ممرضة تنقذ مصابة بـ«كورونا»: بلعت لسانها وتوقف قلبها

ممرضة تنقذ مصابة بـ«كورونا»: بلعت لسانها وتوقف قلبها
عمل بطولى عرّض حياتها للخطر ولم تفكر فى نفسها لحظة واحدة، بعدما أقدمت وفاء السيد، صاحبة الـ29 عاماً، على إنقاذ إحدى المصابات بكورونا، داخل مستشفى عزل مدينة دمياط، بعد أن قامت المصابة بابتلاع لسانها، وتوقف قلبها لثوانٍ معدودة.
الممرضة الثلاثينية روت لـ«الوطن» تفاصيل مواجهتها الموقف العصيب قبل إنقاذ المريضة زينب حسين، صاحبة الـ32 عاماً، بعدما تسببت الكحة الشديدة فى ابتلاع لسانها، وعن ذلك قالت: «باشتغل شيفت من 8 الصبح لـ8 تانى يوم الصبح، وفى النص الثانى من الشيفت كنا فى وقت متأخر بالليل، لاقيت زينب بتكح كتير وعملت لها جلسة أكسجين، وهديت شوية، وبعد 10 دقايق رجعت تكح أقوى من الأول، والكحة اشتدت عليها لدرجة إن وشها ازرق وعينيها برّقت وبدأت تطلع صوت من بُقها، أنا قلت خلاص بتموت، وفجأة اكتشفت إن لسانها اتسحب جوه، وماكانش فى إيدى غير إنى أحط صوابعى فى بقها وأطلّع لسانها، لأن ماكانش فيه وقت أستعين بأى أدوات، كان كل تفكيرى إنى ألحقها».
وتابعت «وفاء» أنها لم تقم بسحب أصابعها من فم المريضة إلا بعدما تأكدت من إفاقتها وعودتها إلى وعيها من جديد، مضيفة: «ماشلتش صوابعى من بُقها خالص إلا لما فاقت قدام عينى، ورجعت لوعيها تانى».
حالة نفسية صعبة وتوتر شديد تعيشهما «وفاء» حتى الآن، وعبّرت عما شعرت به من قلق كبير تجاه الموقف الصعب الذى تعرضت له، وهو ما أفقدها قدرتها على النوم بشكل طبيعى، وقالت: «من وقتها لحد دلوقتى مابنامش خالص، مش قادرة أنسى صورتها وهى قدامى، وماعرفش إزاى عملت كده، بس أنا كل همى أنقذ أرواح الناس وأساعدها ومش بخاف من العدوى لأن ربنا بيحمينى».