«مارينا» لم تجد صورة مع أمها بعد وفاتها فأصبحت أصغر مديرة تصوير

كتب: محمد خاطر

«مارينا» لم تجد صورة مع أمها بعد وفاتها فأصبحت أصغر مديرة تصوير

«مارينا» لم تجد صورة مع أمها بعد وفاتها فأصبحت أصغر مديرة تصوير

ضمن أحداث أحد الأفلام الهوليودية، يحجز البنك على منزل بطل الفيلم ويطرده منه، بسبب ضائقة مالية يمر بها، فيساعده صديقه والبطل الأخر للفيلم ويُعيد له بيته من جديد، وحين يسأله صاحب المنزل ماذا استطاع أن يفعل حتى ينجح في إعادته له، يجيبه بكل بساطة كاشفا له أنه اشترى البنك نفسه الذي حجز على المنزل، بدلا من الاكتفاء بدفع الأموال اللازمة لبنك حتى يرفع حجزه عن المنزل، «مارينا بدر فانوس» أو «توتا» كما يعرفها الكثيرون، حدث معها هذا المشهد بشكل مشابه على أرض الواقع، ولكنه للأسف كان حزينا للغاية ويمثل موقفا مريرا، وليس كما جاء بهذا الفيلم كوميديا.

فبدون سابقة إنذار رحلت والدة «مارينا» عن تلك الحياة الزائلة، لتتفاجىء الفتاة أنها لا تمتلك أي صورة تجمعها بوالداتها المتوفية، وهو ما كان سببا في تضاعف حزنها على رحيلها، لكنها لم تترك نفسها لتلك الأحزان وبدلا من الاكتفاء بمحاولة استخدام برامج تركيب الصور الكثيرة لتنتج مئات الصور المركبة وهي إلى جوار والداتها، تعلمت التصوير وطورت من نفسها لتصبح في ظرف سنوات قليلة أصغر مديرة تصوير في مصر والعالم، كما تلقب نفسها.

مأساة تصنع مديرة تصوير

حكاية «مارينا» مع التصوير بدأت من قبل التحاقها بكلية التجارة، حيث كانت تتمنى أن تلتحق بكلية فنون جميلة، لكن قدراتها الضعيفة بالرسم منعتها من تحقيق تلك الأمنية، حيث تقول في حديثها مع «الوطن»: «بدأت التصوير بعد وفاه أمي بسبب إني ملاقتش صوره لينا مع بعض، وكان نفسي ادخل كليه فنون جميلة عشان اتعلمه أكتر بس للأسف مش بعرف أرسم»، موضحة أنها ابتعدت عن هذا المجال لفترة قبل تشجيع أحد أصدقائها على العودة لهذا المجال من جديد، مضيفة: «وقتها بدأت فعلا خطواتي الأساسية في التصوير، وكنت في 2 كلية».

البذرة

واستمرت تلك الخطوات في تقريبها إلى عالم تصوير الأفلام، حتى اسند لها مهمة تصوير أول فيلم بمسيرتها بعنوان «البذرة»، موضحة: «وقتها كنا في 2017، وكان عندي حوالي 20 سنة بس أو أقل كمان»، كاشفة أنها أصبحت بذلك أصغر مديرة تصوير في مصر والعالم، وموضحة أن بعد هذا الفيلم قدمت 8 تجارب سينمائية، ومؤكدة: «بحثت كتير عن مديرين التصوير في مصر والعالم، وملقتش حد في عمري قدم تجارب سينمائية كمدير تصوير».

مفاجأة وحلم

وحين اكتشفت خريجة كلية التجارة شعبة إنجليزي جامعة عين شمس، هذا الأمر كان بمثابة مفاجأة لها، معربة: «حسيت إن ربنا بيعوضني ويفرحني بلقب كبير زي ده»، مشيرة إلى أن هذه الفرحة التي سيطرت عليها بعد تأكدها من هذا الأمر ورغم أنها كبيرة جدة بالنسبة لها، إلا أنها لا تضاهي فرحة حصول فيلمها «الهبة» على جائزة أفضل فيلم روائي قصير بمهرجان كونتينتال بالهند خلال مارس الماضي، مصرحة في نهاية حديثها مع «الوطن»، أنها تحلم أن تعمل بهوليود والسينما الأمريكية، ومؤكدة: «هوليود حلمي وهوصلها ده ثقة في ربنا وإيمان بقدرتي على ده».


مواضيع متعلقة