حياة كريمة لها ولأسرتها.


مواضيع متعلقة